كفاءة التصريحات الرسمية اقل من حجم الاستعدادت
اطباء يؤكدون : لا معلومات دقيقة حول العلاج والخشية من تحوصل الفيروس
مناورات تكنولوجية في التعليم استعدادا للاسوأ
مرايا – عمر كلاب
في الوقت الذي يتفاعل العالم مع عشرات الاحتمالات حيال فيروس كورونا , وقفت وزارة الصحة الاردنية عند السيناريو الاول , على الاقل في لغتها الاعلامية , ولربما يخرج علينا من يقول بأن هذا فيه بث الطمانينة للشارع الشعبي , لكنهم يغفلون اكثر ان الوقوف عند اصابة واحدة شبه مستحيل , فالدراسات تقول ان المصاب الواحد ينقل العدوى الى اربعة اشخاص على الاقل , وبالتالي نحن لدينا حالة اقتربت من الشفاء لكنها خالطت كثيرين وفترة حضانة الفيروس طويلة وبالتالي يمكن ان يخرج علينا مصابين كُثر وهذا ليس خللا في وزارة الصحة او الاجراءات بقدر ما هي طبيعة هذا الفيروس وسلوكه غير المحدد والمعروف .
وزير الصحة ورغم رسائله المبطنة على برنامج ستون دقيقة , الا انه جامل الحالة بدل ان يقوم بنشر مزيد من التحذيرات , فترك المساحة الكبرى للجدل حول كلفة المريض وكلفة الحجر على الفرد الواحد , في حين ان طبيب مختص بالوبائيات نتحفظ على ذكر اسمه اكد بأن الاردن مرشح لمزيد من الاصابات بحكم طبيعة الفيروس وسرعة انتقاله , مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة رفع مستوى الحذر ومصارحة المواطن بكل التفاصيل لان الاخفاء لن يفيد في ظل تصريحات المنظمات العالمية المعنية بالصحة والتي تؤكد ان الفيروس قد يصبح سلاحا فتاكا اذا ما تحوصل وحصن نفسه تحديدا ان هناك نسختين من الفيروس احداهما شرسة والاخرى اعتيادية .
تصريحات وزارة الصحة ما زالت رتيبة وثمة شكوى من قلة دراية الاشخاص الموكل اليهم التصريحات , لكن الايجابي في الامر ان الاستعدادت اعلى بكثير من التصريحات , فهناك خلايا عمل تدرس كل الاحتمالات وبالاخص الاحتمال الاكثر قساوة , وهو ان تسجّل اصابة محلية , بمعنى اصابة شخص بالفيروس لم يسافر ولم يختلط مع مصاب , حينها سنلجأ الى الخيار الاصعب وهو اغلاق المدارس والجامعات وربما تعطيل الدوائر الرسمية والعامة , اما الخيار الأقل كلفة فهو خيار الاصابة بالانتقال من مسافر او مصاب وهذا السيناريو السائد حتى اللحظة .
جهات متعددة اكدت ان تفعيل البث المدرسي بات جاهزا في كثير من المدارس وان هناك استعدادت ايجابية للانتقال للتعليم عن بعد , حال لا سمح الله وصول الاصابات الى درجة يستوجب معها اغلاق المدارس والجامعات واكدت مصادر تربوية ان خدمات البث المدرسي باتت جاهزة وجرى اختبارها بشكل محدود , هذا التكتم ربما يقلل من مستوى الهلع الشعبي , وهذا مقبول , لكن الامر الاكثر تطمينا للمواطن هو رفع درجة الوعي بالفيروس والتأكيد على جاهزية كل القطاعات , فهذه الحرب ليست حرب وزارة الصحة بل حرب المجتمع كله ويجب رفع درجة المصارحة بكل الاحتمالات القادمة .
الكورونا دخل اليوم نادي المائة بعد اعلان 100 دولة وجود الفيروس فيها , وما زال الكثيرون يقرأون بقلق نقطتي ايطاليا وايران بوصفهما الاكثر تعقيدا نظرا لاصابات داخلية لم يسبق لها السفر او المخالطة .