مرايا – منحت مساء الجمعة جائزة فئة “نظرة ما” لمهرجان كان السينمائي للمخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز عن فيلمه “حياة غير مرئية”. ومن المنتظر أن يعلن مساء اليوم عن الفائز بالسعفة الذهبية في المسابقة الرسمية. ويشارك 21 فيلما في هذه المسابقة بينها فيلم “لا بد أن تكون الجنة” للمخرج الفلسطيني إليا سليمان. ويعيش جمهور كان حالة ترقب كبيرة، حيث تتردد أسماء مجموعة من المخرجين ممن بإمكانهم الفوز في الدورة 72 من المهرجان.
فاز فيلم “حياة غير مرئية”، للمخرج البرازيلي من أصل جزائري كريم عينوز، مساء الجمعة بجائزة “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي. وتم اختيار هذا الفيلم من قبل لجنة التحكيم، التي ترأستها المخرجة اللبنانية نادين لبكي، من أصل 18 عملا، بينها فيلم “بابيشا” للمخرجة الجزائرية منية مدور و”آدم” للمغربية مريم التوزاني.
والفيلم هو عبارة عن ميلودراما تحكي بلغة سينمائية متقدمة قصة شقيقتين في سنوات الخمسينات، عاشتا في عمر الشباب حياة مشتركة في البرازيل إلى أن فرق بينهما يوما القدر، وسوف يعملان جاهدين فيما بعد على تجديد اللقاء بينهما.
وفي بيان لها حول نتائج المسابقة، قالت لجنة التحكيم إنها: “شعرت بالمتعة عبر الأفلام المختلفة المشاركة، لتنوع المواضيع التي عالجتها، وبالنظر للمقاربة السينمائية التي اعتمدتها وتمثيل الشخصيات. كان الأمر بالنسبة لنا”، تضيف اللجنة: “منعشا أن نرى مخرجين جنبا إلى جنب يتقنون لغتهم السينمائية وآخرين يسيرون على نهجهم….”، وخلصت إلى أن “السينما العالمية بخير”.
وكريم عينوز من مواليد 1966 في البرازيل، درس الهندسة المعمارية قبل أن ينتقل لمتابعة تعليمه في السينما بنيويورك. وأخرج في سنوات التسعينات عدد من الأفلام القصيرة والوثائقية اختير العديد منها في مهرجانات سينمائية مختلفة. كما سبق له أن عمل كمساعد مخرج أو كاتب سيناريو. وكان أول شريط طويل له في 2002 بعنوان “السيدة ساطا” عن أحد كبار المنحرفين السود الذين عرفتهم البرازيل في بداية القرن العشرين في مدينة ريو دي جانيرو.
مشاركة مغاربية بدون تتويج
لم ينتبه النقاد كثيرا لهذا الفيلم، الذي مر عرضه على الشاشة الكبرى للمهرجان ضمن “نظرة ما” دون أن يثير أي ضجيج، ورشحوا أفلام أخرى لهذه الجائزة بينها فيلم “بابيشا” للمخرجة الجزائرية منية مدور، لكن لجنة التحكيم كانت لها الكلمة الأخيرة.
وترأست هذه اللجنة المخرجة اللبنانية نادين لبكي، التي اعترفت في كلمة لها قبل الإعلان عن الجوائز أن الاختيار كان صعبا، وجرت مناقشات طويلة بين أفراد لجنة التحكيم لتحديد اسم الفيلم الفائز. ومنحت جائزة “نظرة ما” في التمثيل للممثلة الفرنسية شيارة ماسترواني.
وكانت الجمعة يوما استثنائيا بالنسبة للفائزين في هذه الفئة من المهرجان، الذين عبر كل واحد منهم عن فرحه الكبير بالتتويج، وهو ما اعتبره الأمين العام للمهرجان تيري فريمو تشجيعا لهؤلاء على مواصلة العطاء، وتمنى لمن لم يحالفهم الحظ في هذه المناسبة، أن يغادروا كان بطاقة جديدة لتقديم أعمال أخرى مستقبلا.
حالة ترقب قبل الإعلان عن الفائز بالسعفة الذهبية
وينتظر أن يسدل الستار عن مهرجان كان هذا المساء بعد الكشف عن اسم المخرج الفائز بالسعفة الذهبية في المسابقة الرسمية. ويرشح نقاد السينما مجموعة من الأفلام بينها فيلم “الألم والمجد” للمخرج الإسباني المعروف بيدرو ألمودوفار، الذي لم يفز حتى الآن بأي سعفة ذهبية رغم مشاركاته المتعددة.
ويوجد على قائمة المرشحين الأوفر حظا للفوز بالسعفة الذهبية أيضا الأخوان البلجيكيان داردان، المشاركان بفيلمهما عن التطرف في البلدان الأوروبية ولاسيما بلجيكا “أحمد الصغير”، والفائزان بسعفتين ذهبيتين. والمخرج البريطاني كين لوتش بفيلمه “آسف، اشتقنا إليك” الذي ينتقد السياسات الاجتماعيات لحكومة بلاده بحق الفئات الفقيرة، والفائز بدوره بسعفتين، ومخرجون آخرون قدموا أعمالا أشادت بها الصحافة التي حضرت كالعادة بكثافة لتغطية فعاليات المهرجان، لكن الكلمة الأخيرة تعود للجنة التحكيم التي يرأسها المخرج المكسيكي أليخاندرو غونزاليس.
والفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الرسمية هو للمخرج الفلسطيني إليا سليمان “لابد أن تكون الجنة”، الذي عرض الجمعة. وينظر إلى هذا العمل كلوحة تجريدية، سافر عبرها جمهور كان في هواجس وقلق الإنسان الفلسطيني في الداخل والخارج. وفضل فيه بطل الفيلم، وهو المخرج نفسه، الصمت، ليفسح المجال للمشاهد للنبش في خياله لعله يجد أجوبة لتساؤلاته. فهل ستكون السعفة الذهبية من نصيبه؟