مرايا –
لا تزال أصداء نتائج الانتخابات الرئاسية التركية وفوز الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه، الذي يفضله الغرب، كمال كليجدار أوغلو تهيمن على اهتمام الصحف البريطانية.
فقد نشرت صحيفة التلغراف، بعد إعلان النتائج النهائية، مقالا للكاتب كون كوعلين بعنوان “إمبراطورية الاتحاد الأوروبي تنهار”.
يستهل الكاتب مقاله بالقول إن أي ادعاءات قد تجول بخاطر الاتحاد الأوروبي بأنه لا يزال قوة عظمى لها مكانتها وتأثيرها في الشؤون العالمية تم الكشف عن عدم صحتها تماما من خلال إعادة انتخاب أردوغان رئيسا لتركيا.
ويقول إنه منذ وقت ليس ببعيد، كانت بروكسل تحاول إقناع تركيا لتصبح عضوا في الاتحاد الأوروبي. ويضيف الكاتب أنه في الواقع، لا يزال يُنظر إلى البلاد رسميا على أنها مرشحة للانضمام، على الرغم من أن أنقرة بالكاد أحرزت أي تقدم في تنفيذ الإصلاحات المؤسسية اللازمة منذ عام 2004.
يوضح المقال أنه، وفقا لأردوغان، لا تزال تركيا تطمح بعضوية الاتحاد الأوروبي، إذ أبلغ الزعيم التركي اجتماعا لسفراء الاتحاد الأوروبي في العاصمة التركية العام الماضي أن عضوية الاتحاد الأوروبي “تظل أولويتنا الاستراتيجية”.
لكن الحقيقة بالطبع، من وجهة نظر الكاتب، هي أنه وبينما أردوغان موجود في السلطة، فإن فرص تركيا في الانضمام إلى الكتلة، هي تقريبا، نفس فرص روسيا في ظل حكم فلاديمير بوتين.
ويضيف الكاتب أن ما يجعل أ ردوغان منبوذا، لا يقتصر على نهجه “الاستبدادي المتزايد” خلال السنوات العشرين التي قضاها في السلطة، وفرض قيود صارمة على البرلمان والقضاء والصحافة، بل هو دعمه للعقيدة الإسلامية، التي ترفض تماما، بحسب الكاتب، الحريات الليبرالية التي يتبناها الغرب. وبدا ذلك جليا خلال حملته لإعادة انتخابه، التي بدأها باستحضار الغزو العثماني للإمبراطورية البيزنطية عام 1453.
وفي مثل هذه الظروف، أي بعد فوز أردوغان في الانتخابات، يقول الكاتب إن هذا يعني أن طموحات تركيا في الانضمام للاتحاد الأوروبي لن تتحقق في المستقبل القريب، ما يجعل بروكسل تندم على ذلك اليوم الذي تصورت فيه أن عضوية تركيا في الكتلة اقتراح قابل للتطبيق.
ويشير المقال إلى أن إعادة انتخاب أردوغان لولاية أخرى مدتها خمس سنوات، وهي فترة من المرجح أن يوسع خلالها ميوله الاستبدادية على حساب المؤسسات الديمقراطية في البلاد، تمثل بالتأكيد تحديا كبيرا للاتحاد الأوروبي .
وقال إن هذا التحدي يدعو بجدية إلى التساؤل عن طموحات الاتحاد في وضع نفسه كقوة عظمى ذات قوة ناعمة مساوية في مكانتها للولايات المتحدة والصين.
ويضيف أن مصداقية الاتحاد تعرضت بالفعل لتشكيك شديد بسبب استجابته غير المقنعة للأزمة الأوكرانية. وظهر ذلك جليا في الانقسامات العميقة بين بعض القوى الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا – التي تسعى إلى تبني موقف أقل تصادمية تجاه موسكو – وقوى أوروبا الشرقية الناشئة مثل بولندا – والتي تجادل بأن أمن القارة على المدى الطويل يتطلب هزيمة ساحقة لروسيا في ساحة المعركة الأوكرانية.
ويرى الكاتب أنه لم يعد بإمكان الاتحاد الأوروبي الحفاظ على مقاربته الغامضة تجاه أنقرة. فتارة “يقدم رشاوى ضخمة لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا”.
وتارة “يندد بعلاقة تركيا الوثيقة مع روسيا، التي تعتبر بالنسبة لأردوغان، منقذة للحياة فيما يتعلق بالاقتصاد التركي، إذ توافدت جحافل السياح الروس إلى البلاد تجنبا لعقوبات الاتحاد الأوروبي”.
ويخلص الكاتب إلى أنه بالنظر إلى سجل الاتحاد الأوروبي السيء السابق في التعامل مع أردوغان، فإن قلة من الأوروبيين لديهم ثقة في أن الكتلة يمكن أن تقنع أنقرة بالتخلي عن دعمها لروسيا لإقامة علاقات أوثق مع بروكسل.
“تأثير الديون سيبقى”
وإلى صحيفة الفاينانشال تايمز وتقرير أعده جيمس بوليتي في واشنطن بعنوان “ماذا يوجد في صفقة سقف الديون الأمريكية؟”.
يقول الكاتب إن الاتفاق الذي أبرمه الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي له هدف رئيسي واحد، هو منع أمريكا من التخلف عن سداد ديونها أوائل يونيو/ حزيران، عندما تنفد نقود وزارة الخزانة، كما هي التوقعات، بسبب دفعها جميع فواتيرها المستحقة.
فما هي البنود الرئيسية للاتفاق المالي، الذي ينتظر تصويت الكونغرس؟
يسرد الكاتب البنود التالية:
1- حد الدين: رَفَع مشروع الاتفاق سقف ديون الولايات المتحدة البالغ 31.4 تريليون دولار لمدة عامين، وهذا يعني من الناحية الفنية، تعليق حد الاقتراض حتى عام 2025. وهذا الإجراء سيزيل التهديد بالتخلف عن السداد حتى بعد الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس العام المقبل على الأقل، لكنه سيُبقي تأثير الدين كما هو.
2- الإنفاق: ينطبق الاتفاق على الإنفاق التقديري المحلي، مع تحديد حدود قصوى للعامين المقبلين. ففي السنة المالية 2024، يجب أن تكون مستويات الإنفاق ثابتة، ويمكن أن ترتفع بنسبة 1 في المئة فقط في السنة المالية 2025. والجدير بالذكر أن حدود الإنفاق لا تشمل ميزانية الدفاع أو نفقات الضمان الاجتماعي، أو نظام التقاعد الحكومي، أو برنامج الرعاية الصحية الحكومي.
3- شبكة الأمان الاجتماعي: تتضمن الصفقة بعض التغييرات في معايير القبول في برامج مكافحة الفقر، إذ ترفع سن الذين يُطلب منهم العمل حتى يحصلوا على مساعدات غذائية من 49 إلى 55.
4- الطاقة والبيئة: تحافظ الصفقة على الإعفاءات الضريبية للطاقة النظيفة من قانون خفض التضخم الذي حاول الجمهوريون الحصول عليه. لكنها تتضمن إصلاحا لقواعد التصاريح المصممة لتسريع المراجعات البيئية لمشاريع البنية التحتية للطاقة الرئيسية. وتتضمن الصفقة أيضا بندا للإسراع بإكمال خط أنابيب ماونتن فالي المثير للجدل، والذي يهدف إلى نقل الغاز بين فرجينيا ووست فرجينيا، الذي واجه معارضة شديدة من دعاة حماية البيئة.
5- تمويل تحصيل الضرائب: يقتطع التشريع جزءا صغيرا من التمويل الإضافي لخدمة الإيرادات الداخلية، والذي تم إقراره العام الماضي من أجل القضاء على التهرب الضريبي من قبل الأسر الثرية والشركات الكبيرة. وفي حين أن هذا يقلل من الإنفاق على المدى القصير، فإنه قد يزيد العجز على المدى الطويل.
“تأثير سوناك”
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
ونختم جولتنا في صحيفة الإندبندنت أونلاين ومقال كتبه دومينيك ماكغراث حول ما جاء في تقرير عن نظرة البريطانيين للحكومة الحالية، من أن “المحافظين بحاجة إلى كسب جيل الألفية الرأسمالي الخجول”.
فوفقا للتقرير الذي صدر حديثا، فإن المحافظين بقيادة ريشي سوناك، قد يجدون خلاصا انتخابيا في جيل الألفية “الرأسمالي الخجول”.
ويشير التقرير – الذي أعده مركز أونوورد للأبحاث، المعروف بأنه من يمين الوسط بعد مسح شمل 8000 شخص في جميع أنحاء المملكة المتحدة في أبريل/ نيسان- إلى أن جيل الألفية – أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 40 عاما – لديهم نظرة قاتمة عن حكومة حزب المحافظين الحالية.
ويزعم التقرير أن “جيل الألفية هم أول مجموعة ديموغرافية لا تصبح أكثر يمينية مع تقدمهم في العمر”. وأن هذا يرجع إلى عدم قدرتهم على شراء وامتلاك منازل، والوظائف الأقل استقرارا، والتأخر في تكوين عائلة.
لكن الكاتب يقول إن الشعبية الواضحة لرئيس الوزراء بين جيل الألفية “يمكن أن تساعد حزب المحافظين في رسم طريق لاستعادة الجيل”.
وينقل المقال عن سيباستيان باين، مدير مركز أونوورد وأحد مؤلفي الدراسة، قوله: “جيل الألفية لم يصبح أكثر يمينية مع تقدمه في العمر، وهي مشكلة خطيرة طويلة الأجل بالنسبة للمحافظين”.
ويضيف “قدرتهم على امتلاك منزل وحصولهم على وظائف أفضل أمران حاسمان لاستعادة دعمهم، بالإضافة إلى الضرائب القليلة. إنهم رأسماليون خجولون، لكنهم بحاجة إلى التفاؤل والأمل في المستقبل”.
ووفقا للدراسة، فإن 21 في المئة من جيل الألفية سيدعمون حزب المحافظين في انتخابات عامة لو أجريت غدا، بينما يرى 31 في المئة أن الحزب “غير أمين”.
لكن البيانات تشير إلى أن سوناك يحظى بشعبية أكبر من حزبه، حيث يتقدم رئيس الوزراء بـ25 نقطة بين الناخبين، الذين هم في الثلاثينيات من العمر، أكثر من المحافظين بشكل عام – وهو أمر وصفه التقرير بـ “تأثير سوناك”.
وتقول الدراسة إن الدور الذي سيلعبه الجيل هذا في الانتخابات المقبلة رئيسي، حيث يشكل جيل الألفية حاليا 26 في المئة من الناخبين ويشكلون الجيل الأكبر في 51 في المئة من الدوائر الانتخابية البرلمانية.