لن تُصّدقوا سبب انفصال زوجين في ثاني يوم من زواجهما ! تبدأ القصة : حجز الزوج غرفة في أحد الفنادق أو الشقق المفروشة (لا فرق) لقضاء بعض الأيام وأثناء المعاشرة الحميمية إذا بالزوج يشتم رائحة كريهة جدًا وإذا به مُستاءً ( مُتقرفاً ) لدرجة لم يستطع إكمال المُعاشرة ! .
وقال في نفسه لعلي أُمهلها وألتمس لها العذر ربما يتبدل الحال ! وبعد مضي ساعات وأثناء استئناف المعاشرة مُجددًا وإذ بالرائحة تعج وتُزكم أنفه واشتاط الزوج غضبًا ولم يستطع هذه المرة البدء بالمعاشرة وقفز من السرير هربًا من الرائحة !؟ ولسان حاله : “هذا في شهر العسل فكيف سيكون الحال في الأيام التالية ” !؟ .
لاحظت الزوجة امتعاض زوجها وتأففه واشمئزازه منها وأيقنت أنه لا يرغب بها وهي أيضًا بادلته ذات الشعور من دون أن تُفصح عن ذلك !؟ احتدم الخلاف بينهما وتطلقا دون أن يُخبرها عن السبب وذهبت الزوجة لبيت أهلها وهي أيضاً غير راغبة به ! وإذا بالزوج يترجل إلى الغرفة استعداداً لإخلائها فاستلقى يفترش السرير متأملاً يجر ذيول الخيبة كيف حصل الطلاق بهذه السرعة وإذ به يشتم ذات الرائحة الكريهة واكتشف مذهولًا مصدومًا بأن إحدى ” الوسادات” هي مصدر الرائحة الكريهة ! وندم أشد الندم على فعلته وتسرعه باتخاذ قرار الطلاق المُجحف وبأنه ظلم زوجته وأساء لها ظنًا أنها مصدر الرائحة ! .
فقرر الزوج تصحيح خطأه وتواصل مع طليقته موضحًا لها ما حصل من لبس وسوء الظن وتأسف لها ورجعا إلى حيث عش الزوجية ..
مهلاً القصة لم تنته بعد فثمة مُفارقة عجيبة غريبة وهي أن الزوجة هي الأُخرى كانت تظن بأن الرائحة الكريهة مصدرها زوجها وكانت أيضًا تنوي في قرارة نفسها الانفصال منه !؟ .
آثرت سرد القصة لمًا تحويه من دلالات وعبر يتعين أخذها بالاعتبار فالكثير يتعجلون في حكمهم على الآخر ويتخذون قرارات ظالمة ومُجحفة وربما مُهينة وسرعان ما يندمون عليها وأحيانًا لا يكتشفونها إلا بعد فوات الأوان وربما لا تكتشف بالمطلق ! من هنا تكمن أهمية المكاشفة والمصارحة بين الزوجية وإن بدت مُخجلة أو مُحرجة تلافياً للشك أو اللبس وتداعياته.
مقال للكاتب السعودي: علي الزامل