مرايا – على غرار ما حدث في فيلم “جواز بقرار جمهوري”، أرسلت شابة مصرية تدعى هند الهادي، رسالة إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لحضور حفل زفافها المُنتظر منتصف مايو القادم، وكانت المفاجأة تفاعل مؤسسة الرئاسة مع طلبها، وصدور توجيه من الرئيس المصري بمُقابلتها لوزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج، والتي وعدتها بتوفير طرف صناعي هدية من الرئيس، كما تقرر إجراء مقابلة لها مع السيدة انتصار السيسي خلال شهر مارس.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” قالت هند: “كانت أمنيتي أن أُقابل الرئيس السيسي وكتبت ذلك على حسابي بفيسبوك، فجاءتني تعليقات سلبية كثيرة، لكن الرئيس أكد بتفاعله مع منشوري أنه أب للجميع خصوصا أصحاب الهمم، ووجه بمقابلتي بالسيدة وزيرة التضامن الاجتماعي، ووجه أيضا بتنفيذ طرف صناعي لي، كهدية من الرئيس بمناسبة زفافي، وبالفعل قمت بعمل المقاسات اللازمة وسأستلمه قريبا”.
إصرار على النجاح
هند، فتاة من أصحاب الهمم تبلغ من العمر 28 عاما، فقدت إحدى ساقيها في الثامنة من عمرها إثر حادث أليم تعرضت له، فكان رد فعل الأسرة خوفا شديدا عليها حتى منعوها من استكمال دراستها وأجبروها على الالتحاق بالتعليم الفني، بحجة أنها لن تستطيع أن تتعامل مع أحد.
لكنها لم تستسلم وحولت محن حياتها لمنح، إذ قررت دراسة الثانوية ثم الالتحاق بكلية دار العلوم بجامعة المنيا التي تخرجت منها، كما أصبحت بطلة رياضية بحصد 20 ميدالية متنوعة في ألعاب القوى، والتحقت بالعمل في أحد البنوك.
وعن الإصرار على تحقيق حلمها، تقول هند: “الحمد لله كانت والدتي أكبر داعم لي، وفقدت قطعة من قلبي حينما توفيت وأنا في امتحانات الثانوية العامة، لكني وعدتها بأن أحقق حلمي وأواصل تفوقي الرياضي والدراسي، وفعلا حصل هذا، ومارست رياضة رفع الأثقال وحققت الكثير من البطولات من خلال أندية كثيرة إلى أن التحقت بمنتخب مصر، وحصلت على بطولات ولم أستسلم للتنمر، فكان الطلاب يعايرونني بفقدان قدمي وتركيب طرف صناعي، لكني كنت أحوّل التنمر لطاقة إيجابية واجتهدت لأثبت نفسي”.
شريك الحياة
في جامعة المنيا التقت هند بشريك حياتها محمد، 26 عاما، من مدينة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية بدلتا النيل، بالصدفة البحتة حيث كان مع والده في فندق قريب من الجامعة، ورأى هند وأعجب بها كثيرا وفرح أكثر عندما رآها في طريق العودة لبلده حيث كانت ذاهبة لأختها بمدينة العاشر من رمضان، حسب حديث هند، التي تضيف، أنه حصل تواصل بين أهلها وبين أهله بعدها بحكم أنهما زملاء دراسة ومن محافظة واحدة.
ورفضت هند في البداية الارتباط بمحمد خوفا من أن تخسره وعائلته نتيجة وضعها الخاص، إضافة إلى أنها كانت تود التركيز على تحقيق المزيد من الإنجازات في دراستها وبطولاتها الرياضية، لكن شاءت الأقدار أن تجمعها بمحمد بعد مدة طويلة من تخرجه من كلية الزراعة جامعة عين شمس، وإنهاء خدمته العسكرية وعمله بأحد المصانع بعد تخرجه ليتقدم إلى أهلها الذين رحبوا به كثيرا لحسن أخلاقه ولتيقنهم أنه يحبها وسيحافظ عليها ويدعمها.
وعن جلسة التصوير الذي نشرته مؤخرا على صفحتها بموقع فيسبوك، وهي تتكأ على عكازها، تقول “كنت نفسي حد يعملي فوتوسشين، وبالفعل اتقفت مع مصور، وكان رسالتي أن أوصل رساله مفادها أن العكاز ليس إعاقة، وإنه يمكن للإنسان أن يحيا بعكازه، وأن كل فرد فينا قد التحديات التي ممكن يواجهها في حياته”.