مرايا –
استعرض غروسمان مظاهر الوحدة والاصطفاف بين المتظاهرين الإسرائيليين، قائلا إن هناك أشياء مبهجة حدثت أثناء هذه الاحتجاجات منها على سبيل المثال ما حدث “عندما كانت موجة بشرية ضخمة تهدر بآلاف الأعلام الزرقاء والبيضاء تتدفق ببطء على منحدر التل بالقرب من شورش، حيث وزعت زجاجات المياه وشرائح البطيخ وعبوات الثلج والعنب في جو يسوده كرم وحسن نية ومشاركة صادقة “.
وأشار إلى أن الأمة اليهودية – بجميع طوائفها تعاني من صدوع وانقسامات فيما بينها، لكن ذلك لم يعد الحال الآن بعد أن كشف نقطة التحول الحالية في الأحداث عن قدر كبير من الوحدة التي سادت المجتمع الإسرائيلي منذ بدء هذه الأزمة السياسية.
كما كشف هذا التحول عن أمر “مخيف لما تنطوي عليه من إمكانية انهيار ثوابت خطيرة تحكم المجتمع اليهودي علاوة على كشف أسرار وأكاذيب إسرائيلية كثيرة وفضح ممارسات خداع النفس والتضليل وغسل المخ التي استمرت لعشرات السنوات”.
وأكد أن على إسرائيل الاعتراف بأن وجود إسرائيل في المنطقة – رغم عيوبه – “الذي يبدو رائعا ومطلوبا واستثنائيا أصبح ممكنا بفضل التفوق الجوي الذي يضمن استمراره بضع مئات من الطيارين” الذين علقوا خدماتهم التطوعية في الجيش الإسرائيلي تعبيرا عن الاحتجاج.
ورأى أنه بدلا من مناقشة شرعية تعليق خدماتهم، على إسرائيل أن تعترف أن تسعى إلى اتفاق سلام مع “جيراننا الأعداء” في أسرع وقت ممكن.
وتوقع أن “يتحدد مصير إسرائيل هذا الأسبوع كدولة ديمقراطية بخروج مئات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في ظروف صعبة للغاية للاحتجاج ودق أجراس الخطر ليعلنوا عن رغبتهم في أن يعيشوا، ولو فترة، في جو ملائم حافل بالفاعلية والخير بدلا من الدولة التي أصبحت مكانا للعنف والابتذال والتلوث”.
شاركت مقاتلات جوية صينية بأعداد كبير في المناورات الصينية الأخيرة بالقرب من تايوان
ننتقل إلى صحيفة فايننشال تايمز التي ناقشت خطر النفوذ العسكري الصيني على تايوان، وكتبت كاثرين هايل في تايبيه وديمتري سيفاستيبولو في واشنطن مقالا تناول استراتيجية جديدة تستخدمها بكين في الضغط على تايوان عسكريا.
ففي 24 من يوليو/ تموز الجاري، اقتربت مقاتلات صينية من المنطقة المتاخمة للمجال الجوي التايواني، وهي منطقة عازلة تقع على بعد 12 ميل بحري من مجال تايوان الجوي. وأشار المقال إلى أن “خبراء عسكريين يحذرون من أن جيش التحرير الصيني ينتهج نهجا جديدا يتضمن ممارسة ضغط تدريجي على المنطقة بالتقدم خطوة كل فترة، وهو ما أطلقوا عليه ’هجوم المنطقة الرمادية‘”.
تخطى البودكاست وواصل القراءة
ويشير المقال إلى أن الصين قد تنجح في تشتيت انتباه المجتمع الدولي باستخدام “تكتيك تقطيع السلامي إلى شرائح رقيقة الذي يتضمن التقدم والضغط على تايوان خطوة كل فترة”، إذ يحتمل ألا ينتبه العالم إلى ما تفعله الصين في الوقت الراهن لأن التركيز الدولي وتركيز الاستراتيجية العسكرية الأمريكية على ردع الصين عن غزو شامل لتايوان بدلا من اتخاذ تدابير من شأنها التصدي لتكتيكات الضغط.
وقالت كريستين غانيس، الخبيرة العسكرية المتخصصة في شؤون جيش التحرير الصيني لدى مركز راند البحثي: “تركز وزارة الدفاع بقصر نظر على سيناريو غزو تايوان لدرجة جعلتها تتجاهل التهديد الحالي”.
وأشار المقال إلى أنه “منذ بدأت تايوان نشر تفاصيل عن النشاط العسكري الصيني في منطقة رصد الدفاعات الجوية في 2020، شهد اختراق المقاتلات الصينية لهذه المنطقة زيادة من 69 اختراقا إلى 139 اختراقا في يوليو/ تموز الجاري”.
وقال لي جيون لي، الخبير في صراعات المنطقة الرمادية لدى المركز الوطني لأبحاث الدفاع والأمن التابع لوزارة الدفاع في تابيه: “إنهم يريدون تخويفنا، واختبار قدراتنا، وإنهاك دفاعاتنا، وبمرور الوقت سوف يحكمون قبضتهم على مضيق تايوان ويغيروا وضعه القانوني”.
وحذر خبراء عسكريون من أن يتكرر سيناريو أوكرانيا، إذ تمتلك الصين أدوات قليلة يمكنها استخدامها، من بينها التهديد بضربات عقابية إذا تخطت تايوان خطوطا حمراء تحددها بكين مثل تهديد تابيه بالرد حال اختراق الصين المجال الجوي السيادي لتايوان.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022، تتصاعد مخاوف لدى الولايات المتحدة بغزو شامل من الصين لتايوان مع تكثيف الجهود الأمريكية الرامية إلى ردع الصين عن شن غزو شامل ضد تايوان.
هل تهاجم مجموعة فاغنر بولندا؟
رجح مقال نشرته صحيفة التلغراف أن مزاعم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بأن جماعة مرتزقة فاغنر لا تطيق صبرا حتى تنفذ هجوما ضد بولندا تبدو “مضحكة”، لكنها ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد.
فرغم التاريخ الحافل بالهجمات المشابهة لفاغنر – مثل هجمات نفذتها في دول أفريقية سهلت لها عملية الاستيلاء على السلطة وذلك التمرد الذي لم يستمر لوقت طويل عندما أعلن المرتزقة زحفهم إلى العاصمة الروسية موسكو – لا يزال هناك نقص حاد في المعلومات لدى هذه الجماعة قد يحول دون غزو دولة مثل بولندا. رغم ذلك، قد تنجح فاغنر في إحداث فوضى عارمة في المنطقة من شأنها أن تطيل أمد الصراع في أوكرانيا.
لكن تظل الضبابية التي تغلف مصير زعيم فاغنز يفغيني بريغوجين – الذي قد يكون بين عمال الحفر في مواقع إنتاج الملح في جبال الأورال أو على بعد ستة أقدام تحت الأرض في موسكو – من أهم العوامل التي من شأنها أن تحول دون تنفيذ أي هجوم على بولندا. لكن حال استمراره في مقصورة القيادة في الجماعة، قد يتمكن من المراوغة من أجل العودة إلى المشهد السياسي في روسيا.
وهناك عوامل أخرى قد تحول دون هجوم فاغنر على بولندا؛ والتي من بينها أن وجود وارسو بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) يجعل هجوم هذه الجماعة المسلحة عليها باسم روسيا إعلانا لسقوط نظام بوتين. وهناك أيضا بُعد آخر خاص بالتسليح والقدرات العسكرية، إذ لا يوجد في بولندا سوى بضع آلاف من مقاتلين فاغنر يملكون أسلحة خفيفة وليس لديهم قوات مدفعية.
لذا إذا أقدم بريغوجين على تنفيذ هجوم على وارسو، فإنه بذلك قد يكون بصدد إرسال مقاتليه إلى مذبحة كما فعلها من قبل في أوكرانيا حتى يحقق مجدا شخصيا. وقد يسعده أيضا أن يقف لمشاهدة أجراس الإنذار وهي تدق في أروقة الناتو، وهو آخر شيء يحب بوتين أن يراه يتحقق على أرض الواقع.