مرايا – أكدت ناشطة حقوقية من العقبة طلبت عدم ذكر اسمها أن أما تخلت عن إيواء طفلها 13 عاما في المكان الذي تعيش فيه بعد مروره بانتكاسات وقررت إكمال سنوات حياتها بعيدا عنه بعد زواجها من رجل آخر .
وروت الناشطة الحقوقية أن قصة هذه الأسرة التي تعيش في قرية تابعة للعقبة، بدأت بتخلي أمه عن تربيته وهو ابن عامين، بحكم محكمة، بعدما فقد أبوه قدراته العقلية حزنا بوفاة أبيه ومروره بحالة اكتئاب حادة أدت به الى الجنون .
وتابعت أن أبرز أسباب تخلي أمه عن إيوائه لديها، اشتراط زوجها الثاني بعدم ايوائه في بيته، فقررت بعدها إرساله الى بيت جدته (والدة أبيه) المقعدة التي يبلغ عمرها نحو 80 عاما لإيوائه في بيتها .
وأضافت أن هذه الأم حصلت على حكم المحكمة قانونيا بإبعاد ابنها، بعد عزمها على طلاقها من زوجها الأول وقرارها بالزواج من رجل آخر .
وأوضحت وفق الروايات التي سمعتها أن الابن بات يهرب عدة مرات من بيت جدته التي تاويه، وينظر الى النساء المارة في الشوارع والطرقات لعله يجد أمه التي ولدته .
وأشارت الى أن الطفل تعرض خلال بحثه عن أمه للتعذيب الجسدي من شباب القرية، بربطه من وتعذيبه .
وتابعت أن عددا من أقاربه تمكنوا بعدها من إرساله الى داء إيواء في إحدى محافظات المملكة، وتمكن من الهرب بعد تعرضه للتعنيف الجسدي وهو ابن 7 سنوت و ظهرت آثاره على الطفل، وفتحت محكمة تحقيقا بهذا الخصوص.
وبينت أن كثيرا من بيوت أقرباء الطفل تناوبوا على احتضانه، مؤكدة أن إيواءه في كل بيت أحدهم لم يتجاوز عدة أيام، وثم عاودوا أرساله الى جدته، مضيفة أنه ظل يهرب من بيتها في عدة محاولات تستمر لأيام ليعثر على أمه.
ولفتت إلى أنه في كل مرة يعثر عليه معارفه ويرجعونه الى جدته، يظهر عليه آثار الضرب، وبثياب ممزقة، وحافيا، وجائعا .
وتابعت أن امرأة من اهالي الخير عرضت بعدها على شاب في مقتبل العمر بدفع تكاليف زواجه من فتاة، مقابل إيواء هذا الطفل، وبعد دفعها تكاليف زواجه من تلك الفتاة، طرد الطفل من بيته .
وزادت أن المرأة نفسها عرضت على أرملة بدفع تكاليف زواجها، وبعد زواجها، ألقت الطفل وملابسه خارج المنزل ليلة اليوم الأول من عيد الفطر الماضي قبل عدة أيام .
وذكرت الناشطة الحقوقية أن الطفل رجع الى جدته قبل عدة أيام، وما زال يتعرض للعنف الجسدي واللفظي من المارة، بعد محاولاته للهروب من المنزل، وعدم قدرة جدته على السيطرة عليه، أملا بالعثور على أمه التي لا يدري أنها تخلت عنه وقررت العيش بعيدا عنه استجابة لطلب زوجها بعدم العيش بينهما .
وذكرت الناشطة الحقوقية أن مديرية التنمية قدمت له مؤخرا راتبا شهريا قيمته 55 دينارا، مؤكدة أن هذا المبلغ ليس له قيمة، بقدر احتياجه لمن ياويه ويعطف عليه ويخدمه .
ونوهت الى أن حل مشكلة هذا الطفل تنطلق بعلاج أبيه ودفعه للخروج من حالة الاكتئاب و الجنون التي يشهدها، او إرساله لدار رعاية تؤمن للطفل احتياجاته وتضمن عدم تعرضه للعنف، ويتكفل أحد أهالي الخير بإيواء هذا الطفل .
وأكدت الناشطة الحقوقية أنها تواصلت مع كثير من النواب، ورئيس مجلس النواب عاطف الطراونة لحل مشكلة هذا الطفل إلا أنهم تخلوا عن مساعدته، أو دراسة وضعه لحله .
وأوضحت أن الطفل يشهد تأخرا خمس سنوات عن عمره العقلي، موضحة أن عمره الفعلي 13 سنة، والعقلي 8 سنوات .
وأشارت الى أن أحد أقاربه كشف أن سبب التأخر العقلي للطفل، جاء بعد تلقيه ضربة على رأسه من خاله، وما زالت آثار الضربة ظاهرة على رأسه، تسببت في خلل في النطق .
و ذكرت أن حالة هذا الطفل جاءت ضحية الجهل في المنطقة، بسوء معاملة أبناء منطقته له، لافتة أنهم ساعدوا على تأخر صحته العقلية، مضيفة أن الطفل يعلم القراءة والكتابة، ويعاني من تأخر في النطق// .