مرايا – لا تعرف الفوبيا حدوداً، ولا حتى قادة أو جبابرة، حددوا مسار العالم من على منابرهم، وبنوا إرثهم على أفعال ومقولات لا تعرف الخوف، إلا أن ‘غرائب’ صغيرة هزتهم بل أرعبتهم.
ففي حين خاض هؤلاء القادة حروبا التهمت العالم، وكونوا تاريخا عاش لعشرات ومئات السنين، وأسرت كلماتهم الملايين، كادت الفوبيا تأسرهم.
فالرئيس الأميركي، فرانكلن د روزفلت، الذي أخرج بلاده من ظلام الاكتئاب العظيم وقادهم في الحرب العالمية الثانية، عانى من رهاب الحريق.
لقد كان صاحب مقولة ‘الشيء الوحيد الذي علينا أن نخافه هو الخوف نفسه’، يرتعب من ألسنة النار، والحرائق، لدرجة كان يمنع حراسه من إقفال أبواب غرفته في البيت الأبيض ويجبرهم على الوقوف الدائم أمام بابه.
أما وينستن تشرشل، أعظم رئيس وزراء بريطاني وخطيب القرن العشرين الأشهر، فعانى من تأتأة في صغره تحولت إلى فوبيا شديدة من التحدث أمام الجمهور في أول خطاب له نائبا في البرلمان، حيث وقف ساكتا مرعوبا لثلاث دقائق قبل أن يعود الى مقعده .
إلا أنه تماشياً مع مقولته الشهيرة ‘لن نستسلم أبدا’، لم يستسلم، بل أصبح أشهر نحات كلمات في الزمن الحديث.
كذلك هتلر الذي حاول تطويع العالم بأسره، ولم تخفه جيوش العالم التي تحالفت ضده، كان مجرد طبيب أسنان يرعبه.
وقد كشفت وثائق سلطت الضوء على صحة فم هتلر المتدهورة بسبب الرهاب هذا، أن خلع سنه كان يستغرق ثمانية أيام، بسبب خوف ‘الفوهرر’ من الألم.