مسارات متعددة واولويات متباينة في الساحات الفلسطينية
تمثيل حماس والجهاد بما يليق بهما كفصائل مقاومة وانهاء سطوة فتح
الشتات غائب وغزة تحت الحصار دون اصوات عربية وفلسطينية تطالب بكسره
مرايا – عمر كلاب- تحتاج اللحظة الفلسطينية الى مقاربة تنويرية لمراكمة النجاحات التي تتحقق على الارض اليوم , بفعل صواريخ المقاومة وبفضل الوحدة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني , بعد ان تحركت كل المدن الفلسطينية حتى تلك المدن المختلطة او التي يشكل فيها الفلسطينيون اقلية مثل يافا وحيفا واللد , وباقي المدن والشوارع الفلسطينية من رفح حتى الباقورة .
ورغم هذه الوحدة في التحرك الا ان الاوليات متفاوتة بين ساحة وساحة , فالحراك داخل فلسطين المحتلة عام 1948 حراك مطلبي بعد استشعار الخطر من خطوات اليمين الصهيوني , فيهودية الدولة سيف على رقاب الفلسطينيين هناك , اضافة الى سلسلة اجراءات اتخذتها الحكومة العنصرية ضد مدن وقرى الاغلبية الفلسطينية فنقص الخدمات والتمييز العلني يقتل الوجود هناك , وهذا لا يقلل من الشعور الوطني العارم بالهوية الفلسطينية والقومية العربية .
على قاطع القدس وحي الشيخ جراح , يختلط الديني مع الوطني , فالاقصى يجرى اقفال ابوابه والتضييق على المصلين كذلك حال كنيسة القيامة من جهة , وهناك عملية تهجير قسري لاهالي الشيح جراح , في عودة الى ذاكرة التهجير والهجرة ابان النكبة الفلسطينية عام 1948 هذا ملف اغلقه الفلسطينيون دون رجعة فلن يهاجر من فلسطين حتى الذين جرى تهجيرهم .
الضفة الغربية لها ملف خاص يتمثل في الاستيطان وتمزيق اشلاء الضفة وتحويلها الى كانتونات وحواصل مدنية وليس مدنا متصلة , فرغم وجود السلطة – التي تحولت الى عامل ضعف واشلاء ومصالح خاصة – فإن ابناء الضفة يعانون الويلات المتواصلة بالحواجز وجدار العزل ونقاط الغلق , فهم تحت احتلال ممنهج ومدعوم من اجهزة الامن الفلسطينية التي تمارس عليهم قهرا مضاعفا .
قطاع غزة بدوره او سجن غزة الكبير يرى في رفع الحصار عنه اولوية قصوى , فرغم الاغاني والشعارات التي تتغني بغزة وعزتها , فانها محاصرة عربيا وصهيونيا , بشكل يفقدها ابسط انواع الحياة الادمية , فلا هي تعرف انها محكومة من حماس ولا من السلطة فالواقع على الارض حمساوي والسلوك الدولي يتعامل مع السلطة التي نفضت ايديها عن غزة وتتعامل معها كاقليم مارق .
حال فلسطينيي الشتات لا يقل سوء عن حال اهل قطاع غزة , فلا السلطة الوطنية تعترف بهم ولا اقطار الاقامة الدائمة يمنحونهم ابسط اشكال الحياة اللائقة فبات الشباب يهربون الى دول اجنبية للحصول على اقامة وجنسية , وربما يدفعهم التضييق الى ما هو اخطر من اللجوء مع تنامي التطرف والحركات المسلحة المتطرفة او الجريمة المنظمة .
هذه الاوليات على الساحة الفلسطينية وخارجها ملظومة بخيط وطني متين ومستند الى انتماء عميق لفلسطينيتهم وعروبتهم , لكن هذه الوجدانيات لا تحقق الهدف منها الا بعودة الروح الى منظمة التحرير الفلسطينية المظلة الجامعة لكل الفلسطينيين , ويجب اعادة المنظمة الى الحياة وفق المعادلة الجديدة التي فرضتها الوقائع من حيث التمثيل الوطني والفصائلي , فحركتي حماس والجهاد يجب ان ينضويا تحت جنااح المنظمة وفق التمثيل اللائق بحركتين مقاومتين حققتا على الارض منجزات لا ينكرها الا جاحد وانهاء سطوة حركة فتح وتوسيع تمثيل الشتات .
منظمة التحرير الممثلة لكل التلاوين الحزبية والشعبية هي الحل اليوم , لقطف ثمار ما يتم تحقيقه على الارض الفلسطينية وما يجري من تعاظم للحضور الفلسطيني في الشوارع والمدن العربية , فتعزيز صمود المقدسيين واهالي الشيخ جراح يحتاج الى برنامج قد لا يتشابه مع تعزيز صمود اهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948 , ووصل الضفة مع غزة سياسيا وجغرافيا يتلاقى بالضرورة مع طموح فلسطينيي الشتات وباقي تكوينات الشارع الفلسطيني .
تحديد الاولويات وبرامج الصمود لكل طيف فلسطيني ليس مهمة فصيل او حركة بل هو مهمة جمعية لكل الاطياف الفلسطينية وهذا لا يتحقق دون منظمة التحرير الفلسطينية التي جرى تصغيرها على قياس السلطة وبعدها جرى تفصيلها على قياس الجزء الحاكم في السلطة .