كتب : د عبدالكريم الشطناوي.
جفت الصحف ورفعت الأقلام،وسادت شريعة الغاب إغلاق للمساجد ودور العبادة،
لا تسبيح ولا تعليم،بعد في الصلاة بعد في التعلم،كمامة للأنف والفم،لا نفس ولا كلمة.
إغلاق لا عمل ولا عمال،قطع للأرزاق،ضيق بعد يسر،حجر في البيت وهجر للأحبة،لا سلام ولا كلام،لا صلة رحم ولا وداع للميت.
الحياة في حالة شلل تام شلت العالم أجمع،وصارت حياة الناس شعارها بعد ببعد.
بس ارفع ايدك،سلم سلام أحباب،بس إرفع إيدك.
والسبب ماذا؟
جائحة كورونا! وباء خبيث،
مضى عليه سنة عجفاء وما زال العالم يقف حائرا في أمره:
* أهو حرب جرثومية؟كما قال أوباما: منذ الآن وبعد خمس او عشر سنوات علينا توقع وباء عالمي مميت أثناء
رئاسته لأمريكا،وفعلا يأتي الوباء ضمن تلك المدة التي حددها،اهي صدفة أم ماذا ؟
وها هو بايدون من نفس حزبه يكمل المشوار،يقول: سيظل الناس يمرضون ويموتون من كورونا حتى العام المقبل وسأخبركم بالحقيقة،وبوضوح أقولها ان الأيام السوداء والصعبة في مواجهة كورونا امامنا وليست خلفنا نحتاج لنستعد فالقادم أسوء بكثير.
* ام هو غضب رباني؟
(وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال).
تفسيرات عديدة لها تناولها بعضهم من بعد ديني وبعض من بعد سياسي.
والمحصلة آراء متضاربة حول حقيقته،والعلماء من مدارس شرقية وغربية كأنهم في حرب باردة،وفي تنافس يتبارون وفق ما تملي
عليهم نظرياتهم في إيجاد علاج له،مما جعل الشكوك تحوم حوله وحول مطاعيمه
وتضاربت الآراء حوله:
أهو مؤامرة؟ أهو فايروس مصنع أم طبيعي؟
فمنذ الإعلان عنه،ومنذ بداياته تبادل في الإتهامات بين الصين وأمريكا،بداياته في الصين وقد عم صيته وأثره في العالم،وها هو وضعه في الصين التزم الهدوء وأخباره قلت.
تعدد التفسيرات والنصائح لتجنبه فقد طالت كل شيئ حولنا حتى وصلت إلى مفتاح الباب.
ياااه ماذا يجري في الألفية الثالثة؟
أنشهد ولادة عالم موحش متوحش،بلا قيم ولا مثل عليا،فلا أنيس ولا استئناس،
لا أمن ولا أمان،لا عدالة بين
الناس،لا حفظ حقوق للإنسان
السمك الكبير يأكل الصغير،
القوي يتحكم بالضعيف،
الكاذب مقبول والصادق مرفوض،المنافق معزوز والحر ممجوج،الخائن يرقى والوطني يشقى.
فقر يغزو،جهل يعم،مرض ينتشر،جوع وحرمان ووباء،
آلام وأتعاب،لا راحة نفسية ولا بدنية.
وخلا الميدان لحديدوان، ومن هو إحديدوان؟
طغمة ضالة سادت وحكمت العالم،تسيره بأفكارسوداوية
وشرائع وضعية تتغنى بحقوق الإنسان،والمساواة بين الرجل والمرأة،وتمكين المرأة بوثيقة سيداو،وهي بعيدة كل البعد عن الخلق القويم تحركها غرائز بوهيمية لا تعي ولا تعقل.
طغمةفرضت نفسها تتحكم بمصير الشعوب،نهبت الأرض
واستباحت العرض،تحكمت بالمقدرات،وقيدت الحريات.
ماذا دهى هذا العالم وأي كارثة حلت به،بعد حروب طوال دمرت دولا وقتلت وشردت شعوبا،وها هي كورونا لواحة للبشر عليها تسعة عشر،تكمل المشوار، تنغص عليه طعم الحياة وتحرمه من طيبات ما رزقه الله تعالى؟
ماذا أصابه ليستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟
وأي ملة وعقيدة أبعدته عن رسالات الهداية والنور التي بعثها الله له لينير له الدرب وينعم بنعيم الحياة؟
من أين جاءت هذه الطغمة ومن يقف وراءها؟؟
وكأني أرى أن الصهيونية العالمية قد تسيدت ومدت أذرعها من مافيا ومواخير وماسونية،وانتشار أنديتها بمسميات عديدة،قد عملت على إفساد العالم وإشاعة أفكار براقة،ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
تروج وتسوق نفسها على أنها منظمة عالمية أخوية وتدعي بأنها تقوم على المحبة وبأن أفرادها يتشاركون في آراء وأفكار وعقائد واحدة فيما يخص الميتافيزيقا وتفسير الكون والحياة.
لكنها في الواقع مشكوك بأمرها،يلفها غموض وسرية تامة بشعائرها وبما تستخدمه من أساليب،
تعتمد المال والنساء للعمل على نشر مبادئها وأفكارها،
للإستحواذ على صنع القرار في كل بقاع العالم،مماجعلها
في محط الأنظار ومحورا للتساؤلات حول حقيقتها وحقيقة أهدافها،وأقل ما يقال عنها بأنها ظاهرها رحمة وباطنها عذاب.
يا ترى هل:
اقتربت الساعة وحانت ساعة الرحيل؟فالناس في حيرة من أمرهم،إقامة
جبرية في بيوتهم،فلا طعامهم له مذاق،ولا نومهم به راحة،والخوف يلفهم من كل حدب وصوب،حديثهم رجاء برجاء لرب العباد بأن يخلصهم مما هم فيه من فقدان الأمن والأمان.
أم هي آية من آيات الله تعالى:
(وإذا أردنا أن ندمر قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدمير)صدق الله العظيم.
وبرأيي المتواضع ومن خلال حدسي فإنني أرى أن كورونا إن هي إلا بمثابة الأكمة،وها نحن نجني ثمار دمار ما وراءها.
وأستغفر الله العظيم وبه نستعين من الظالمين.