د. أسعد عبد الرحمن :
أثناء اجتماعي في رام الله(صحبة الأخ الغالي كامل جبيل) مع الصديقة ريم المسروجي رئيسة “جمعية إنعاش الأسرة” لبحث سبل تنمية التعاون المشترك بين “الجمعية” و”مؤسسة فلسطين الدولية”، دعما لصمود الأهل في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، سعدنا بلقاء الأخ أمين شومان رئيس الهيئة العليا لشئون الأسرى في رام الله، الذي حضر إلى الاجتماع، بشكل مفاجئ ولأمر مستعجل، وأعلمنا عن فعالية إعلان يوم السبت الموافق الثالث من آب/ أغسطس 2024 يوما وطنيا وعالميا لنصرة كل من الأهل في قطاع غزة الذين يواجهون حرب الإبادة منذ أكثر من عشرة شهور، ولنصرة أسرى الحرية في سجون الاحتلال.
إن جرح غزة النازف وصمود أهلها الأسطوري ونضالات المقاومة باتت معروفة للقاصي والداني، وكذلك ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون ومعتقلات الإحتلال وخاصة في سجن (سديه تيمان) من “تعذيب مروع وصادم، وبخاصة أسرى قطاع غزة” (وما سياقات التمرد الإسرائيلي/الإسرائيلي قبل يومين سوى ذروة جديدة) وشهادة صارخة تضاف الى شهادات محامين، و تقارير هيئة شؤون الاسرى، ونادي الأسير، علاوة على شهادات منظمات حقوق الانسان الدولية والصحافة الغربية الرصينة والموثوقة عن تفاصيل التعذيب (بما فيها مقارفات وحشية مخجلة، -انظر مثلاً، منشورات الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال و الابرتهايد الإسرائيلي).
من جهته، وفي السياق، لطالما أوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، الصديق قدورة فارس، بموضوعيته المعهودة، معالم وتفاصيل الفاشية الإسرائيلية بحق الأسرى، داعيا الفلسطينيين لــ “تجاوز كل القضايا والتّضامن مع معاناة الأسرى المسكوت عنها، وأنه قد “آن الأوان لكل المؤسسات الفلسطينية أن تتحد لحماية غزة والأسرى في السجون”، مؤكدا أن “الاحتلال “الإسرائيلي” يمارس توظيفًا سياسيًا دنيئًا للجرائم بحق الأسرى، ويتعمد ممارسة التعذيب والتنكيل بحق الأسرى بتواطؤ كافة المؤسسات الإسرائيلية”.
ونحن بدورنا، ندعو كل القوى الحية لإنجاح حراك 3 آب، وندعو لاستكمال رأب الصدع بين جميع الفصائل الوطنية ، وندعو إلى تكثيف التعاون بين كل الفصائل والأطر والفعاليات والنقابات والاتحادات والمنظمات في فلسطين وخارجها خلال الايام القادمة ، حيث أن العالم (المتفهم لنا أكثر هذه الأيام) بات يأخذ علينا (اقرأ: لا يحترمنا) بسبب “اصرارنا” على بقاء الانقسام الذي لطالما اسميته (نكبتنا الثالثة). كذلك، بتنا نلحظ تزايد الاقتناع بضرورة تجاوز”الاشتراطات الكبيرة» التي يطرحها الطرفان الفلسطينيان الكبيران المنقسمان، والاكتفاء-لاعتبارات «الانجاز الممكن والسريع”- بالاتفاق الجدّي والفوري على تشكيل اطار قيادي موحد مؤقت لحين اجراء انتخابات لاحقة في وقت مناسب للجميع يضم جميع القوى الفلسطينية الفاعلة، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لطرد الاحتلال. كما ندعوا لتفعيل دور سفارات فلسطين في كل انحاء العالم، واستثمار كل الأدوات المتاحة لحث العالم -بدعم أحراره وشرفائه وكل قواه الحية-، لاتخاذ خطوات حاسمة وجادة في سبيل احداث حراك وضغط رسمي وشعبي للتخفيف عن أهلنا في “القطاع” وعن أسرانا، ووقف الانتهاكات والاعتداءات. هنا، لابد من صحوة شعوبنا العربية وممارسة واجبها القومي العربي والاسلامي أيضاً، علاوة على مشاركة الشعوب والمؤسسات الدولية العابرة للحدود والحراكات الطلابية.
إن المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وجرائم الإبادة ضد الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وكذلك الجرائم التي يقترفها الإحتلال بحق المعتقلين، يجب أن تشكل قاعدة تؤسس للوحدة الوطنية والانتصار على الاحتلال على قاعدة أنّ مصير القطاع والأسرى هما في صلب وحدتنا وطريق انتصارنا، آملين أن يُؤسس هذا الحراك لسلسلة متواصلة من الفعاليات المستمرة والمتواصلة التي تعيد الاعتبار والألق للعمل الشعبي، وتحملنا لمرحلة جديدة يكون فيها الميدان هو حيزنا للتعبير، وتقوم بايصال رسالة للاحتلال الإسرائيلي مفادها بأن الشعب الفلسطيني باق، وسيتصدى لمخطط تهجيره أو إبادته، وأن: “ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى”! ــ الراي