مرايا – كتب : أ.د ماهر سليم
رئيس جامعة عمان العربية
إن القرارات والإجراءات الاستباقية للحكومة الأردنية في مواجهة وباء الكورونا تستحق التثمين والشكر والتقدير، حيث هدفت إلى حماية الصحة العامة وسلامة وصحة الوطن والمواطن، كما أن التنبه السريع والاستجابة المبكرة في مواجهة الوباء كان محط تقدير وافتخار واعتزاز المواطن الأردني، كما كان مصدر إعجاب وتقدير من وسائل الإعلام العالمية التي أشادت بآلية التعامل مع هذا الوباء المسعور.
وقد تدرجت الإجراءات بشكل متسلسل من التوعية والإرشاد إلى تعليق الدوام بالمؤسسات التعليمية وتبني التعليم عن بُعد، وتجهيز المستشفيات الخاصة للعزل والعلاج، وحشد الطاقم الطبي بكل مستوياته، وتخفيض أعداد الموظفين وإصدار تعليمات متعلقة بالسفر والحجر الصحي والعزل والإبعاد ومنع التجمعات البشرية والاهتمام بدور الرعاية، وتوجيه الدعم المالي والعيني للفقراء والمحتاجين وعمال المياومات، ودعم المزارعين، والإرادة الملكية بتفعيل قانون الدفاع بما يتواءم واحتياجات المرحلة والقرارات التي تتعلق بسلامة الاقتصاد الوطني، ودور البنك المركزي والبنوك التجارية بتوفير السيولة في الأسواق لإدامة العجلة الاقتصادية.
وقد سطر جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ملحمة جديدة من القيادة المتميزة التوجيه والإرشاد ومعايشة هموم الشعب، فكان إنساناً وأباً وقائداً، فكانت المتابعة الدقيقة من جلالته للإجراءات المنفذة والمتبعة، من الأسباب الرئيسة في ضمان إدارة ناجحة وموفقة حتى الآن للأزمة واحتواء آثارها، ولم يقتصر هذا الدور الملكي فقط على المشهد المحلي، بل امتد إلى الخارج وتمثل في المبادرة الملكية مع قادة الدول في العالم للتنسيق على مستوى دولي لتطويق خطر الفيروس.
ولأنه نهجي ملكي هاشمي فريد، كانت مبادرات ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني، حاضرة في المشاركة المباشرة في الجهود الوطنية لتقديم المساعدة للأهل في محافظة اربد العزيزة.
فالأردن قدم، والحمد لله، قيادة وحكومة وشعبا، أنموذجا في إدراة أزمة كورونا، جسدت التعاون والمشاركة وتعزيز الثقة والشفافية والالتزام من الجميع بدوره لضمان العبور والوصول إلى شط الامان، فحازت إدارة الحكومة برئاسة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وفريقه الوزاري، وتحديدا وزيري الصحة والاعلام على الثقة الشعبية ، وهذا يمثل تحولا في الاتجاه العام لدى المواطنين، وشكلا جديدا في العلاقة بين الحكومة والمواطن في قادم الأيام.
ولا بد أن نشير إلى الدور البارز والأساسي والفعال للأجهزة الأمنية كافة من جيش النشامى والأمن العام والدفاع المدني والدوائر الأمنية التي تعمل ليل نهار دون كلل أو ملل لتوفير الأمن والسلامة فلهم كل التحية والتقدير.
في المحصلة، توجب هذه الادارة الناجحة للأزمة، من الجميع أن يرتقوا لمستوى المسؤولية والحفاظ على ما تم إنجازه حتى ننتهي من هذه المرحلة، إلى غير رجعة.