مرايا – تظل الأحداث المِفصليّة والمنعطفات القويّة نقاط سقوط المنافقين وتبقى الشدائد هي من تُفرز الرجال من أنصافهم ومن هنا تأتي ملامح التحوّل الحقيقية في النفوس التي لا تتهاون في تحقيق مصالحها دون أي التفات إلى مصالح الجماعة وهنا لا بدّ أن ندرك أهمية شواهد التاريخ التي تلخّص مُجريات الأحداث وكيفية التعامل معها وإذا تمحصنا تاريخنا الأردني أدركنا مدى شدّة التلاحُم الموجود بين أطياف المجتمع ومدى الرغبة الذاتية لدى الجميع بتبنّي زِمام المبادرة والقدرة على خوض التحديات من خلال توحيد الصُّفوف وتَمتين البناء الداخلي للمجتمع وتعزيز الثقة بمؤسسات الدولة الأردنية وهنا لا بد من التمحُّص العميق لمدى ثبات المؤسسات الرئيسية كلا على حدا لتتضح ملامح القوى الكليّة فثبات الجذور يعني صلابة الجذع والأغصان وقدرتها على إيصال النفع إلى الأوراق والثمار لتكتمل المعادلة التي تقطع الشك باليقين بأنّ ما بُني على الحق يبقى حق وما بُني على باطل فسيبقى باطلا.
إن أسلوب الهمز واللمز الذي انطلق من أصحاب النفوس الضعيفة ومتبنّي الأجندات السوداوية التي تشكك بقدرات المؤسسات الوطنية وضعفها في التعامل مع المستجدات أصبح يُشكل حالةٍ من العصف في النسيج المجتمعي خصوصًا الحديث عمّا يُسمى بانهيار القطاع الصحي وعدم قدرته على استيعاب الأعداد الكبيرة للإصابات بفيروس كورونا المستجد وهنا لا بد من الحديث حول التفرد الموجود لدينا بالقطاع الصحي والذي سندلل عليه بالنقاط التالية:
1- إن القطاع الصحي الأردني قائم على تناغم كبير بين القطاعين المدني والعسكري اضافة للقطاع الخاص فالدور التكاملي لكل من وزارة الصحة من جانب والخدمات الطبية الملكية والقطاع الخاص من جانب آخر قد جعل القطاع الصحي في صدارة دول العالم.
2- إن الأردن استقبل أكثر من 225 ألف سائح علاجي بقصد العلاج خلال العام 2019 وهذا يدل على أن الأردن قادر على التعامل مع هذا الرقم في أي عام آخر مما يعني بأن القطاع الصحي يمتلك القدرة على التعامل مع هذا الرقم إضافة إلى ما يتعامل معه من اعداد المرضى الإعتيادية.
3- إن الأردن كان في مقدمة دول العالم بإرسال المستشفيات الميدانية لمساعدة الاشقاء والاصدقاء حيث قدم هذه الخدمات الانسانية لأكثر من 30 دولة حول العالم كان آخرها لبنان وغزة وجنين ورام الله واربيل وافغانستان.
4- إن الخدمات الطبية الملكية قادره على استقبال أكثر من (6.5) مليون مريض سنوياً وإجراء أكثر من (30) مليون فحص مخبري وإجراء قرابة (140) ألف عملية جراحية.
5- إن وزارة الصحة تتعامل مع أكثر من (16) مليون مريض سنوياً ولديها القدرة على إجراء أكثر من (170) ألف عملية جراحية.
وهنا قد يطول الحديث وبِلُغة الأرقام عن الإنجازات والقدرات التي يمتلكها القطاع الصحي الأردني وما تم إجراؤه خلال جائحة كورونا سواء من إنشاء وتخصيص المستشفيات وتجهيز مناطق العزل وبفترة قياسية وإجراء أكثر من (1.4) مليون فحص لفيروس كورونا والتعامل مع قرابة (24) الف إصابة يعكس مدى القدرة والصلابة في جهازنا الصحي.
كما أن توجيهات جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كانت على الدوام تحث جميع المؤسسات الوطنية بقوّة لتقديم خدمة إنسانية حقيقية يلمس جدّيتها المواطن الأردني في كافة تفاصيل حياته كما أن جهود جلالة الملك واضحة في السعي دومًا لدعم الكفاءات الطبية وتأهيلها ورفدها بأحدث الأجهزة الطبية التي تمكن العاملين بالقطاع الصحي من تقديم خدمه احترافية ليصبح الأردن مَحَجًّا ومَقصدًا لطالبي الرعاية الصحية حول العالم كان آخرها ما بذله من جهود كبيرة في توفير عدد من أجهزة التنفس الصناعي رغم شُحّها عالميًا وتوجيه الحكومة بشكل مستمر إلى تسخير كل الإمكانيات المتاحة وتقديم كل ما يلزم للمواطنين.