مرايا –
في وقت حثت فيه الأمم المتحدة، الكيان الصهيوني وحركة المقاومة الاسلامية “حماس”، على بذل جهود إضافية لازمة لتحقيق اتفاق ووقف المعاناة الراهنة في قطاع غزة، طالب مراقبون، المجتمع الدولي بممارسة الضغط على الكيان، لوقف عدوانه على القطاع، بعد اعلان حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار الذي تقدمت به مصر وقطر.
وقالوا في حديث صحفي، ان توقيت اعلان حماس موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار، وضع الكرة في ملعب الكيان، الذي يعلن منذ شهور بانه مقدم على شن عملية حربية واسعة النطاق في رفح، كما تعد خطوة متقدمة نحو وقف الحرب الصهيونية على الشعب الفلسطيني ومعالجة تداعياتها.
ومقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حركة حماس، هو اتفاق من ثلاث مراحل، مدة كل منها 42 يوماً، تنص الثانية فيه، على انسحاب كامل لقوات الكيان من غزة، الى جانب إطلاق متدرج لأسرى الكيان والأسرى في سجون الكيان، وإنهاء الحصار على غزة، وإعادة اعمار القطاع، والتعويض، واستمرار تدفق المساعدات.
المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، أكد أن حركة حماس خطت خطوة أساسية، بإعلانها موافقتها على مقترح وقف اطلاق النار باتجاه الحل، فضلا عن استجابتها للوساطات العديدة، وفي مقدمتها الوساطة القطرية والمصرية.
كما أكد الحجاحجة، أهمية عدم إضاعة الكيان للفرصة التي اتيحت للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على غزة، ما يضع المجتمع الدولي أمام استحقاق ممارسة ضغطه على الكيان للقبول بوقف عدوانه، بعد اعلان حماس موافقتها على مقترح وقف إطلاق النار الذي تقدمت به مصر وقطر.
وتابع: يجب تكثيف الضغط الدولي على الكيان، وبذل مزيد من جهود التوصل لاتفاق ينهي الحرب على غزة، في ظل التطورات الإيجابية في المفاوضات الجارية، من أجل التوصل إلى هدنة شاملة، تؤدي لإنهاء المأساة الإنسانية التي يعاني منها أهالي القطاع.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس، طاهر النونو، في تصريحات صحفية، “سيكون هناك تعليق لكل العمليات العسكرية منذ اليوم الأول، ووقف دائم لإطلاق النار، سيعلن عنه خلال مراحل الاتفاق”، موضحاً أن أهم بنود المقترح الذي أعلنت الحركة موافقتها عليه، تضمنت نقاطاً رئيسة، أبرزها: وقف إطلاق النار وانسحاب جيش الكيان، وعودة النازحين الغزيين من مناطقهم الى أماكن سكناهم فيها، وقضية إعادة الإعمار وإنهاء الحصار، والوصول الى صفقة تبادل مرضية للشعب الفلسطيني.
من جهته، يقول عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، ان اتخاذ حركة حماس مثل هذا القرار، إيجابي، ويزيد الضغط على الكيان ليتخذ خطوة نحو وقف دائم لإطلاق النار أيضا.
واضاف الغز “الآن وبعد موافقة حماس على وقف اطلاق النار، فإن الكرة أصبحت في ملعب الكيان، وبات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى في هذا المنحى، ممارسة الضغوط الدولية عليه، للقبول بمشروع الحل المقترح، تمهيدا للانتقال إلى المعالجة الجذرية، وأساسها إعطاء الفلسطينيين حقوقهم في أرضهم ودولتهم”.
وتابع: حماس وافقت على اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى مع الكيان، بعد تلقيها ضمانات أميركية بأن الاتفاق سيؤدي لوقف إطلاق نار وانسحاب لقوات الكيان من غزة في نهاية المرحلة الثالثة والأخيرة.
وحول عدم موافقته حتى اللحظة على المقترح المصري، الذي قبلت به حركة حماس، قال الغزو، من الواضح ان هناك أطرافا في كيان الاحتلال، يخشون التوصل لأي اتفاق، ويحاولون تعطيل أي بحث في هذا الجانب، كونهم سيتضررون منه، ويتوقع بأن يكون الضرر أكبر في حال التوصل لاتفاق.
في المقابل، قال متحدث باسم جيش الكيان، إن جميع المقترحات المتعلقة بالمفاوضات لإطلاق سراح المحتجزين في غزة تدرس بجدية، وإن قواته تواصل، بالتوازي مع ذلك، عملياتها في القطاع.
بدوره، يرى د. علاء حمدان الخوالدة، انه بعد موافقة حركة حماس على اقتراح الوسطاء لوقف النار، فإ”ن الكرة اصبحت حاليا في ملعب الاحتلال، فيما إذا كان سيوافق على اتفاق وقف النار أم سيعطله.
واشار الخوالدة في هذا الاطار، الى ان الولايات المتحدة، اخرت تسليم شحنة سلاح قادمة الى الكيان دون إبداء أسباب، في خطوة تفسر هذا الإجراء، بان واشنطن تلوح بعقوبات قادمة لتل ابيب في حال عدم وقفها للحرب.
وتابع: في داخل الكيان، يطالب كثير من ساسته وخبرائه بوقف الحرب، وإجراء صفقة تبادل للأسرى، لأنهم يعتقدون بان الحرب على غزة وصلت الى طريق مسدود، وان ما لم ينجح جيشهم بتحقيقه في الأشهر السبعة الماضية كإطلاق سراح الأسرى، وتدمير كامل الجهاز العسكري لحماس، لن يكون متاحا له في الشهور المقبلة أيضا.
وأتم: ظهرت أصوات في مجلس حربهم، من بينها: وزير الدفاع يوآف جالانت، الذي طالب بإجراء مفاوضات تبادل أسرى فوراً لإنقاذ أسراهم، قبل أن يقضوا في الأنفاق، وهو امر يزيد من الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للقبول بنص الاتفاق الذي يحفظ ماء وجهه، لأنه لا ينص صراحة على وقف الحرب، بل على بحث تدابير لهدوء مستدام.