مرايا – سميح المعايطة
تجربة الاردن والفلسطينيين مع نتنياهو تقول انه لايعطي شيئا مجانا ولايذهب إلى اي خطوة الا مضطرا او لتحقيق مصلحة او للتخلص من ازمة .
الاردن ومنذ انتهاء الكنيست من انتخاباته الاخيرة كان يدرك ان المرحلة القادمة لن تكون سهلة سياسيا ،ومع تشكيل حكومة نتنياهو بتركيبتها المتخمة بالتطرف تعزز ت قناعة الاردن ان ماهو قادم يحتاج إلى تعامل مبكر وجهد كبير ،وكان الاردن مستعد سياسيا مبكرا جدا فمع مثل هذه الحكومة الإسرائيلية لايمكن الانتظار فكانت مقابلة الملك مع قناة CNN في توقيت حمل رسالة لنتياهو بان الاردن مستعد لكل مايجب من مواجهة سياسية اذا عاد لسياسته القديمة ،والأهم كان التحرك الاردني غير المعلن مع القوى المؤثرة وخاصة الادارة الأمريكية وايضا مع المحيط العربي واوروبا والعنوان ان هذه الحكومة الإسرائيلية سيأخذ المنطقة إلى تطرف وعنف يصعب السيطرة عليها وخاصة مع الخطوات العدوانية التي قامت بها تلك الحكومة مبكرا .
نتنياهو الذي يعاني من معارضة قوية أخرجت عشرات الالاف إلى شوارع تل أبيب ضده ،وتطارده تهم الفساد ،وايضا يدرك ان شهر رمضان سيحمل له ضغوطا كبيرة اذا استمر في سياسته العدوانية ،وايضا كان للتحرك الاردني أثر كبير في ممارسة ضغوط دولية وامريكيه عليه ،كان عليه ان يذهب إلى الدولة المؤثرة وصاحبة الموقف القوي في مواجهة سياساته ،فكانت زيارة عمان ولقاءه جلالة الملك الذي لديه رؤية واضحة ومطالب محددة لم يتنازل الاردن عنها وهي المحافظة على الوضع القائم في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحيية اي عدم المساس بها او ممارسة اي عدوان بحقها ،والأمر الثاني فتح الابواب لعملية سياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية تجاه حل يعطي الفلسطينيين حقوقهم ،إضافة إلى موقف الاردن بضرورة ان يستفيد الفلسطينييون من اي تعاون اقليمي اقتصادي ،وهذا الموقف واضح ويعلمه الجميع وهو ماسمعه نتنياهو في عمان .
قدوم نتنياهو والتزامه ثمرة لجهد كبير ومنظم قاده الملك للتعامل مع حكومة أعلنت حتى قبل ان تأتي نوايا سيئة تجاه القدس والمقدسات والفلسطيينين ،وهو جهد استباقي استفاد من تجربة طويلة مع نتنياهو كانت سيئة ،وايضا استثمار اردني لتركيبه الادارة الأمريكية والوضع الداخلي في إسرائيل.
نتنياهو التزم بما طلبه الاردن لكن الاردن يبقى يراقب الامور ،ففي عالم السياسة لايمكنك الا ان تتعامل مع الموجود ومع اي تغيير تستعمل كل ادواتك لتكمل مشوار التعامل مع الجديد.