الصفدي كشف بوضوح البيان الختامي للقمة وفقا لنتائجها المسبقة, الادارة الامريكية ليست داعمة –ان لم تكن رافضة- لفتح المعابر الانسانية ووقف الحرب ووقف التهجير, بل هي قادمة لدعم الكيان العنصري وتدمير المقومة واجتثاثها, وتأمل ان يتم التوافق على ذلك من عواصم الفعل في دول الطوق لقطاع غزة, وكل ذلك يعني بوضوح انها تنقل الصراع الى الداخل الاردني والمصري والفلسطيني, الذي ستشعر شوارعه الشعبية الفائرة بالغضب, ان دولها شريكة في الحرب على غزة ومقاومتها, وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة لحماية لقيطها الصهيوني.
وكدليل اضافي, فإن الرئيس الامريكي, بادر الى اتهام فصائل المقاومة, بوقوفها وراء مجزرة المستشفى المعمداني, لحظة ملامسة اقدامه المرتجفة ارض المطار في رحلته التضامنية مع اللقيط الصهيوني, مما يؤكد ان امكانية التحقيق الدولي ولا اقول المحاسبة قد سقطت, لأن اي تحقيق جنائي, يبدأ بالعادة في تضييق دوائر الشك على اصحاب السوابق, من اصحاب السجل الجُرمي, ودولته وسجلها الجرمي مليئة بمثل هذه السوابق, من فيتنام الى ملجأ العامرية الى افغانستان, ويليه في السجل الاسود لقيطه الذي تبناه ورعاه, من دير ياسين الى بحر البقر الى صبرا ?شاتيلا, واي محقق ناشئ سيكتشف ببساطة من المجرم, ومن صاحب الاسبقيات المخجلة في التاريخ الانساني.
اذن القمة عُقدت, على الاقل في العقل الرسمي الاردني, الذي قرر ان القمة في عدم انعقاد القمة, ليس نماثلا مع الموقف الشعبي, الذي كان يرفض عقد مثل هذه القمة بهذا الحضور ومنهم متهمون اساسا بالمشاركة و الصمت على الجرائم, بل لانه يدرك ان شرط الضمير مقدم على كل شرط حتى في السياسة التي لا تعرف شرط الضمير, فنحن اصحاب نظرية قوة الحق لا حق القوة, فنجح الاردن دولة وقيادة وشعبا, في توجيه لطمة قاسية للادارة الامريكية ولعواصم الغرب المتساوقة معها, وبشكل ديبلوماسي راقٍ, اظهر الفرق بين الاعتدال والحزم, الذي يميز الموقف الارد?ي تاريخيا حيال فلسطين وقضيتها وحيال كل القضايا القومية, وبين الانبطاح والمساومة.
صحيح اننا دولة فقيرة, وتحتاج المعونة الامريكية, لكن ليس على حساب الثوابت القومية والمصالح الوطنية, ولدينا دور ورسالة, لا يمكن التخلي عنهما, مهما كان الثمن او الظرف الصعب.
omarkallab@yahoo.com