مرايا – عمر كلاب

لا أظنها زلة لسان, او سقطة كلامية, تلك الجملة التي مررها الاكاديمي والباحث المتزن الدكتور محمد ابو رمان وزير الثقافة الاسبق, خلال جلسة عصف ذهني عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية بحضور تلاوين سياسية متنوعة وشخصيات اكاديمية من مختلف المنابت الفكرية والاصول الحزبية, وبالضرورة ليست مجازفة ايضا, فالباحث الذي يتردد انه احد القلائل الذي يعمل على تأطير الورقة المرجعية للاصلاح المنتظرواللاعب الابرز اليوم في مجموعة مدير مكتب الملك الخاص الدكتور جعفر حسان ليس معروفا عنه هذه السمات.

ابو رمان قال بوضوح او كشف سقف الاصلاح ومرجعيته الاجرائية , الاوراق النقاشية الملكية هي سقف عملية الاصلاح ومنها نعود الى الخلف لتوفير الاجراءات العملية لتحقيق مضامين الاوراق, عبر لجان متخصصة او خلايا عمل, وأظنه نقل قول الملك, او فحوى اللقاء الذي جمع الملك مع شخصيات سياسية ونقابية امس الاول في الديوان الملكي, واردف الباحث النشيط ان معظم الهواجس التي رددها المدعوون على طاولة الحوار في مركز الدراسات, تم ترديدها على مائدة اللقاء الملكي, سواء تلك المتعلقة بالعودة الى اشكال ما قبل الدولة او الضمانات المطلوبة لجدية الاصلاح والسير فيه, فما زالت مرارة التجارب السابقة في حلوق الكثيرين ومن ضمنهم ابو رمان الذي كان عضوا في لجنة الحوار الوطني 2011 .

إذن الاصلاح مسقوف بالاوراق النقاشية الملكية, وعلينا السير في الاجراءات التنفيذية, لما اسماه ابو رمان ورئيس مركز الدراسات الدكتور زيد عيادات في مجازفة لفظية اظنها ترجمة لمصطلح انجليزي لا يحمل الدلالة بالضبط ” بالصفقة “, لتمرير الاصلاح المأمول, فالاصلاح حسب توافق ابو رمان وعيادات صفقة سياسية بين رابح ورابح فلا خاسر في العملية الاصلاحية التي تستهدف اعادة الحرارة الى اطراف الدولة بعد ان شابها التجمد من برودة الاجراءات الرسمية التي اخذت شكل تجريف الوعي وتصحير الحياة العامة.

تحديد النهاية, سلوك لم نختبره قبلا في جدلية الحديث عن الاصلاح سابقا, فالعادة الاردنية ان نغرق في الحوارات واعداد الاوراق والبرامج قبل ان نضعها في خزانة السلطة ليعلوها الغبار والتندر, فالنهاية مكتوبة سلفا وعلينا البدء في تحضير حلقات المسلسل الاصلاحي من الحبكة والذروة والتشويق حسب النهج الدرامي في المسلسلات وصولا الى النهاية السعيدة, اي ان كل ما يجري من حوارات او مشاريع حوارات سواء على قاطع الحكومة او قاطع مجلس الاعيان خالٍ من الدسم, فالمطلوب اليوم اجراءات وخلايا عمل للوصول الى برامج تنفيذية لمسارات الاصلاح كاملة حسب المفهوم من حديث ابو رمان .

بالتقاطع وليس بالتناقض مع ما قاله ابو رمان كان رئيس مجلس الاعيان قد قال في جلسة عصف ذهني جمعته بمجموعة من الصحفيين في دارته مساء السبت, بان الدورة العادية الاولى لمجلس النواب في تشرين الاول القادم ستشهد اقرار رزمة القوانين الاصلاحية الشاملة, بعد ان تستكمل الحوارات وتنهي السلطات نقاشاتها وتحسم تباياناتها, فاللجنة الملكية جاهزة لقيادة هذا الملف وبانتظار الشخوص او كتاب السيناريو التنفيذيين .