بهدوء- عمر كلاب
حتى بمعايير ومرجعيات تيار الاعتدال, فإن المقاومة مشروعة اذا استهدفت المستوطنين وجيش الاحتلال, كما تقول قرارات الامم المتحدة وهيئتها العمومية, فالشرعية الدولية كما يحلو لوزراء الخارجية العربية تسميتها, اجازت ما يفعله المقاومون, فلماذا نكيل بمكيالين, ثم نتهم العالم بانه يمارس ضدنا هذا السلوك ونحن نمارسه ضد انفسنا؟ هذا مع تجاوزنا عن مقارنة ارهاب «دولة”, بردة فعل شاب وهنا اتحدث بالمعيار الدولي والشرعية الدولية, التي لم تحقق لنا اي ملمح عدالة حتى ولو ورقي.
حين استطال شباب فلسطين الى عنان المواجهة, ورفعوا من منسوب توازن الرعب, رأينا الاستجابة العربية للرعب اكثر من استجابتها لكل مشاريع التنمية والحداثة, بل اكثر ادانة من الكيان الغاصب, الذي يفترس لحمنا ودمنا في فلسطين كل دقيقة, ناهيك عن استئساده على حدود دول الطوق الممانعة والمهادنة, على حد سواء, فهل تزعج استطالة الشباب الفلسطيني على كيان الاحتلال الفاشي العواصم؟ ام تفسد لحظتها الرومانسية في احضان المجتمع الدولي وحساباتها الصغيرة قُطريا وحتى حاراتيا.
من يقرأ اللحظة العربية بعد كل عملية مقاومة, ويقرأ اللحظة الكونية تحديدا في الدول الصديقة سواء من يحكمها الخليفة العادل او المارق الفاجر حسب التصنيف المتآخون, يشعر ان العملية حدثت داخل عواصمهم, وان الدم المسفوح من رصيدهم الوطني والقومي او الديني, بل وتشعر ان المسار السلمي سالك بدون اعاقات لولا افعال المقاومين الشباب الذين يعيشون لحظة صادقة مع واقعهم الفلسطيني, المحاط بالاعداء من الداخل والمحيط, فالسلطة اختصرت عملها على التنسيق الامني وفتات الاموال القادمة بالقطارة من الكيان الفاشي, وكأن وظيفة الفلسطيني توفي? عيش كريم لهذه الفئة.
كل الفضاء اليوم مغلق امام الفلسطيني, لا حل الدولتين ولا حل الدولة الواحدة, والواقع يقول إن الحالة تسير نحو حال الدولة الواحدة, حسب وصف وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي, فهل مطلوب من الفلسطيني ان يقف ليشهد قضم حلمه قطعة قطعة, ويصفق لهذا القضم, او ان يقدم معجون اسنان طبي حتى لا تصدا اسنان الفك الفاشي المفترس لكل قطعة ارض وكل لحظة حلم؟ الجواب جاء من شباب فلسطين بأن كلفة هذا الحال ستكون مرتفعة على المحتل الفاشي وعلى الحارس للمحتل بالتساوي, بدليل حجم المقاومين المتصاعد من داخل اجهزة السلطة التي ارادوها?حارسا لأوهامهم.
بالعقل الديبلوماسي الحالي المشهد يسير نحو التازيم, وبالعقل الوطني الواعي, المشهد يسير نحو الحل, برفع كلفة الاحتلال, ورفع كلفة الصمت على اجرامه والتساهل مع فاشيته, بحيث يكون الحل بالحل, اي حل الكيان المهلهل الذي صنعه الاحتلال الفاشي على شكل سلطة لا هي دولة ولاهي حكم ذاتي كامل, وهنا ياتي دور الدبلوماسية الحقيقية, فكل سياسة خارجية هي تعبير عن حاجة داخلية, وحاجتنا الداخلية تريد دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس, حسب قرارات الشرعية الدولية, وعلى سياستنا الخارجية ان تتوافق وتخدم الحاج? الداخلية.
omarkallab@yahoo.com