مرايا – بنمطية رسمية عجز الكثيرون عن فهم مراميها واهدافها , تواصل حكومة النهضة التضييق على العمل الحزبي , رغم مرونة التصريحات التي يطلقها رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز وابتسامة وزير الشؤون السياسية والبرلمانية , التي التقطتها العدسات في زيارة تطييب الخواطر لحزب الوسط الاسلامي الذي اعلن مقاطعته للانتخابات النيابية قبل ان يستجيب للجاهة الحكومية ويعدل عن مقاطعته , دون توضيح اسباب العودة التي اكتفى وزير الشؤون السياسية والبرلمانية في التعليق على اسبابها بجمل ممجوجة وتصلح لاي مناسبة من طراز الخطأ الذي يستوجب المراجعة والقرار الاداري غير المفهوم .
النمطية التي تشي بأن الرئيس غير ممسك بقواعد اللعبة السياسية وتشي اكثر بأن هذا الملف ليس على طاولته , فاتحا المجال لاكثر من تأويل وسؤال عن ولايته العامة على هذا الملف , تأتي في ظل استعدادات لاجراء انتخابات برلمانية صيف العام الحالي , كما تشير حركة الهيئة المستقلة للانتخاب , التي ينشط اعلامها في عقد المحاضرات والندوات , سواء من الناطق الاعلامي جهاد المومني او من مسؤول العلاقات والاعلام شرف الدين ابو رمان .
ثمة رأي مفاجئ في معاكسته للمألوف يربط بين التضييق وتعليق حزب جبهة العمل الاسلامي قرار المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة , وهذا الرأي يرى ان التضييق الحالي مبرمج وممنهج ويستهدف الى تقديم وجوه جديدة الى البرلمان القادم من بوابة التضييق , كيف ؟ سألنا صاحب الرأي الذي مكث في البرلمان قليلا , فأجاب بأن المزاج الشعبي حاد الآن ويستقبل كل مخالف ومعارض , ويأتي التضييق لتقديم نماذج نيابية جديدة لكنها ليست منضوية تحت لافتة حزبية حتى لو كانت لافتة مقبولة بل ومشغول على ظهورها بعنياة كما لافتة حزب الوسط الاسلامي .
الرأي صادم نسبيا لكنه يشير الى تقليد مألوف لصالح جماعة الاخوان المسلمين , حيث اعتادت الحكومات على اختلاق ازمة مع الجماعة قبل كل انتخابات لاعادة توجيه الرأي العام المعارض الى الجماعة وتاليا الى حزبها بدل ان تذهب الاصوات الغاضبة الى المعارضة الجديدة او القومية اليسارية التقليدية , فهل غيرت الحكومة مسار البوصلة نحو احزاب اسلامية جديدة على غرار الشراكة والانقاذ والوسط الاسلامي , فبدأت التحرش الخشن بهما ليكونا المعارضة القادمة ام انها سحابة صيف مع جماعة الاخوان وحزبها للعودة الى الصيغة القديمة , والتراجع بسرعة عن قرار التعليق , وهذا ما يؤيده اكاديمي ديمقراطي بأن عقل الدولة ما زال مؤمن بالجماعة وحزبها ولن يسمح لمعارضة غيرها بالظهور . الانباط – قصي ادهم