مرايا –

أثار لقاء تلفزيوني مع إحدى السيدات على قناة فضائية أردنية جدلاً كبيراً بين أوساط الشارع الأردني، خصوصاً العاملين في القطاع الزراعي.

السيدة صرحت خلال اللقاء أن جدها كان أول من أدخل زراعة البندورة إلى الأردن، زاعمة أن هذه الزراعة لم تكن موجودة في المملكة قبل عام 1948، وحتى في العاصمة عمان.

هذه التصريحات أثارت موجة من الغضب بين المواطنين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض مسيئة للتاريخ الزراعي الأردني.

وانتشرت التعليقات الساخرة من هذه التصريحات بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما رأى آخرون أن هذه المزاعم تهدف إلى “طمس الهوية الأردنية” وتجاهل التاريخ العريق للأردن في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة، والذي يمتد لآلاف السنين عبر الحضارات المتعاقبة التي استوطنت الأرض الأردنية.

ووجه العديد من النشطاء انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام التي تتيح المجال لمثل هذه التصريحات دون التحقق منها، مطالبينها بتحمل مسؤوليتها في حماية التاريخ الأردني من أي محاولات لتشويهه أو العبث به. ناشطون آخرون ركزوا على تسليط الضوء على تاريخ الزراعة العريق في الأردن، الذي كان محور تطور وقوة للحضارات التي قامت على أرضه.

وأشاروا إلى إبداعات الحضارات الأردنية القديمة، مثل الدولة المؤابية والدولة العمونية وحضارة الأنباط، التي اشتهرت بابتكار وسائل زراعية متطورة تتناسب مع طبيعة الأراضي الجبلية والتلال.

وأوضحوا أن الأنباط كانوا من رواد الزراعة في الصحراء، ونجحوا في توسيع رقعة زراعاتهم لتصبح مملكة الأنباط واحدة من أكبر منتجي القمح والشعير والحبوب في المنطقة.

بالإضافة إلى ذلك، برعوا في زراعة الزيتون وغيره من المحاصيل الأساسية، حيث ساهمت منتجاتهم الزراعية في إطعام شعوب الشرق القديم منذ القرن الثاني قبل الميلاد.

وعبّر البعض عن قلقهم من أن مثل هذه التصريحات تمثل إساءة واضحة للقطاع الزراعي الأردني، الذي يُعد أحد الأعمدة الأساسية في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات الريفية في الأردن.

وشددوا على أهمية المحافظة على الإرث الزراعي الأردني، الذي يمتد عبر التاريخ كجزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

ودعا نشطاء وسائل الإعلام الأردنية إلى تحمل مسؤوليتها في مواجهة مثل هذه التصريحات والتصدي لمحاولات العبث بتاريخ الأردن، مشددين على أهمية التوعية بتاريخ الأردن الزراعي والاحتفاء بإرثه الحضاري الذي كان مصدر إلهام لشعوب المنطقة والعالم.