مرايا – كتب : د.مهند القضاة (استاذ واستشاري جراحة الانف والاذن والحنجرة)
أين أولئك المتنمرين على اربد اليوم عندما استحلوا وصفها ب (واهان) الاْردن ، وتناسوا ان هذا الوباء لم يفرق بين مدينة وأخرى وشعب وآخر فهو وباء إنساني داهم البشرية سريعاً دون تحضير او استأذان .
لليوم الخامس لم تسجل اَي حالة جديدة في اربد و ألويتها رغم زيادة عدد المسحات العشوائية بين المواطنين ، وهي الان يجب ان تبقى معزولة عن باقي المحافظات كونها الأقرب للتعافي .
محاصرة الفيروس في اربد يصلح ان يكون درساً في علم الأوبئة ، حيث تم تتبع الحالات المخالطة لحدث وبائي ساخن ( عرس اربد) قادة استاذ أكاديمي ميداني و مجموعة متميزة من الكوادر الطبية المخلصة وساعد وجود مستشفى جامعي في تتبع الحالات الحرجة وأدخالها و متابعة الحالة السريرية لديهم دون تحمل خطورة النقل السريري والوبائي لهم لمستشفى مركزي في عمان .
الوضع الوبائي في عمان اصعب ، فعمان مدينة كبيرة يسكنها اكثر من اربع ملايين مواطن وتتداخل الأحياء والمناطق مع بعضها البعض على عكس ألوية وقرى محافظة اربد حيث تم فصل الأماكن الساخنة بسهولة نظراً لتباعد هذه المناطق وتشكيلها وحدة وبائية معزولة . في عمان لا يوجد حدث وبائي ساخن منفرد ( كعرس اربد) يسهل معه تحديد الحالات وتتبعها بل ان هنالك عدة بؤر اقل سخونة لكنها اكثر انتشاراً بين المواطنين وقد تحتاج جهداً اكبر لمتابعتهم واستقصاء الحالات المخالطة ومخالط المخالط.
منع التجول الكامل خلال اليومين القادمين سيكون فرصة يجب ان يُحسن استغلالها في عاصمتنا الحبيبة لتسهيل عمل الفرق الاستقصائية للتعامل مع كل البؤر الفاترة والمتعددة في عمان لعزلها وفحص المخالطين وأذا نجحنا سيكون الاسبوع القادم نذير خير على بداية الانتصار الاردني على هذا الوباء.