كولسات تعيين رؤساء اللجان والمقررين اظهرت التباين والتفرد
الحمارنة متشائم وكذلك السبايلة والبراري ينتظر المخرجات
لا تعكس ابتسامة رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية خلال لقائه رئيس مجلس النواب امس او في لقائه رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب قبل اسبوع, واقع حال اللجنة التي بدأت تباياناتها تظهر علنا, وعلى لسان اعضاء فاعلين داخلها, ابدوا قدرا هائلا من التشاؤم حيال سير اعمالها, ومنسوب الصدام داخلها بين تيارات محافظة واخرى تسعى نحو الحداثة, ولم يخفِ عضو اكاديمي بارز احساسه بالضيق من البقاء في هكذا اجواء, تحديدا وان رجالات السلطة استأثروا بكل المواقع التنفيذية, من رئاسات لجان ومقررين لها وحتى نواب ومساعدي الرئيس.
العين مصطفي الحمارنة اشار بوضوح الى تشاؤمه من مخرجات اللجنة سلفا, وقال خلال حوار ادارته مبادرة الحوار التي يقف خلفها مجموعة شبابية مثقفة وواعية ومعهم الناشطة سمر دودين, حيث ابدى الحمارنة خشيته من فوضى المفاهيم, وانعكاس ذلك على مخرجات اللجنة, التي تأتي في ظرف محاط بالتشاؤم وانعدام الثقة مع السلطة بشكل كامل ومع الدولة بأقل من ذلك بقليل, بحكم فجوة المعرفة الهائلة لدى اقطاب السلطة, مما يعزز فجوة الثقة الشعبية.
الاكاديمي النشط الدكتور عامر السبايلة لم يكن اقل من الحمارنة تشاؤما, فهو ما زال على رأيه بأننا بحاجة الى ثورة ثقافية واجتماعية, تؤسس للثقافة المحلية الحاضنة والقابلة للاصلاح السياسي, في ظل تنامي الهويات الفرعية, فكل مخرج سياسي لا يجد حاضنة مجتمعية لن يرى النور ولن يحقق المأمول منه, ويستند السبايلة الى منهج سياسي رصين في تكوين وجهة نظره المتشائمة, مما يعزز ضرورة حماية الاصلاح من اعلى, لأن كلفة الاصلاح اليوم باهظة بحكم التراكم والتاخر, لكنها اقل من كلفة غيابه.
المفارقة, كانت في تفاؤلية الاكاديمي حسن البراري, الذي ابدى تحفظه على تشاؤمية الحمارنة والسبايلة طالبا انتظار المخرجات, علما بأن البراري كان اكثر المنتقدين شراسة وصلابة قبيل تشكيل اللجنة ودخوله في عضويتها لشكل ادارة الدولة, ذلك الدخول الذي شكل مفارقة لكثير من المراقبين, لكنهم ربطوا بين دخوله وعلاقته المتينة برئيس اللجنة سمير الرفاعي, ويبدو ان العامل الشخصي كان حاسما في تكوين تفاؤلية البراري.
الانباط وخلال رصدها امس لاجواء الحوارات داخل اللجنة, لمست حجم التباينات بين اعضائها, وهذا مفهوم, لو كان التباين ناجم عن اختلاف المشارب الفكرية, لكنه في جوهره صراع بين تيار محافظ وتيار يسعى الى دفع العجلة الى الامام فيه نكهة حداثية لكنه ليس مؤطرا, بما يمكنه من مواجهة التيار اليميني داخل اللجنة, ولا يستبعد عضو رفض الكشف عن اسمه, من حدوث استقالات كبيرة داخل اللجنة, تحديدا مع حجم الكولسات والتداخلات التي فرضت اسماء بعينها في مواقع رئاسة اللجان ومقرريها.
ويسترسل عضو اللجنة اكثر بالقول: اذا لم نملك تحقيق التوازن والتشاركية في مواقع اللجنة القيادية, فكيف سنملك التوافق والعقلية التشاركية في المخرجات, ورغم صدمة سؤاله الا انه يكشف حجم القلق داخل معسكر الاصلاح الذي شاهد كيف خرج من مولد اللجان بلا حمص, فالرئاسات بمجملها كانت لشخصيات سبق لها العمل والخدمة واحيانا القيادة الرسمية, لجوهر عمل اللجان, وكانوا سببا في الازمة والانسداد, فكيف سيمتلكون ناصية الحل؟