مرايا – نشر السفير الصيني في الأردن ” بان ويفانغ” الاثنين ، مقالا حمل عنوان : ( الجهود الموحدة والانتصار الحتمي على الوباء) ، وتحدث فيه عن الجهود التي تبذلها بلاده لمكافحة فايروس كورونا المستجد.
وفيما يلي النص الكامل لمقال السفير بان ويفانغ :
تخوض الصين حكومة وشعبا معركة حاسمة ومثمرة ضد تفشي الالتهاب الرئوي من الفيروس الكورونا (COVID-19). تحقق جهودنا النتائج الايجابية. دعني أعطيكم بعض البيانات، في الوقت الحالي، حققنا تخفيض عدد حالات الإصابة المؤكدة في مقاطعات أخرى في الصين باستثناء هوبى بـ “13 قطرة متتالية” على الأساس اليومي. لقد تم مغادرة أكثر من 10 آلاف شخص من المستشفيات بعد تعافيهم، ويزداد معدل الشفاء كل يوم، وهناك انخفاض ملحوظ لعدد حالات الإصابة المؤكدة في مقاطعة هوبي أيضًا. بالإضافة، أريد أن أؤكد أن معدل الوفيات في الصين، والذي يبلغ 2.1٪ ، منخفض للغاية. هذا هو أقل بكثير من الإيبولا (40.4 ٪) ، السارس (10 ٪) ، وفيروس MERS (34.4 ٪). في الولايات المتحدة ، أصيب أكثر من 19 مليون شخص بالأنفلونزا حتى الآن هذا الموسم الشتوي وتعدى عدد الوفيات عشرة آلاف. هذا أكثر خطورة من الإصابة بفيروس كورونا. حاليا في الصين، حسب الاحصاءات اليومية، سيخضع الوباء للسيطرة قريبا. إن الصين تحرز الفعالية الايجابية في أعمال الوقاية والسيطرة على الوباء في فترة قصيرة من الزمن، الأمر ينتسب بشكل كامل إلى الاهتمام العالي ورد الفعل السريع من قبل الحكومة الصينية، والى المزايا المؤسسية المتمثلة في تركيز القوي الوطنية للقيام بأمور كبرى، والى توحد الشعب الصيني قوة وروحيًا، والى الأساس المادي والتقني القوي.
منذ اندلاع المرض، اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من تدابير الوقاية والسيطرة الحاسمة والصارمة بمختلف الوزايا. كانت السيد تيدروس أمين عام منظمة الصحة العالمية يشيد التدابير الصينية بـ “سرعة وكثافة وتغطية استجابة الصين غير مسبوقة في العالم”. الأول، بذل كل جهد ممكن للفوز في معركة الدفاع عن هوبى ووهان. يإخراج وارشاد رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ، مؤكدًا على الأهمية القصوى التي توليها اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لحياة الناس وصحتهم، عقدت المجموعة القيادية المركزية المعنية عدة اجتماعات لتطوير خطط مكافحة الوباء. قدمت المجموعة التوجيهية المركزية الى ووهان وغيرها من الأماكن لتوجيه العمل على أرض الواقع. كثفت الجهات المعنية التنسيق لضمان الاستجابة المشتركة السريعة لجميع القضايا الملحة واتخاذ خطوات حاسمة لوقف انتشار الوباء. بذل كل من مقاطعة هوبي ومدينة ووهان قصارى جهدهما لايواء كل المحتاجين في المستشفيات ولا يفوت أحدهما، وتم إجراء تحقيقات على نحو شامل للتأكد من أن المرضى المصابين ينتقلون للعلاج الجماعي، وتم رصد المرضى المشتبه بهم في العزلة. والثاني، حشد القوى الوطنية لدعم هوبى. لقد أنشأنا أنظمة الدعم النظير في 19 مقاطعة أخرى لدعم 19 مدن في مقاطعة هوبى، وحشدنا ما يقرب من 20 ألف مهني طبي من جميع أنحاء البلاد والجيش العسكري إلى مقاطعة هوبى لمساعدة ووهان وهوبى في وقت قصير، وجمعنا بشكل موحد عدد كبير من الكمامات والملابس الواقية والإمدادات الطبية الأخرى لدعم هوبى، أنشأنا مستشفيين ضخمين ذي أكثر من 2600 سرير مريض وبدأ مباشرة عمله في غضون 10 أيام فقط. تتجاوز العديد من الإجراءات الصينية متطلبات اللوائح الصحية الدولية. بكل هذه ردود الفعل السريعة لا تحافظ سلامة حياة في الصين وصحة الشعب الصيني فحسب، بل سلامة شعوب العالم بأسره. تبذل الصين قصارى جهدها لحماية الصحة العامة العالمية.
ترتبط بلدان العالم بعضها البعص بشكل أوثق وتتشابك مصالح الدول. لمعركة مكافحة الوباء ميدانها الرئيسي في الصين ولكن نتائج المعركة تتعلق بمصير كفة الدول. تعمل الصين بصورة منفتحة وشفافة ومسؤولة في تعاونها مع العالم. أولاً، لقد شاركت الصين مع منظمة الصحة العالمية ، والبلدان المعنية ، ومناطق هونغ كونغ وماكاو وتايوان في المعلومات المتعلقة بالوباء، بما في ذلك التسلسل الجيني للفيروس. بهذا حصلنا تقدير عالي من قبل منظمة الصحة العالمية والعديد من البلدان. أعرب الدكتور تيدروس، أمين عام منظمة الصحة العالمية، عن تقديره الكامل لجهود الوقاية والسيطرة الصينية، وأشاد بالمساهمة الهائلة التي قدمتها الصين نيابة عن العالم في مكافحة المرض. وقال إن الصين “تضع معيارًا جديدًا لمواجهة تفشي الوباء”، وان “دعم الوقاية والسيطرة في الصين يعني دعم الوقاية والسيطرة في كل العالم”، وإنه “بسبب الإجراءات التي اتخذتها الصين أصبحنا أكثر أمانًا”. ثانياً، تحمل الصين المسؤولية لاحتواء الانتشار المحتمل للفيروس في البلدان والمناطق الأخرى وقد عززت الإدارة والحقن للسفر إلى الخارج للمواطنين الصينيين. الى حد الآن، تحتل حالات الاصابة المؤكدة خارج الصين أقل من 1 ٪ من جميع حالات الاصابة. نجري أيضًا اتصالات وثيقة مع العديد من البلدان حول القضايا المتعلقة بالوقاية والسيطرة على المرض على المستوى الثنائي. ثالثا، أولت الصين أهمية كبيرة لسلامة الرعايا الأجانب في الصين وحاولت بذل قصارى جهدها للتغلب على الصعوبات التي يواجهونها من خلال اطلاعهم وأجهزة تمثيلية أجنبية دائمًا بوضع الوباء.
تلبيةً لطلب الجانب الأردني، وافق الجانب الصيني وساعد الجانب الاردني على ارسال الطائرة لإجلاء الطلبة والجلية الاردنية من الصين. حسبما أعلم، قدمت الصين 5 الاف كيتات الى الأردن في حالة النقص في المؤن. تلقى الطلاب والموظفون الأردنيون الآخرون المتواجدين في الصين عناية دقيقة من قبل الجامعات الصينية ومكاتب الشؤون الخارجية المحلية، وكل شيء في حالة جيدة.
في الحرب ضد الوباء ، تلقت الصين الدعم والمساعدة من المجتمع الدولي. أعرب أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام منظمة الصحة العالمية عن ثقتهما في قدرة الحكومة الصينية على التغلب على الوباء. لقد أعرب القادة لأكثر من 120 دولا والعديد من المنظمات الدولية عن دعمهم وتعاطفهم مع الصين. أتفق تمامًا مع الدكتور تيدروس، أمين عام منظمة الصحة العالمية ، الذي قال: “هذا هو الوقت للحقائق ، وليس الخوف. هذا هو وقت العلم ، وليس الشائعات. هذا هو وقت التضامن ، وليس وصمة العار”. ان الضرر المسبب من الكذب والهلع أشد من ضرر الفيروس نفسه. أعلنت منظمة الصحة العالمية انه ضد فرض القيود على السفر والتجارة مع الصين. من ناجية أخرى، سببت القيود والحظر على تبادلات الأفراد من قبل بعض الدول السلبيات الملموسة، رغم انها معقولة في نسبة ما، ولكن لا ينبغي الحظر على الناس الصحيين لدخول الحدود قطعيًا. ويجب ان نطبق نفس المبدأ على التجارة ايضا، حيث أثبتت آخر الأبحاث الطبية أن الفيروس لا يعيش على البضائع لأكثر من يومين، فلا يمكن انتقال الفيروس من خلال التجارة. نحث هذه الدول على العمل بما يتماشى مع توصيات منظمة الصحة العالمية وتوجيهاتها ووقف الإجراءات المذكورة لتجنب تعطيل التبادل الطبيعي للأفراد والتعاون التجاري في مختلف المجالات اللذان يجلبا المنفعة للجميع. أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للعقل والهدوء. هذا هو الوقت المناسب للنهج العلمي والاستجابة المنطقية. أتمنى أن يقف الناس من جميع أنحاء المجتمع في مواجهة هذا التحدي ويتحدوا معًا.
من الناحية الموضوعية، فان الفيروس المفاجئ قد جلب تأثيرات مختلفة للشركات فى بعض القطاعات واستهلاك الجمهور. لكن، تعتبر هذه التأثيرات مؤقتة ، والصين واثقة تمامًا وقادرة على التغلب على الفيروس وتعزيز تنمية الاقتصاد. في الفترة الأخيرة، أعرب البنك الدولي عن ثقته في الاقتصاد الصيني، وأشار إلى أن الحكومة الصينية قادرة تماما على الاستجابة للوباء، ويمكن أيضا تعويض عن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الوباء في الأجل الطويل. أكد مديرة عامة صندوق النقد الدولي غورغييفا أن الاقتصاد الصيني مستمر في إبراز متانته، وأن صندوق النقد الدولي واثق من ذلك. كدولة مستهلكة كبيرة، فان الصين لديها المجال الفسيح للتنمية المستمرة، ويمكن أن تحول الأزمة إلى الفرصة لتعزيز الانتعاش الاقتصادي السريع. لن يشهد اتجاه التنمية طويل الأجل للاقتصاد الصيني تغييرا.