مرايا – مع انتهاء عام 2020 لم يكن في مثل هذا الوقت من العام الماضي وجود لتعبيرات مثل “الإغلاقات العامة” و”إلزامية ارتداء الكمامة” والتباعد الاجتماعي معروفةً لمعظمنا لكنها اليوم جزء من لغة حياتنا اليومية، إذ إن جائحة فيروس كورونا مازالت تُؤثِّر على كل مناحي حياتنا حيث ألحقت جائحة كورونا أشد الضرر على دول العالم أجمع و أهمها “القطاع الاقتصادي ” فتراجعت أسواق المال العالمية حيث شهدت أسواق الأسهم الأوروبية والاميركية تراجعا واضحا في المعاملات مع تزايد المخاوف بشأن الأضرار الإقتصادية الناجمة عن تفشي الفيروس مؤخرا .
الإقتصاد العالمي في خطر
لا شك بأن أسواق المال العالمية ما زالت تتراجع جراء تداعيات تفشي فيروس كورونا حيث أكد خبراء اقتصاديون إن فيروس كورونا جائحة عالمية لم يتوقعها الإقتصاد العالمي وادت إلى إنكماش اقتصادي على المستوى العالمي، مشيرين الى أن الضربة التي يتعرض لها الإقتصاد العالمي ستكون على الأرجح أسوأ من الأزمة المالية العالمية .
و أضافوا ان جميع المنشأت الاقتصادية تأثرت وستتأثر في الايام القادمة، مشيرا الى أن الحكومات في العالم لم يعد في إمكانيتها تقديم حلول للخروج من التراجع الأقتصادي بالأضافة ألى عدم مقدرة البنك المركزي تقديم المساعدات المالية للدول .
كورونا تلحق الضرر بالفئات الفقيرة والأكثر احتياجاً
لا شك بأن تداعيات جائحة كورونا أثرت بصورة مباشرة على الفئات الفقيرة و الاكثر احتياجا في المملكة و دول العالم ، محليا ؛ إرتفعت معدلات الفقر بين الأفراد في المملكة، حيث وصلت نسبة الفقر المطلق بين الأردنيين 15.7% وتمثل 1.069 مليون أردني، وبلغت نسبة فقر الجوع (المدقع) في الأردن 0.12% أي ما يعادل 7993 فرداً أردنياً حسب أخر إحصائية في عام 2017 ، فهل ستتخطى نسبة الفقر نهاية العام الحالي 2020 بعد الأوضاع الإقتصادية السيئة التي شهدتها المملكة نتيجة تداعيات وباء فيروس كورونا في ظل تأكيد العديد من المحللين أن تداعيات جائحة كورونا ألقت بظلالها على الإقتصاد والمواطن بالتوازي مع السياسات الإقتصادية، التي أفضت إلى تفاقم معضلة المديونية وإزدياد العجز في الموازنة .
اما عالميا ؛ بينت دراسة أجرتها شبكة احصاء الفقر أن جائحة كورونا كانت مسؤولة عن سقوط 71 مليون شخص إلى 100 مليون إضافيين في براثن الفقر المدقع في عام 2020 .
انخفاض التحويلات المالية و حركة الاستثمار
انخفضت عائدات التحويلات على المستوى المحلي والعالمي منذ دخول جائحة كورونا ذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي عانت منها الدول كافة و تدابير أغلاق حركة الطيران في كافة الدول و اغلاق المنشأت الاقتصادية والحظر فأنخفضت التحويلات إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بنسبة 19.7% لتصل إلى 445 مليار دولار، مما يمثل خسارة في الموارد المالية الأساسية للدول كافة , محليا؛ قال البنك الدولي انخفاض تحويلات المغتربين المالية (الحوالات)إلى الأردن تراجعت بنسبة 12% خلال العام الحالي 2020، بسبب الأثر السلبي لاستمرار تباطؤ معدلات النمو العالمي؛ جراء جائحة فيروس كورونا .
“كورونا” وتراجع الصحة النفسية
رغم الجهود المبذولة من مقدمي الخدمة الصحية في معظم الدول للحفاظ على الصحة النفسية للمواطنين جراء وباء جراء انتشار فيروس كورونا وتأثيره على الاقتصاد و الحياة بشكل عام فإن الإحصاءات تشير إلى زيادة أعداد الاشخاص اللذين يعانون من مشكلات نفسية حيث أشار الباحثون إلى أن النتائج كانت متوقعة بطبيعة الحال ذلك بسبب أجواء الغلق والإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي مما أثر على نفسية الاشخاص بشكل عام