مداخل ثلاثية الابعاد عن التطمين والتأويل والتمرير
ابلغت وزير الصحة بالتصدي للفيروس دون قلق من التمويل فصحة المواطن اولوية
استبدال القروض ذات الفوائد المرتفعة وشراء النفط بسعر منخفض
دعم سعودي وتفاؤل اردني
مرايا – عمر كلاب – رغم انها كانت مغموسة بمفردات ديبلوماسية وعلى هامش لقاء فيه الكثير من التفاؤل الاقتصادي والقليل من السياسة , على شرف السفير السعودي وبدعوة من وزير الدولة لشؤون الاعلام امجد العضايلة , الا ان الوزير الفصيح في الحكومة نجح في تمرير رسائل متعددة الابعاد والاتجاهات , فوزير المالية الدكتور محمد العسعس يكشف كل يوم عن مهارة استثنائية في استثمار اللحظة وايصال رسائل تحمل التأويل والتطمين والتمرير , فالوزير القادم من رحم المجهول السياسي يؤكد كل يوم انه خبير باللوغريتمات الرياضية الممزوجة بكثير من الاقتصاد السياسي .
اولى رسائل العسعس السياسية ان فيروس الكورونا سيعيد التفكير بحجم مدخلات التصنيع والانتاج في الاردن وكثير من الاقطار القادمة من جمهورية الصين الشعبية بعد ان ارتكنت اقتصاديات دول كبيرة وناشئة على المدخلات الصينية , ولم يسترسل الرجل اكثر في هذا المجال حتى لا يقع حسب الظن ” غير الآثم ” في فخ عقلية المؤامرة التي تنظر الى الفيروس بوصفه سلاح جرثومي يستهدف اقتصاد الصين , فالمدينة التي شهدت بداية الفيروس اكثر المدن والاقاليم الصينية اسهاما في الاقتصاد الصيني والعالمي .
هذا الشق هو المقصود بالتمرير في تحليل رسائل العسعس , فقد مرر الرجل بمرونة لاعب الاكروبات ان المدخلات ستشهد شهادات منشأ جديدة وهذا يعني اختلال في اسعار هذه المدخلات وبالتالي ارتفاع في اسعار السلع النهائية , اذا لم ينتبه صناع القرار الاقتصادي والانتاجي الى محددات اخرى في عملية الانتاج , وهنا انتقل بمرونة فائضة عن الحاجة , الى الاستفادة من تراجع اسعار النفط وضرورة الشراء والتعاقد على الشراء وفق اسعار اليوم وهذا ما وفر الاموال له وزارة المالية تحت ادارته , فالرجل يرسل رسائل متنوعة للرد على خصومه الافتراضيين او المشككين بمهارته وقدرته .
هل اكتفى العسعس بالتمرير , الجواب بالقطع ” لا ” , فما اراده من ضلع التمرير , هو الاشتباك بسرعة مع ضلع التأويل , مفجرا قنبلة من العيار الثقيل , مفادها الاستفادة من انخفاض اسعار الفوائد على القروض عالميا بفعل كورونا مشيرا ان الفيروس يمكن تحويله الى فرصة رغم ان المفردة جاءت في اطار الطرافة والنكتة , لكنها فرصة فعلا , ويسترسل العسعس في ذلك بقوله , يمكننا اليوم شراء الديون السابقة والتي تم شراؤها بفوائد عالية , بقروض بفوائد ” زمن الكورونا ” مما يوفر ملايين كثيرة على الخزينة الاردنية .
ضلع آخر ويكتمل المثلث , وهذا ما خطفه الاكاديمي وخرّيج هارفرد على طريقة رافعي الاثقال , حين انهى بأنه وفّر لوزير الصحة كل الاموال اللازمة لمقاومة الفيروس ودون سقوف , فالمهم صحة المواطن الاردني وخروج الاردن باقل الاضرار من هذا الوباء , الذي بدا اثره بالظهور على الاقتصاد الاردني رغم فترته البسيطة , فالرجل يؤكد ان خطته كانت تسير حسب المرسوم والمنشور لكن كورونا اعاقها قليلا لكنه يؤكد ان المرونة التي يتعامل بها مع باقي الملفات ستحقق الفاقد من الفيروس , وبما يكفل المرور الآمن من هذه الازمة , فالاردن حسب قوله نجح في الاستفادة من كل الازمات وعبورها بأمان وحكمة .
العسعس وزير استثنائي بكل المقاييس ويمكن الارتكان عليه لادارة الملف المالي , ونجح في ايصال رسائل متعددة ومتنوعة للداخل والخارج , وباتت مهمته في كسر النمط المألوف عن وزراء التخطيط والمالية من ابناء هارفرد والجامعات الامريكية تلامس النجاح .