مرايا – دفعت الحرب في أوكرانيا الكثيرين إلى ترديد كلمات بعينها بصورة كبيرة وبشكل يومي، بعضها للمرة الأولى، وبعضها كان مستخدما في السابق، لكن غبار النسيان طغى عليها لفترة من الزمن.
وكانت هذه الظاهرة عالمية، فلم تقتصر على لغة دون أخرى، وكانت باتساع كبير، إذ ضمت عشرات الكلمات التي تتناهى إلى مسامعنا يوميا.
وسلط موقع الإذاعة الوطنية الأميركية في تقرير له الضوء على هذه الكلمات والمصطلحات، وكان من بينها:
الأوليغارشية: وتعني في العلوم السياسية، النظام السياسي الذي تحكمه فيه أقلية صغيرة من المجتمع، لكن لهذه الكلمة معنى خاص يتصل بروسيا.
وتعني رجال الأعمال الروس الأثرياء، الذين يملكون علاقات سياسية قوية، فالثراء وحده لا يجعل الشخص أوليغارشيا، وجمع هؤلاء ثرواتهم في تسعينيات القرن الماضي، بعيد سقوط الاتحاد السوفيتي.
الحرف “Z”: منذ اندلاع الحرب، ظهر “Z” على مركبات الجيش الروسي في أوكرانيا، رغم أنه ليس من الأبجدية الروسية، وصار الحرف رمزا لمؤيدي الحرب.
وهناك تفسيرات عدة لهذا الحرف، ففي البداية ظن البعض أنها وسيلة استخدامها الجيش الروسي لتمييز مركباته العسكرية، وفي وقت لاحق قال الروس إن الحرف نوع من وسام، وفي تفسير ثالث فالحرف يعني الغرب.
العملية العسكرية الخاصة: تطلق روسيا على ما يجري حاليا في أوكرانيا مصطلح “العملية العسكرية الخاصة”، وهو تعبير ملطف عما يحدث في أرض الواقع في أحسن الأحوال، بحسب الإذاعة الوطنية الأميركية.
منطقة حظر الطيران: طالب الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، مرارا الغرب بفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، من أجل “إغلاق السماوات فوقها”، لمنح قواته فرصة أكبر للتصدي للقوات الروسية، لكن الدول الغربية رفضت تلبية هذا الطلب.
الممرات الإنسانية: يشير هذا المصطلح إلى نوع من المناطق المنزوعة السلاح بصفة مؤقتة، وتهدف إلى السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى منطقة الأزمة أو خروج اللاجئين منها.
وجاءت الفكرة من إنشاء هذه الممرات من أجل تقليل الخسائر في صفوف المدنيين أثناء الحرب.
وكان هذا المصطلح قد استخدم في حربي البوسنة وسوريا.
الاسترضاء: قد لا يكون هذا المصطلح معروفا لدى الجمهور العربي، كما في الغرب، وهو ترجمة لكلمة (Appeasement) في اللغة الإنجليزية.
والمقصود هنا سياسة الاسترضاء، التي يبدو أن الدول الغربية تتبعها حاليا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وتقضي بنظر البعض، إلى استرضائه عبر السماح له ببسط السيطرة على أراض دول أخرى، كما فعلت دول الحلفاء مع الزعيم النازي أدولف هتلر قبيل الحرب العالمية الثانية في عام 1938، عندما مُنح أراض في تشيكوسلوفاكيا لتلافي حرب مدمرة في أوروبا.
جافلين: إنه صاروخ أميركي مضاد للدروع، يوصف بأنه فعّال للغاية في ضرب الدبابات والآليات المدرعة، ودخل حيز الخدمة في عام 1996.
وقدمت الولايات المتحدة قبل الحرب وأثناءها كميات كبيرة من هذا السلاح إلى كييف، التي تركز استراتيجيتها الحربية على إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الروسي، و”غافلين” يلعب دورا رئيسيا في هذا الإطار.
وقف إطلاق النار والأعمال العدائية: يصف مصطلح وقف الأعمال العدائية وقف القتال بصورة مؤقتة، وفي مكان بعينه، أما وقف إطلاق النار فيكون عادة شاملا ودائما.
وبحسب الأمم المتحدة، هناك 7 مصطلحات تصف وقف العنف، كثير منها يرمي للسماح للمدنيين بالوصول إلى أماكن آمنة أو تلقي المساعدة، وفي أحسن الأحوال توفير الوقت من أجل مفاوضات تفضي إلى سلام دائم.
دونباس: إن كلمة دونباس تختصر عبارة حوض الفحم في دونيتس، وظهرت هذه الكلمة مرارا منذ حرب عام 2014، وتصاعد استخدامها قبيل اندلاع الحرب، التي جاءت، كما تقول روسيا، من أجل حماية دونباس.
والمقصود بهذه الكلمة الإقليم الذي يقع جنوب شرقي أوكرانيا، وفيه جمهوريتان انفصاليتان هما لوغانسك ودونيتسك.
البومة: تتخذ المخابرات الحربية الأوكرانية من البومة شعارا لها، إذ تظهر البومة فوق خريطة العالم ويفصل بينهما سيف ذهبي يقع على روسيا.
وتوعدت بأن البوم التابعة لها ستهاجم القوات الروسية التي تقصف المناطق المدنية، كما تقول.