بقلم الباحث الاجتماعي محمد القطّاوي
نلاحظ أن هنالك علاقة طردية تربط ما بين مفهوم التماسك الاجتماعي وسبل تحقيقه وتطويره وبين دور الشباب الأردني ضمن عملية تمكين حقيقية تؤدي بهم لخلق حالة من المشاركة الاجتماعية تؤول الى تحسين مستوى حياتهم ومهاراتهم وقدراتهم في المجتمع المحلي.
فالتماسك الاجتماعي بمفهومه الأساسي يشير الى حالة من التضامن والتكاتف الذي يربط أفراد المجتمع ببعضهم البعض، وهذا التضامن والترابط يخلق آليات تشاركية من شأنها المساهمة في رفع وتحسين جودة ونوعية الخدمات المقدمة للشباب وفي حالة بناء الثقة التي تربط علاقة العنصر الشبابي مع باقي أفراد ومؤسسات المجتمع نحو بيئة حاضنة ونسيج اجتماعي متين ومتكامل.
من المهم أن نعي جميعا بأن التماسك الاجتماعي ليس نقطة نهاية ثابتة بل هو حالة ديناميكية متطورة تتغير بتغير الأحداث والعلاقات والمواقف، وغالبا ما يكون من الضروري العمل والسعي لتطوير وتقديم المشاريع والبرامج الشبابية التي تحدث أثرا ايجابيا واضحا للعنصر الشبابي والتي تدفع أيضا تجاه تحقيق هذا التماسك بمستوياته المتقدمة.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر هنالك عدد من البرامج التي أحدث نقلة نوعية في مستوى العمل الشبابي وأثره على المجتمع المحلي من ضمنها برنامج شباب واعي الذي أطلقته مديرية الأمن العام بالشراكة مع شركة سايرن-الأردن بحيث يسهم هذا البرنامج بشكل مباشر في عملية تعزيز ورفع مستوى الوعي الأمني لدى الشباب الأردني بحيث يكون هذا العنصر بدوره رديفا وذراعا فاعلا لرجل الأمن وذلك لمحاولة التصدي ومواجهة الجريمة قبل وقوعها واشراك العنصر الشبابي في معالجة ومواجهة التحديات والتصعوبات التي تواجه أفراد المجتمع المحلي، فمثل هذا العمل يعزز وينمي الهوية الجامعة التي من شأنها إعلاء قيمة العمل الجماعي والتشاركي لرفعة وتقدم المجتمع الأردني مع التركيز على القيم والقواسم المشتركة التي تربط وتجمع ما بين أفراد المجتمع نحو تحقيق هذا التماسك.
يؤكد هذا المقال ما جاء به أحد رواد علم الاجتماع ابن خلدون حيث قال” إن المجتمع وعمرانه لا يمكن أن يظهرا الى الوجود من خلال تفرق جهود الأفراد وتبعثرها، فالانسان الذي يدرك بفطرته سبل عيشه، يدرك كذلك ضرورة تعاونه وتماسكه مع الجماعة”.