ليست صدفة بالقطع ان يقوم الملك بزيارة مقامات الصحابة في المزار الجنوبي, عشية القمة الثلاثية المرتقبة في بغداد اليوم كما اكدت المصادر السياسية, فالزيارة بالضرورة رافقها اعطاء الاوامر بايلاء تلك المواقع الاهتمام اللازم تمهيدا لعودة الزيارات الدينية لتلك المقامات, تحديدا من الاشقاء في العراق وربما تتوسع الدائرة لفتح تلك المقامات لزيارات ايرانية اذا ما تطورت العلاقات بين البلدين والتزمت ايران باشتراطات اردنية, جرى القفز والالتفاف عليها سابقا من الطرف الايراني.
الاستجابة الاردنية لمرحلة ما بعد كورونا, وما يرافقها من تحضيرات لتجاوز مرحلة الركود السياحي الذي عانت منه المملكة في جائحة كورونا, يحتاج الى مرونة سياسية, تفضي الى استثمار كل الابواب المتاحة لعودة الدماء الى شرايين الاقتصاد الاردني, ومننافل القول ان الشريان السياحي هو ابرزها, لكن هواجس سياسية وملاحظات امنية لها وجاهتها, افضت الى عدم فتح المقامات التي تحظى بمكانة خاصة لدى الطائفة الشيعية امام الزوار على شدة ارتفاع عائدها الاقتصادي.
الملك أدى امس صلاة الظهر في مقامات الصحابة, وتحديدا في مسجد جعفر بن ابي طالب
وقام بعدها بقراءة الفاتحة على أرواح الصحابة الذين استشهدوا في معركة مؤتة الخالدة, وهذه رسالة وتوجيه الى الاجهزة الرسمية من سياحة وامن وغيرها الى الاستعداد الى قادم الايام, حيث ستعود الزيارات الى المراقد, وهي رسالة سياسية ذات ابعاد متعددة, يستبق بها الملك زيارته الى بغداد التي ازدانت لاستقباله, وتراهن على ان الاردن ومليكه نافذتهم لاجتياز اللحظة الحاسمة التي يمر بها العراق.
الملك الهاشمي استبق الجميع بالقاء النور على مخارج وحلول للازمة الاقتصادية في زيارة كثيفة الدلالات لكل التلاوين الاقليمية بأن في جعبة الاردن الكثير من المخارج والحلول, ولديه من الاوراق ما يباغت بها الجميع, ولعل اللباس العسكري في الزيارة لمقامات الصحابة وفيهم جده جعفر بن ابي طالب ما يحتاج الى كثير من التحليل والقراءة المتأنية, فهذه الغزوة حصرا, كانت اول اطلالة واشارة من النبي محمد عليه السلام الى ضرورة فتح المروحة العروبية على بلاد الشام, فبدون تلك المروحة لا يمكن الوصول الى بناء الامبرطورية الاسلامية وتحقيق الامل المرجو, بدليل انها سبقت فتح مكة بسنوات ثلاث, فهل يقرأ العقل الرسمي بصيرة الملك ويبدأ بالتحضير والاستعداد لمواكبة الخطوة والرؤية الملكية او على الاقل الاقتراب منها بمسافة معقولة كمسافة الامان في تعليمات مواجهة كورونا؟
الانباط – عمر كلاب