المغرب والسعودية لرعاية الاقصى والمقدسات
تهديدات امريكية وتسريبات للضغط على الاردن رغم نجاح زيارة الملك
الظروف الخارجية تمنح الحكومة فترة اضافية
عناد الرئيس وتهديداته تؤرقان صانع القرار
وزيرة الطاقة اكبر الضاغطين على الحكومة

مرايا – عمر كلاب – لم تفرج زيارة الملك الاخيرة الى الولايات المتحدة عن كل اسرارها , فما زالت الزيارة تعتمد في التحليل على لغة الجسد التي كشفت حجم النجاح في اختراق الحزب الديمقراطي والكونجرس الامريكي في تركيبته الجديدة والتي كان ختامها لقاء اكثر من ناجح مع رئيسة الكونجرس بيلوسي , وكشفت التصريحات التي صدرت عن اعضاء الكونجرس بأن الملك حقق المطلوب من زيارته , تحديدا في جانبي استمرار الدعم الامريكي للاقتصاد الاردني وثانيهما تعطل السعار حيال تنفيذ صفقة القرن وفق البروفايل الترامبي .
واعتمادا على لغة الجسد ايضا , فإن لقاء الملك مع نائب الرئيس الامريكي بينيس كان جافا نسبيا , ربما بحكم تركيبة بينيس الجامدة , لكن الثابت ان اللقاء على المستوى السياسي شهد خلافات جذرية , فالنائب ليس منحازا الى الكيان الصهيوني , بل هو ابن الكيان نفسه وينتمي اليه بكل جوارحه , مثل غرينبلات وكوشنير , فلغة الجسد الخارجة من اللقاء تؤكد بأن اللقاء كان جافا ولم تحصل فيه اي تقاربات من اي نوع , رغم طرح فريق صفقة القرن ثنائية السيادة والرعاية , وتلويحات صهيونية بأن الرعاية لن تكون للاردن والهاشميين , وسط تسريبات بأنها ستؤول الى المغرب والسعودية فالاولى رئيس للجنة القدس والثانية تبحث عن بسط نفوذها على كل الاماكن الدينية .
التلويحات والتسريبات الامريكية , جاءت في باب الضغط على الاردن وكاشفة لحجم التباين في الرأي بين ادارة ترامب وفريق صفقة القرن من جهة والموقف الاردني الصلب الذي يقوده الملك حيال رفض صفقة القرن والتصدي لها مهما كانت التكلفة السياسية والاقتصادية , طبعا وفقا لعناصر القوة الاردنية , التي تعتمد اساسا على الموقف الفلسطيني الصلب الرافض للصفقة وقناعة الشقيق الفلسطيني بأن الرعاية الاردنية والهاشمية على القدس والمقدسات قناعة راسخة وغير قابلة للتفاوض او المساومة .
ما يجري خارجيا بالضرورة له ارتداد داخلي , وهذا ربما احد اسباب قلب المزاج حيال حكومة الرزاز التي باتت اقرب الى التعديل بدل الرحيل الذي علت احتمالاته , لانهاء بعض الملفات السياسية والاقتصادية قبل ان ترحل مع نهاية عمر البرلمان الحالي , الذي شهد ثباتا في تركيبته رغم ان التسريبات كانت تقول بأن الاعيان في تركيبته الحالية لن يستمر وان قانون الانتخاب الجديد سيفضي الى حل المجلس والحكومة مبكرا , لكن الظروف الاقليمية أخرّت كل هذه الملفات وهذا اطال عمر حكومة الرزاز الذي يبدو انه لم يتعلم من الاخطاء والخطايا .
المصادر تؤكد بأن اجتماعا ساخنا جرى في احدى المؤسسات السيادية جرت فيه مناقشة قضايا المتعطلين عن العمل ودلالة هذا السلوك الشعبي ومخاطر انتشاره تحديدا على اسوار الديوان الملكي , وتم في هذا اللقاء تقديم قراءة عميقة للحالة فاجأت حتى المتخصصين من الحكومة , لكنها لم تجد طريقها حتى اللحظة في اجراءات الحكومة وردود فعل الرئيس الذي بات نزقا واكثر نرجسية في التعامل مع الحلول القادمة من خارج البيت الحكومي الممزق من الداخل وليس مؤكدا بأن التعديل قادر على توحيد صفوفه في ظل تعنت الرئيس حيال الامساك ببعض الاسماء واصراره على خروج اسماء فاعلة لخلافات معها مباشرة او مع الوزراء المحسوبين على الرئيس وتحديدا وزيرة الطاقة التي باتت اكثر الوزراء ايذاء للحكومة .
الفريق الوزاري شهد تشنجات في الاجتماع الاخير بعد غضب نائب الرئيس ووزيرة السياحة من العرض الذي قدمه رئيس ديوان الخدمة المدنية مما يعزز الثقة بأن الرئيس ما زال ممسكا على فريقه الخاص في الوزارة وخارجها وهذا ربما يدفع صاحب القرار الى التضحية بالحكومة رغم احاديث قوية عن التعديل .الانباط