مرايا – شؤون محلية
لقاء متميز، انتظره المتابعون، وخاصة من جيل الشباب، ليس في الأردن وحده بل في المنطقة العربية بأسرها، وكان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد يوازن في مقابلة هي الأولى من نوعها عرضتها قناة العربية بين صراحته وعفويته المعهودتين، وتمرسه في التحليل حول جملة من القضايا السياسية والاقتصادية على المستوى المحلي والإقليمي والعربي، في فرصة هي الأولى لكثير من متابعي ولي العهد للتعرف على لمحات من فكره وتوجهاته وحياته الشخصية.
تطرق الحسين في اللقاء إلى العديد من القضايا المحلية التي تعني شرائح واسعة من المجتمع، وطرح رؤية مستقبلية وعملية تحاكي طموحات الجيل الجديد، مؤكدًا على العديد من المبادئ الأساسية التي تشكل مسؤولية وأمانة وضعها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لدى سمو الأمير وجميع المخلصين تجاه الوطن الأردني، ومن أهمها الحفاظ على أمن واستقرار المملكة والهوية الوطنية الجامعة، والتحديث السياسي ليتقدم الأردن بصورة لائقة تجاه مستقبل أفضل، وبين الأمير المشتبك مع العديد من الملفات ذات الأهمية والأولوية أن الكفاءة تعد المعيار الأساسي الذي يبني على أساسه الثقة بمن حوله، وأنه ينتهج أصول العلاقة الرفيعة والمخلصة التي جمعت الأسرة الهاشمية بجموع الأردنيين.
لم تغب القضية الفلسطينية بوصفها قضية الأردن المركزية عن خطاب ولي العهد وهو يستعرض القضايا الإقليمية الملحة والتحديات المقبلة على المنطقة بأسرها، مع وضعه للأحداث الجارية في قطاع غزة ضمن سياقها التاريخي الذي يوضح الصورة الكاملة التي تتجاهلها العديد من الأطراف المؤثرة حول العالم، كما أكد الأمير على أهمية التقارب العربي بوصفه مشروعًا أساسيًا لخدمة شعوب المنطقة، وتطرق للعديد من الأزمات التي يتوجب التحرك حيالها بصفة عاجلة وجدية، ومن أهمها ملف اللاجئين السوريين.
وأشاد الأمير بالعلاقات التاريخية الأردنية – السعودية معولًا على تعاون البلدين لتحريك أكثر من ملف إقليمي بصورة إيجابية لمصلحة شعبي البلدين والشعوب العربية كافة.
أظهر الأمير وعيًا عميقًا بالتاريخ وتفاعلاته وأثرها على الواقع الراهن، ورؤيته للمستقبل، فكانت الأمثلة التاريخية التي طرحها تبين إدراكه لمفاصل أساسية شكلت ورسخت بعض الأفكار وتركت آثارها السياسية والاجتماعية التي لم يتردد الأمير في مقاربة أكثرها إثارة للجدل ليقدم إجابات عقلانية وموضوعية تظهر جانبًا من شخصيته التي تحمل الحكمة الهاشمية المستقرة في التاريخ مع روح الشباب المتوثب لتحقيق منجزات ثابتة ومتقدمة في عالم المنافسة المفتوحة.
تحدث الأمير مظهرًا طاقةً من الوفاء والإيمان عن محطات تاريخية في حياته، كان تأسيسه العسكري جزءًا جوهريًا منها منذ أن انتسب إلى الجيش العربي المصطفوي، وحتى دراسته في كلية ساندهيرست البريطانية المرموقة، بالإضافة إلى ما كان يتعلمه وما زال في حياته العائلية على مقربة من جلالة الملك وجلالة الملكة.
لقاء انتظره الأردنيون والعرب كثيرًا، وأتى ليحقق الرضا ويرسخ الثقة ويزرع الأمل.