مرايا – لم تكن وفاة الفنان الشّاب هيثم أحمد زكي إلا إنذارًا يدقّ ناقوس الخطر، وإشارة تستدعي التنبّه وتنبيه الأشخاص من فئة الشّباب تحديدًا إلى التوقّف عن تناول العقاقير والمكمّلات الغذائية المرتبطة بالرّياضة وبناء العضلات.
فهوَس الشّباب الشّديد للحصول السّريع على جسم رياضيّ رشيق باتت ظاهرة بارزة بين الشّباب، دفعتهم إلى تناول بروتينات قد تكون غير صالحة للاستخدام، ودون معرفة مصدرها وما تحتويه من مكوّنات.
للمكمّلات الغذائيّة أنواع عديدة
هناك أنواع عدّة من المكمّلات الغذائيّة تتنوّع مخاطرها، حسبما تشير اختصاصيّة التغذية فوزية جراد، وبتفصيل أكثر، هناك بروتينات على شكل مسحوق تعمل على زيادة الوزن، لاحتوائها على نسبة عالية من الكربوهيدرات والسّكّر. وهناك نوع آخر يحتوي على نسبة متوسّطة من الكربوهيدرات والبروتين، مثل البروتينات المعقّدة.
أما النوع الثالث فيحتوي على نسبة عالية جدًا من البروتين، مثل مصل اللبن الذي تتوافر فيه الكميّة الكافية من البروتينات والكربوهيدرات والفيتامينات مع جدول غذائيّ، إذْ إنّه بدون تلك المكمّلات لا يمكن الحصول على هذه العناصر بشكل كافٍ من الوجبات الغذائية، كما يجب للاعب كمال الأجسام والقوّة البدنيّة، أنْ تتوافر له الكميّة الكافية من التغذية البروتينية، يجدها غالبًا في تلك المكمّلات.
فيما نوع آخر من البروتينات يكون على شكل كبسولات مثل “الأحماض الأمينية”، والاعتقاد السّائد عند ممارسي رياضة كمال الأجسام، أنّ هذا النوع من البروتينات يؤثّر في الجسم، لأنّه يتكوّن من 32 حامضًا أمينيًا، وهي ضرورية لبناء العضلات بطريقة صحيّة، كما تؤخذ هذه البروتينات من مصل اللبن أو الجبن، خصوصًا أنّ العديد من هذه الأحماض الأمينيّة لا يمكن صنعها في جسم الإنسان، ولهذا يتمّ اللجوء إلى استعمالها عن طريق المكمّلات الغذائيّة.
التداعيات المرضيّة للمكملات الغذائية
لا بدّ من التنويه إلى الفروقات بين البروتينات والمنشّطات الهرمونيّة، ونسبة الضّرر بينهما؛ فالبروتينات المستعملة في بناء الأجسام، وفق جراد، هي منتجات تحتوي على تركيز عالٍ من منتجات الأحماض الأمينية اللازمة لبناء العضلات وتعويض الخلايا العضلية التالفة. أمّا الهرمونات التي يستعملها الرّياضيون وتنتمي إلى مجموعة السترويد، تزيد النشاط وتسرّع نموّ العضلات بشكل غير طبيعيّ، فتؤثّر سلبًا على ضغط الدّم، والقلب، وبقيّة أجهزة الجسم. ولكنْ يظهر أنّ الإفراط في استعمال البروتينات يزيد العبء على الكلى والكبد مع زيادة ناتج تبادل البروتينات، وتناولها بكميّات مدروسة لا يضرّ، أمّا الهرمونات فهي ضارّة بأيّ نسبة كانت.
أمراض تسبّبها الهرمونات
ارتفاع ضغط الدّم، واختلال نسبة السّكّر فيه، وزيادة احتمال الإصابة بالالتهابات الجرثومية وانخفاض المناعة، والإصابة بهشاشة العظام، والاضطرابات النفسيّة والعدوانيّة، والنموّ غير الطبيعيّ للثدي عند الرجل مع ضمور البروستاتا، وزيادة إمكانية التمزّق العضليّ، هي أكثر الأمراض التي يسبّبها تناول الهرمونات، كما وضّحت جراد.
وعن المكمّلات الغذائيّة الخاصّة التي تستخدم قبل التمرين، وبعد التمرين، وبعض أنواع المكمّلات مثل “الكرياتين”، نصحت جراد بالتوقّف عنها خلال 6 أسابيع أو أسبوعين على الأقلّ، لأنّ الإكثار منها يسبّب بعض الأضرار في الجسم.
بدائل صحية وأكثر ضمانًا
على الشّباب الاستعانة بالغذاء الصحيّ المتوازن عوضًا عن هذه المكمّلات، وممارسة الرّياضة بشكل عاديّ، ستؤدّي إلى نموّ العضلات دون الحاجة إلى استعمال البروتينات أو الهرمونات، هذه أولى نصائح الاختصاصيّة جراد.
وإذا كان لا بدّ من ممارسة كمال الأجسام، فليكن تحت إشراف رياضيّ طبيّ غذائيّ متخصّص، خصوصًا أنّ الخدع التي تستخدمها الصّالات الرّياضيّة ومن ضمنها المكمّلات الغذائيّة الرياضيّة، أوهمت الرياضيين بهدف الحصول على نتيجة سريعة وفعّالة تحقّق لهم الشّكل الذي يحلمون به. ولكنّهم في الواقع هؤلاء هم ضحايا أوهام كاذبة، لا سيما أنْ بيعها يحقّق منفعة مادية للشّركات التي تبيعها مقابل خسائر في الأرواح البشريّة.