مرايا – قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة، إن “زيارة رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تركيا، جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات هامة في العلاقات السياسية الخارجية، على وقع تبدل سلم أولويات الإدارة الأمريكية، بتركيز اهتمامها نحو الصين وروسيا، مقابل تسكين بعض أزمات الشرق الأوسط إو إغلاقها بأساليب اقتصادية وناعمة”.
وأوضح لـ”قدس برس”، أن الزيارة تزامنت مع سعي واشنطن لإنجاز الاتفاق النووي مع إيران، وتبريد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والضغط على تركيا بهدف إسقاط حزب “العدالة والتنمية” بقيادة الرئيس أردوغان في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة في العام 2023 لصالح المعارضة الموالية للغرب.
وبين الحيلة أن التصريح الذي أدلى به الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لصحيفة “نيويورك تايمز” في آب/أغسطس 2020، حول العمل على إسقاط حكم أردوغان، “شكّل تفسيرًا لتعرض الليرة والاقتصاد التركي لهزات متتالية بهدف التأثير على الرأي العام وتحريضه ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم، والتشكيك بقدرته على قيادة البلد في المرحلة القادمة”، وهو ما “يرى فيه البعض امتداداً للانقلاب العسكري الذي فشل في إسقاط الرئيس أردوغان في العام 2016″، بحسب الحيلة.
ورأى أن “تركيا تستقبل رئيس الكيان لتخفيف التوتر في علاقاتها الخارجية، كما يجري مع العديد من الدول المؤثرة في الإقليم مثل الإمارات، والسعودية، ومصر، وتفكيك نقاط الاشتباك أو التوتر لا سيّما مع الكيان الإسرائيلي الذي يُعدّ أحد أهم الأقطاب المتحالفة مع اليونان وقبرص ومصر في مجال الغاز شرقي المتوسّط”.
وذهب إلى أن “الطريق لن تكون مفتوحة بسهولة لعودة العلاقات إلى سابق عهدها، لأن تركيا الصاعدة تدرك أن القضية الفلسطينية هي أحد أهم روافعها للدخول والنفوذ في المنطقة ولدى الشعوب العربية والإسلامية”.
وشدد الحيلة على أن “للقدس والمسجد الأقصى مكانة خاصة لدى الشعب التركي تاريخياً، ما يفرض على أية حكومة الدفاع عن إسلامية القدس في مواجهة احتلال لا يترك مناسبة إلا ويسعى لتهويدها، ما يشكّل نقطة توتر دائمة في العلاقات”.
واعتبر الحيلة أن “قدوم هيرتسوغ إلى أنقرة يعدّ بمثابة خطوة استكشافية في ظلال خلافاتٍ متعددة الأوجه بين أنقرة و(تل أبيب)؛ خلافات سياسية بشأن الغاز شرقي المتوسط، والنزاع التركي اليوناني، وعلاقة إسرائيل بالأكراد، والنزاع الديني حول القدس والمسجد الأقصى، وتباين المواقف من إيران، إضافة إلى الصراع الفلسطيني الصهيوني”.
وأكد أن هناك “العديد من الملفات التي تحتاج وقتاً طويلاً لطي الخلافات بشأنها، في وقت تتسارع فيه الأحداث ما يجعل فكرة التقارب بين تركيا والاحتلال الإسرائيلي محفوفة بالشك ومرهونة بتقلبات المنطقة التي لم تستقر بعد”.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، استقبل الأربعاء، نظيره الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، ووصفت وسائل إعلام عبرية الاستقبال في القصر الرئاسي في أنقرة بأنه أعلى مستوى وفقاً للبروتوكول الدبلوماسي، وقد جرى خلال الاستقبال عزف النشيدين التركي والإسرائيلي.