مرايا – بهدوء – عمر كلاب
بعد ان قدمنا – انا وكثيرين – وجهة نظرنا في اللجنة والية تشكيلها وتكوينها, بات لزاما ان نقدم لها بعض الاقتراحات بعد ان سأمنا جميعا فكرة الوعظ والنصائح والارشاد, من اجل توضيح صورة اللجنة في محاولة لرفع منسوب الثقة فيها, فهي تضم دون شك اسماء مقدرة في مجال الاصلاح وثمة فكر تنويري لدى مجموعة داخلها, بعد ان ساد الانطباع بأن تشكيلتها جاءت عجولة ولم تأخذ الجهة التي شكلتها وقتها فى التقييم والتقويم والتحرى والانتقاء.
الاقتراح الاول: بعد الانتهاء من تلقي التهاني والتبريكات وقبل الاسترخاء على مقاعدكم في اللجنة وقبل الظهور فى الإعلام اظن ان واجب كل عضو أن يجيب عن عدة أسئلة من قبيل: أين كان, وإلى اين سنصل, ومتى وكيف وبأى تكلفة نصل, والأهم لماذا جاء الى هذه اللجنة وما هو المأمول والمطلوب من وجوده فيها.
الاقتراح الثاني: الانتقال من موقع وموقف الى موقع وموقف يقتضى أن يكون لدى العضو رؤية بشأن ما الذى ينبغى ألا نفعله وما الذى يمكن لنا فعله، هذه الرؤية حتى وإن لم تكن متكاملة تماماً لكنها لا بد أن تكون فى عقل العضو قبل أن يجد نفسه على مقعده اسيرا ومقيداً بأراء قبلية او منتجات جاهزة ومشغولة مطلوب منه المصادقة عليها, لذلك واجب العضو ان يقدم لنا رؤيته ورأيه في الاصلاح المنشود, وقد وفرت وسائل التواصل والحوائط الافتراضية منبرا ليعرض كل عضو رأيه ورؤيته لنستطيع قياس مدى مطابقة او مقاربة ما يفكر فيه وما سيخرج عن اللجنة, وحتى لا يخرج علينا غدا مستقيلون او ابطالا وهميون, بعضهم فعل ذلك وبعضهم انقلب على ذلك- اي الافصاح -, لذلك وجب التقديم القبلي.
نعلم ان العضو لا يضع الرؤية بمفرده؟ ولا يحمل اي عضو سلاحا لبسط رأيه او قوة استثنائية لذلك, فلا بد للرؤية السياسية أن تكون معلنة, فنحن امام اسماء كثيرة مجهولة بالنسبة لجمهور الشارع بل وللمراقبين, وهناك مواقف مسبقة لكثير من اعضاء اللجنة معاكسة واحيانا معادية لما ذهبت اليه تكليفات اللجنة ومضامينها الاصلاحية, ومن حقنا ان نعرف اسباب التغير ان حصل او وجاهة الثبات على الرأي مع الاحتفاظ بعضوية لجنة تحمل افكارا واهدافا معاكسة.
الاقتراح الثالث: عدم الخشية من النقد حتى لو كان غير بناء ومن التجريح حتى لو طال أخص خصوصياته، فقد تصدق ببعض من عرضه للصالح العام كما يقول الفقه السياسي لمن يقبل ان يكون في الموقع العام وهم قبلوا بذلك, فالاردنيون وان حملوا في هذه الاوقات مزاجا سيئا الا انهم ينحازون في نهاية الامر الى وجدانهم وعقولهم في تكوين رأيهم العام, وهم أذكى من أن ينجرفوا وراء محاولات التشويه والاغتيال المعنوى، وصاحب الرؤية المتكاملة والفكر الناضج والقدرة على التواصل سينجح أياً ما كانت العقبات فى طريقه، والاهم عليهم ألا يعطوا شرعية مفتعلة لصحفيين وإعلاميين يريدون جرهم إلى مساحة النكاية السياسية؛ فلا بد من انتقاء من يرد عليهم ومن لا يستحقون عناء الرد، ولا بد أن يفرق العضو بين النقد البناء ويتجاوب معه والاغتيال المعنوى وألا يعطيه وزناً.
هذه اقتراحات أولية لسبر اغوار اللجنة ومحاولة فهم اراء اصحابها المنوط بهم رسم المستقبل وأقل واجب عليهم الافصاح عما بداخلهم وعن رؤيتهم ورأيهم في القادم, سائلين الله لهم النجاح وهزيمة الشعور العام الذي يميل الى الاحباط والتشاؤم المبرر, فأنا انحاز في النهاية الى مقولة كارل ماركس ” أما وقد وقع الأمر فليُدعم “.
omarkallab@yahoo.com