العلاقات بين الأردن ومصر نموذجية برعاية الملك عبدالله الثاني والرئيس السيسي
التنسيق المشترك بين البلدين تجاه القضية الفلسطينية الأكثر حراكا في المنطقة العربية
ندفع ثمن أزمات المنطقة وآخرها استقبال 1,5 مليون لاجئ سوري
تعاون ثنائي غير مسبوق.. وقرارات حكومية لتعزيز الشراكة بين رجال الأعمال
مرايا – بين «بلاط صاحبة الجلالة» و «البلاط الملكي» و«عالم الدبلوماسية» امتدّت رحلته الإعلامية والسياسية لسنوات، متنقلاً بين مناصب جمعت مِداد القلم وطَلة الشاشة ورفعة التمثيل الدبلوماسي، لتَحُطّ به الرحال اليوم سفيراً ممثلاً للأردن مصر «أرض الكنانة» كما يحب ان يصفها، ومندوباً سامياً للمملكة في جامعة العرب .
وعلى الرغم من المكانة السياسية والتأثير الذي تصنّف به دول كانت محطات دبلوماسية مثّل بلده فيها، إلا أن السفير الأردنى أمجد العضايلة يشعرك وأنت تلتقيه بمكانةٍ خاصةٍ لمصر ومحبةٍ متفرّدة لشعبها وعشقاً لرحابها يتجاوز علاقة الدبلوماسى ببيئة عمله وإقامته.
العضايلة، الذي تصادفه في كل حدثٍ مصري وفعاليةٍ عربية أو دولية على أرض مصر، لا يفوّت فرصةً ولا مناسبةً إلا تراه حاضراً وفاعلاً ليس بشخصه فقط، بل على منصات التواصل الاجتماعي، ليكون السفير الأكثر تفاعلاً عبر تغريداتٍ تجد صداها الواسع وانتشارها السريع في وسائل الإعلام.. السفراء الذين يجمعون السياسة والدبلوماسية والإعلام في آن، قليلاً ما مروا على القاهرة، لكنك تجدها ثلاثية تجتمع منصهرةً بشخصية السفير العضايلة، الذى شغل منصباً استشارياً رفيعاً في القصر الهاشمي، حينما عمل مستشاراً للعاهل الأردنى لشؤون الإعلام والاتصال، قبل أن يضع الملك ثقته مجدداً به ليكون سفيراً، في عاصمتين بوزنٍ أقليميٍ ودولي؛ أنقرة وموسكو على التوالي، قبل أن يتم استدعاؤه في الثلث الأخير من العام 2019 ليشغل منصباً سياسياً في الحكومة الأردنية، وزير دولة لشؤون الإعلام وناطقاً رسمياً باسم الحكومة، ليبقى الوجه السياسى الحكومى والإعلامى الأبرز لدى الأردنيين في تعامل المملكة مع أزمة كورونا.
في جلسة حوارية هي أقرب الى العصف الذهني بعيدا عن الحوارات الصحفية المعتادة جمعتنا به، لم يخفي العضايلة فضل الإعلام، كمدرسة تعلُّم وميدان خبرة، في مراكمة تجاربه وقدرته في التعامل مع الأحداث وتعميق فهمه السياسى لسياقات مختلف القضايا، فهو يجد في الإعلام، الذى هو مدرسته الأولى، مؤثراً ومتأثراً مباشرا في السياسة التى هى المجال الحيوى الذى ينشط به اليوم بفاعلية، وعاملاً محورياً في عالم الدبلوماسية، التى هى صفته التمثيلية لبلده في القاهرة. اتفقنا أن يكون الحيز الأكبر للحدث الأهم وهو العلاقات بين البلدين التى تأخذ أبعادا مختلفة تركز على الثنائية بين (قاهرة المعز وعمّان العز) والتعبير والمصطلح له الى أطر آخرى ومنها الثلاثى باضافة فلسطين قضية العرب الأولى والهم المشترك للبلدين مع توافق تام في الرؤى والمواقف وكذلك باضافة العراق في التنسيق الثلاثي وهذه هى حصيلة تلك الجلسة الحوارية:
ولم يفوّت السفير الأردني فرصة الحديث معه ليقدم شهادته عن الأحوال في مصر وهو الذى تابع شئوننا منذ أن كان مسئولا صغيرا في وزارة الاعلام حتى جاءها سفيرا لبلاده ويقول للحق والتاريخ فان ما تشهده مصر في السنوات هو بكل المقاييس مشروع نهضوى ، في عهد الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي» يثير الفخر والاعجاب لكل عربى ، معرباً عن تفاؤله بتقدّم كبير يحمل العام القادم في مسيرة مصر، خصوصاً وأن عجلة العمل والإنتاج في عهد الرئيس السيسى لا تتوقف.
وأشار إلى أن ما يحدث في مصر ليس أقل من نقلات نوعية وحركة تنموية متسارعة لا تقف عند قطاع بعينه بل تتصف بالشمولية، الأمر الذى يعيد الأنظار لمصر، خصوصاً في ظل ما تحققه فعاليات سياحية كبرى «احتفالية مواكب نقل المومياوات وطريق الكباش» من تسليط الأضواء على مصر بحضارتها وتاريخها.
ويميل العضايلة دوماً، في حديثه عن مصر، إلى عبارة «مصر قاطرة العرب» التى تقدّم مصر في دورها ووزنها وثقلها السياسي، وأن قوة مصر قوة للعرب ومنعة لهم.
يسهب العضايلة في وصفه لعلاقة وطيدة ووثيقة تجمع أرض الكنانة وأرض النشامى، حيث يصف ما يجرى في هذه المرحلة من تنسيقٍ وتشاورٍ وتعاونٍ أردنى مصرى بـ»غير المسبوق» مضيفاً «تتماهى فيه الآراء الرسمية المصرية الأردنية حيال قضايا وملفات تشهدها المنطقة العربية». ويرجع العضايلة الفضل والدافع لما هى عليه اليوم مصر والأردن من تقاربٍ وتوحّدٍ في المواقف إلى العلاقة الوثيقة والرؤية الحكيمة التى يلتقى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخيه العاهل الأردنى عبدالله الثانى والتوجيهات الدائمة التى لا يتوانى الزعيمان بتكليف مسؤولى البلدين فيها عند كل محطةٍ ومفصل، ما مكّن الأردن ومصر للتكيّف مع تحدياتٍ إقليمية جسيمة وتحويلها إلى فرص ولعل المراقب يشهد هذا التطور من خلال عدد اللقاءات على مستوى القمة منذ عام ٢٠١٤ موعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المهمة أو على مستوى اللجنة العليا المشتركة وكذلك المستوى الوزارى ولعل آخرها زيارة ولى العهد الأردنى الأمير الحسين بن عبدالله الثانى الذى حرص على أن تبعد الزيارة عن الإطار البروتوكول الى زيارة عمل ومتابعة لمستوى العلاقات
مجالات للتعاون
وانتقل بنا الحديث عن نموذجية التعاون المصرى الأردنى ليدلل السفير أمجد العضايلة بأن ميزة هذا النموذج تكمن في أنه استطاع التغلب على التحديات التى فرضتها أزمة كورونا، وخلق آفاقا جديدة من التعاون رغم هذه الأزمة سواء بشكله الثنائى البينى أو على صعيد التعاون متعدد الأطراف كما في التكامل الثلاثى مع العراق أو التعاون مع لبنان في ملف الطاقة أو كما في منظومة التشاور والتنسيق السياسي الثلاثى مع الأشقاء في فلسطين.
ويؤكد السفير الأردني أن الطابع الاستراتيجي والشراكة المتينة التي تُؤطر مسار العلاقات الثنائية جعلت التنسيق المتواصل ميّزة للعلاقات الأردنية المصرية، حتى وصلت إلى مستويات متقدّمة أفرزت نتائجَ مثمرة.
وعدد أوجه هذا التنسيق والتعاون على كافة المجالات ومنها أولا- والكلام للسفير الأردنى لم تنقطع الزيارات المتبادلة والاجتماعات بين مسؤولى مختلف الملفات في البلدين، وما زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى المملكة مطلع العام والزيارة الأخيرة لجلالة الملك إلى مصر شهر سبتمبر وزيارة العمل التى قام بها سمو ولى العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثانى إلى القاهرة في أكتوبر وعديد الزيارات من رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة وتبادل الزيارات من مختلف الوزراء والمسؤولين الأردنيين والمصريين، إلا هى المؤشر الفعلى على متانة العلاقات المصرية الأردنية والخطوات الملموسة لمخرجات التوافقات الثنائية.
ثانيا : الزيارة التى قام ولى العهد الأردني للقاهرة، حيث تمثل الحدث الأبرز في مسار العلاقات الأردنية المصرية في الربع الأخير من هذا العام، سيما وأنها زيارة كانت حافلة ببرنامج عمل امّتد من التنسيق السياسى إلى التكامل الاقتصادى والتوأمة السياحية وتبادل الخبرات والتدريبات العسكرية، ما جعل القاهرة لتكون وجهة زيارة العمل الرسمية الأولى لولى العهد الأردنى في المنطقة، والذى «أصر أن يكون لكل لقاء برنامج تنفيذى لمتابعة تنفيذ المخرجات والتوافقات وتحقيق النتائج»- ثالثا – والإضافة للسفير الاردنى لا يغيب التعاون العسكرى والأمنى الوثيق عن مسار العلاقات الأخوية الأردنية المصرية، حيث يؤشّر السفير على تنفيذ القوات المسلحة الأردنية والمصرية تمارين وتدريباتٍ عسكرية مشتركة آخرها استضافته مدينة العقبة الأردنية، كما هو الحضور الفاعل للأردن في المنتدى العربى الاستخباري، الذى تحتضن القاهرة فعالياته بشكلٍ دورى رابعا : «الحرص المشترك على تعزيز العلاقات نلمس أحد جوانبه باستمرارية عقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة، التى لم يتوقف انعقادها في كل الظروف، وما استضافة الأردن للدورة الـ29 منها في مارس الماضي إلا ترجمة للتوافق على ضرورة تحقيق قفزات في مختلف مجالات التعاون».
خامسا-والكلام مازال للسفير أمجد العضايلة استضافت مصر هذا العام أكثر من اجتماع أردنى مصرى في قطاعات الصناعة والتجارة والنقل والطاقة حضرها وزراء البلدان، كما عقدت في عمان عديد الاجتماعات المشتركة على الصعيد الثنائي الأردني المصري أو الثلاثي مع نظرائهم العراقيين أو من لبنان.
دعم الاستثمارات الخاصة
ويظل أحد الملاحظات عن التناسب بين البعد الاقتصادي في العلاقات وعدم موازاته لمستوى مطلوب كما هو في العلاقات السياسية، ويفسر السفير الأردني الأمر أنه لا بد من الإدراك أن التعاون السياسي هو تعاون رسمي يستند لعوامل تعززها الرؤى الرسمية المشتركة، وهي في الحالة الأردنية المصرية رؤية توافقية حريصة على أن يكون مستوى التعاون والتشاور السياسى عميق ورفيع ومتجذّر. أما تعزيز الجوانب التجارية والاقتصادية يرتبط بعوامل إضافية من ضمنها الشراكة مع القطاع الخاص في البلدين، ففي المستويات الحكومية يتم اتخاذ جميع الإجراءات والتعليمات وعقد الاتفاقات التى تسهّل وتعزز التعاون التجارى والاقتصادى إلا أن هناك شقاً كبيراً من مسؤولية خدمة هذا التعاون تقع على القطاع الخاص في كلا البلدين، وهو الأمر الذي تسعى المستويات الرسمية دوما لتوفير مظلة للإلتقاء فيه وتعظيم فرصه وتسهيل طرقه وإزالة أي معوقات قد تحول دون تحقيق المستوى المطلوب.
ولا يمكن أن ننسى في هذا المجال والحديث للسفير أنه في الفترة الأخيرة اتخذت الحكومتان الأردنية والمصرية عديد الإجراءات والقرارات التى خدمت فرص الشراكة والتعاون بين القطاعات الاقتصادية والتجارية ورجال الأعمال والمستثمرين في كلا البلدين، وهو ما يتطلب من هذه القطاعات الاستفادة من التسهيلات الممنوحة والإنتقال إلى مرحلة عقد الشراكات المبنية على الفرص المتاحة والبيئة الاستثمارية والمزايا المشجّعة التى تتوفر في الأردن ومصر، مع الاستفادة من مزايا الربط الجغرافي التى يوفرها الموقع الاستراتتجى للأردن ومصر في المنطقة. ويبدى العضايلة قدراً مبشراً من التفاؤل نحو العام القادم بأن يحمل مزيداً من التعاون والنتائج وبرامج العمل التنفيذية، التى ستنعكس على مختلف قطاعات التعاون البيني، خصوصاً مع التوقعات بأن يبدأ التنفيذ الفعلى للمشروعات المشتركة بين الأردن ومصر والعراق ضمن منظومة التكامل الثلاثي.
دعم مشترك للقضية الفلسطينية
واتخذ الحوار مسارا آخر موازى وهو التنسيق بين مصر والأردن في دعم القضية الفلسطينية وآخر مظاهرها الاجتماع الثلاثى بين وزراء الخارجية بمشاركة مديرى المخابرات حيث أشار السفير أمجد العضايله أن القضية الفلسطينية لها مكانة مركزية في السردية السياسية والخطاب الدبلوماسى للأردن، وتشكّل أولوية في أى حراك إقليمى ودولى يقوم به الأردن وقيادته، التى تحظى بأحقية الوصاية الشرعية والتاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس الشريف وأكد أن مصالح الشعب الفلسطينى وحقوقه العادلة تحظى بمكانة متقدمة في أولويات التنسيق الأردنى المصرى الذى يعتبر الأكثر حراكاً في المنطقة العربية فيما يخص القضية الفلسطينية وجهود تحقيق السلام.
ولفت إلى حجم ومستوى التنسيق بين القيادات السياسية من قبل الملك عبدالله الثانى والرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس، وكان آخرها القمة الثلاثية بين الزعماء الثلاث التى استضافتها القاهرة مطلع أيلول الماضي، ومقرراتها التى تصب في مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة وصون حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار إلى الدور الإنسانى الحيوى الذى تقوم به كل من مصر والأردن تجاه الأشقاء الفلسطينيين سواء عبر المنافذ الحدودية مع الأردن أو من خلال معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، وبما أسهم في تخفيف حدة الأزمات والتحديات التى واجهها الأشقاء في الأراضى الفلسطينية وقطاع غزة لجهة الاحتياجات الإغاثية والمعيشية أو تلك المتعلقة بالرعاية الطبية. جاء الاجتماع الثلاثى الأخير في سياق تكثيف مستوى التنسيق المشترك والجهود المبذولة إزاء المستجدات والتحديات التى تواجه القضية الفلسطينية والتطورات المتعلقة بعملية السلام.
الأردن وظلم الجغرافيا
حينما سألنا السفير العضايلة عن الأردن الشقيق، الذى عانى (ظلم الجغرافيا) له أحداث سياسية وأمنية محيطةً به وموارد ضيئلة في بواطن أرضه، كان رده أن هذا البلد لا تقف أمام مسيرته، التى اكتمل في نيسان الماضى مائة عام من عمرها منذ تأسيس الدولة، حواجز تعيق تقدّمه، ولا تؤثّر أحداثاً عايش مُرها وعصيبها على عناصر وحدته وتماسكه واستقراره وأمنه، التى ميزته وسط إقليمٍ ملتهب..ويذكّر العضايلة أن العروبة والعامل القومى لم تفارق الأردن وشعبه، وهم يستقبلون موجات من اللجوء العربى والإسلامى منذ عهد الإمارة، مؤكداً أن فلسفة الدولة الأردنية ورسالتها مستمدة من رؤية قيادتها الهاشمية، التى يمثّلها الملك عبدالله الثانى بن الحسين، بشرعيته الدينية والتاريخية وإجماع الأردنيين عليه، وهى فلسفة يعتز الأردنيون بها وتشكل عنصراً راسخاً في عقيدتهم منذ الثورة العربية الكبرى التى أطلقها الشريف الحسين بن علي، وقائمة على إعلاء قيم الوحدة والتضامن العربي.
وتحدث عن بعد واحد من ظلم الجغرافيا للأردن وهو البعد الإنسانى الذى تحمله الأردن نتيجة القضية الفلسطينية والوضع في العراق ومؤخرا الأزمة السورية قال العضايلة إن الأردن لم يغلق أبوابه وحدوده أمام أشقاء عرب عانت دولهم نزاعاتٍ وحروب وحالات عدم استقرار ولم يبخل الأردنيون في فتح قلوبهم وبيوتهم لهم، رغم محدودية الموارد والإمكانات وقدرة البنية التحتية، التى عانت جراء ضغوط أعداد كبيرة من اللاجئين تجاوزت الثلاثة ملايين، منهم نحو 3.1 مليون سوري.
وأشار إلى أن الأردن تحمّل قسطاً كبيراً من الأعباء الإنسانية والإغاثية تجاه الأشقاء السوريين نيابة عن المجتمع الدولي، الذى يجب عليه دعم قدرات الأردن ليتمكن من الاستمرار بالوفاء بالالتزامات تجاه هذه الفئة من أبناء العروبة المتواجدين على أراضيه، والحد من الضغوط التى تعانيها المجتمعات المحلية والقطاعات الحيوية (التربية والتعليم، الصحة، الخدمات العامة والبنية التحتية وقطاعات المياه والطاقة) في المملكة.
وبيّن أن الأردن أطلق قبل عامين خطة الاستجابة للأزمة السورية (2020/2022) بشراكة بين مؤسسات الدولة الأردنية ومنظمات الأمم المتحدة، والدول المانحة، والمنظمات غير الحكومية، وذلك لوضع المجتمع الدولى بصورة احتياجات المملكة لدعم قدراتها في مواجهة تحدى أزمة اللجوء، والذى تفاقم في ظل تداعيات أزمة كورونا.
لقاء الملك وبايدن
ووصل الحوار الى اللقاء الذي تم فيصيف الماضي بين الملك عبدالله والرئيس الأمريكي جون بايدن حيث أشار إلى أن هذا الزخم السياسى الذي يحظى به الأردن، في إقليمه العربى والعالم، انعكس على وزنه الدولي، ومنظومة العلاقات المتينة التى عقدها الملك عبدالله الثانى مع الأشقاء العرب والقوى الإقليمية والدولية.
هنا استفسرنا عن نجاح هذا الزخم السياسى للأردن قيادته في منح الملك عبدالله الثانى ميزة أن يكون الزعيم العربى الأول الذى يلتقى الرئيس الأمريكى جو بايدن بعد تسلّمه مقاليد الحكم، فما كان من السفير العضايلة إلا أن أشار إلى أن الرصيد السياسى الذى يحمله العاهل الأردنى والعلاقات المتينة التى استطاع ترسيخها مع الزعماء الإقليميين والدوليين على مدار ما يزيد على 20 عاما إلى جانب الوضوح والقوة في المواقف، راكمت جميعها حضوراً للقيادة الهاشمية في المحافل الدولية ومراكز صنع القرار وأشار أن علاقات بلاده وواشنطن وطيدة ومؤسسية وراسخة، وأن الملك عبدالله الثانى في زياراته ولقاءاته الدولية يحمل القضايا العربية على جدول أعماله، وما مضامين خطاباته في محافل ذات تأثير إلا دليل على أنه لا يتوانى في طرح القضايا العربية والدفاع عنها وتوضيحها.
ويلفت إلى أن القضية الفلسطينية وأمن واستقرار المنطقة العربية والدفاع عن صورة الدين الإسلامي الحنيف كانت الثلاثية الثابتة والحاضرة دوماً في اللقاءات والمباحثات التي تتضمنها جولات العاهل الأردني على دولٍ ذات تأثير في المجال والقرار السياسي الدولي.
متفائل بالعمل العربي
وفي ظل تفاؤله الملموس، لا يخفي مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية استبشاره بأن العمل العربى المشترك بدأ يستعيد زخمه وعافيته وفاعليته بعدما تأثرت قضاياها بظروف ومحددات ربما زادت من حدتها ما فرضته أزمة فيروس كورونا على أنماط العمل الدبلوماسي، متفائلاً أن يشهد الربع الأول من العام المقبل زخماً أكبر للعمل العربى المشترك وعقد القمة العربية وقمم أخرى مقررة في الأشهر المقبلة.
أجرى الحوار: أسامة عجاج ونادر غازي لصحيفة الأخبار المصرية