مرايا –
حول الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك لساحة مواجهة وصدام مع الفلسطينيين؛ بتطويقه أمنيا وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين والمرابطين وإبعادهم بالقوة من ساحاته، بينما باتت القدس المحتلة ثكنة عسكرية مع استنفار عناصره بالبلدة القديمة وحول الأسوار، ونصب الحواجز في أحيائها لتأمين اقتحامات المستوطنين عشية إحياء ما يسمى “عيد الفصح اليهودي” المزعوم، بعد غد الأربعاء، ويستمر لسبعة أيام.
وفي معركة الدفاع عن المسجد الأقصى والقدس المحتلة؛ أعلن الفلسطينيون ليلة غد، الرابع من نيسان الحالي، “ليلة غضب” عارم، واعتبار اليوم الذي يليه “يوم عصيان شعبي”، للتصدي لمخطط الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه باستباحة “الأقصى” وذبح “القرابين” المزعومة داخله، في انتهاك صارخ لحرمته، وجر المشهد المتوتر لمزيد من الاحتقان والصدام مع الفلسطينيين.
وعلى وقع استشهاد الشاب محمد برادعية برصاص الاحتلال بدعوى تنفيذه عملية دهس في الخليل بالضفة الغربية؛ يتقاطر الفلسطينيون للاحتشاد في المسجد الأقصى وباحاته وبواباته وفي أحياء وساحات القدس المحتلة، لمواجهة مساعي الاحتلال ومستوطنيه بتنفيذ اقتحام جماعي كبير للمسجد وأداء الطقوس العنصرية وذبح “القرابين” داخل ساحاته، تلبية لدعوات الجماعات المتطرفة.
ودعت الفصائل الفلسطينية إلى “ليلة غضب للقدس والأقصى”، في ليلة غد الثلاثاء الموافق للرابع من الشهر الحالي، وذلك بإعلان حالة التعبئة الوطنية للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى، عبر تنظيم الفعاليات والأنشطة والمسيرات الغاضبة ضد جرائم الاحتلال والمناصرة والداعمة لأهالي المدينة المحتلة، في عموم فلسطين المحتلة.
وأعلنت القوى الفلسطينية يوم بعد غد الأربعاء “يوما للعصيان الشعبي” عبر خروج جماهير الشعب الفلسطيني للشوارع والساحات العامة في الأراضي المحتلة، وتوسيع حالة الاشتباك والمقاومة مع الاحتلال في كل أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، لرفض عدوان الاحتلال واقتحامات مستوطنيه المتطرفين.
ودعت الشبان الفلسطينيين في قطاع غزة “بتخصيص ليلة الأربعاء للإرباك الليلي ومشاغلة الاحتلال عبر فعل شعبي واسع نصرة للقدس وأهلها في مواجهة ومقاومة جرائم الاحتلال واعتداءات المستوطنين”، وفق ما ورد عنها.
وفي تصعيد خطير؛ اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى، أمس، وأخرجت المعتكفين منه عنوة، وقامت بإبعاد الشبان الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين، فيما تواصل فرض إجراءات مشددة على دخول المصلين لساحات الحرم.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن المستوطنين اقتحموا ساحات الأقصى على شكل مجموعات، من جهة “باب المغاربة”، وذلك بعد انتشار أعداد كبيرة من شرطة الاحتلال في ساحاته، حيث قامت بإبعاد الفلسطينيين عن مسار اقتحامات المستوطنين.
وقالت أن المستوطنين نفذوا جولات استفزازية في ساحات الحرم، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، وقاموا بتأدية شعائر تلمودية في الجهة الشرقية من ساحات الحرم وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا الحرم من جهة باب السلسلة.
واعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين، ممن سمح لهم بالدخول لساحات الحرم، وذلك تزامنا مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، بينما فرضت قيودا مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
وشرعت شرطة الاحتلال في القدس، تنفيذ حملة اعتقالات وإبعادات مكثفة عن المسجد الأقصى، طالت عشرات المرابطين والمرابطات، وذلك كإجراءات استباقية اتخذتها، عشية عيد “الفصح اليهودي” الذي يصادف بعد غد الأربعاء، ويستمر لأسبوع.
ويشار في هذا السياق إلى معطيات فلسطينية أفادت بأن قوات الاحتلال اعتقلت 230 مقدسيا في القدس المحتلة خلال الشهر الماضي، وأصدرت 70 قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
ويمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسة الاعتقال والإبعاد والمنع من السفر بحق المرابطين والمرابطات في الأقصى المبارك، في محاولة لثنيهم عن التواجد والرباط في المسجد، والتصدي لمحاولات اقتحامه المتكررة من قبل المستوطنين.
يأتي ذلك على وقع ما أعلنته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، قيام ما يسمى منظمات “جبل الهيكل”، المزعوم، تدريبات لتقديم قربان “عيد الفصح” اليهودي، قرب المسجد الأقصى، حيث “سيتم خلالها ذبح عنزة صغيرة وسلخها وتقديمها من أجل تدريب المستوطنين استعدادا لتقديم القربان الحقيقي، وهو ذبح قربان عيد الفصح”، وفق مزاعمهم.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه “عندما يكون الوزير المسؤول عن شرطة الاحتلال، كان حتى وقت قريب أحد نشطاء “منظمة الهيكل”، وعندما تكون الحكومة معطلة وفي أزمة مستمرة، بسبب تشريعات التعديلات القضائية، تكون أسباب القلق كثيرة جدا”، وفق قولها.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة “حماس”، حازم قاسم، أن هجوم الاحتلال على المعتكفين في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى المبارك تجاوز لكل القيم والأعراف الإنسانية، وتعبير عن عقلية صهيونية متطرفة، في محاولة يائسة منه لمنع الفلسطينيين من الرباط بالأقصى.
واعتبر أن عدوان الاحتلال على المصلين “بالأقصى” يفتح المجال أمام كل سيناريوهات التصعيد، مؤكدا أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن تداعيات سلوكه الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني.