مرايا – كتب: سميح المعايطة
مؤكد أن كل شعب وكل دولة لا تحقق كل ما تريد وخاصة عندما نكون جزءا من مرحلة صعبة جدا ونعيش مع الإقليم في دوامة سياسية واقتصادية وأمنية وتطرف وحتى إلى انهيار قيمة الدولة لدى شعوب وأجزاء من شعوب فضلا عن انهيار دول وتحولها إلى أشباه دول.
نحن في الأردن حافظنا على تماسكنا كدولة وشعب في المراحل الصعبة ومنها العقد الاخير، لكننا تغيرنا وتغيرت الدولة في جزء من فكرها وادواتها الكبرى، ومع كل ما كان من مراحل قلقة وخاصة اقتصاديا بدأت فئات من المجتمعات من النوع التي كانت تشعر بالأمان السياسي والمعيشي عبر عشرات السنين تشعر أنها لا تجد الدولة حولها وهي تواجه مشكلات الحياة، وهناك خطاب في بعض أوساطنا يتحدث في عناوين وقضايا لا يجد من يقدم له إجابات، وهناك مجموعات كانت الدولة تقدمها وتدللها لكنها كبرت دون مضمون سوى عناوين عامة تصلح للمناسبات الرسمية لكنها لا تمثل إجابات لهم ولمن حولهم.
وهناك من يراقبون وضع الدولة ودخولها في بعض الازمات وهم من كانوا من رجالها لكنهم يبتعدون ويصمتون دون أي رأي لأنهم يعتقدون ان معسكر الدولة اليوم يواجه تحديات مع فئات من المجتمع، وربما البعض لا يقول كلمة حتى في مواجهة الارهاب او حرب المخدرات لأنهم يريدون للدولة ان ” تقلع شوكها بيدها” ما داموا ليسوا هم الدولة.
وهناك من يخذلون الدولة وهم اصحاب السلطة التنفيذية بعجزهم وقلة حيلتهم ويرمون ثقل الازمات على مؤسسة الحكم لتواجه كل شيء.
ربما علينا نحن الأردنيين وأقصد الناس والدولة أن نحدد ماذا نريد في مراحلنا القادمة وأن يتوقف بعضنا عن إطلاق الرصاص على انفسنا وأن نتوقف عن تشويه صورتنا ففرق بين متابعة للأخطاء ودعوة للإصلاح وبين شيطنة الدولة الأردنية بكل تفاصيلها وتاريخها وحتى المخلصين الصادقين من ابنائها ورجالاتها.
مؤكد أننا جميعا نريد دولة آمنة مستمرة، وأن تستمر حياتنا الطبيعية خالية من أي محطات قلق تخرجنا عن مسارنا الطبيعي للدولة والناس ولأبنائنا.
نريد أن نكون قادرين على مواجهة تحديات ما حولنا سواء ما هو قادم من كيان الاحتلال او حرب المخدرات او تهديدات تنظيمات التطرف والإرهاب.
نريد الدولة أن تكون قادرة على المحافظة على استقرارنا الاقتصادي وقوة الدينار وقدرتنا على المسار الاقتصادي الخالي من الكوارث.
نريد ان تبذل الحكومات اقصى الجهد لتخفف على الناس ارتفاع كلف المعيشة وان تساعد الأردني ليعيش في افضل ظرف ممكن.
نريد ان تقدم الدولة للأردني افضل نوع من المسؤولين الجادين القادرين على الانجاز، وأن نخفف من أي مسار يأتي بالمحاسيب ومسؤولي الصدفة في مواقع إدارة شؤون الناس،لأن هذا الامر اصبح جزءا من عوامل اضعاف علاقة الناس بحكوماتهم.
نريد من بعضنا ان نفرق بين نقد موضوعي لأي قرار أو إجراء وبين حالة الاستهزاء بالأردن والإساءة لكل شيء فيه، فهل من مصلحة اي أردني ان تكون صورة البلد رديئة ومحل تندر وتسفيه.
ونريد نحن الأردنيين من المسؤولين ان يغلقوا ابواب الازمات بحسن الادارة وبذل الجهد، فكل الدول تمر في ازمات ومشكلات، لكن حسن ادارة المراحل يخفف على الدولة الثمن.
نريد أن نمضي بجدية الى مسارات التحديث السياسي والاقتصادي وأن تحسن الحكومات تقديم هذه المسارات للناس بشكل واقعي.
لن يكون الأردن بلا مشكلات او حتى ازمات لكننا نريده بشكل افضل وان نغلق الابواب امام من لا يؤمن بالدولة ولا يحب اهلها ويعمل على تسفيه كل ما هو أردني والسخرية منه، والعبء أولا يقع على الجهات التنفيذية وعلينا نحن الأردنيين أن نعمق إيماننا ببلدنا وبكل خير وانجاز فيه، وان نفرق بين خطأ وبين مسؤول ضعيف مهزوز وبين بلد أنجز وما يزال وتجاوز محطات صراع كان البعض فيها يراهن على بقائه وعلى بقاء مواطن يحمل هوية الأردن…