قضت محكمة جنايات المنصورة، شمال مصر، الثلاثاء، بإعدام عراقي استأجر عاطلا لاغتصاب زوجته وفضحها من أجل تطليقها والزواج بأخرى، ولكن العاطل قتل الزوجة في جريمة هزت الرأي العام المصري.
وحكمت المحكمة بمعاقبة المتهمين أحمد رضا الشحات، والزوج حسين محمد عبد الله بالإعدام، بعد إدانتهما بقتل إيمان عادل، زوجة المتهم الثاني، بقرية ميت عنتر التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية العام الماضي.
وفي كلمات مؤثرة وبليغة، قال القاضي “إن هذه الجريمة أوجعت قلوب المصريين”، وكانت جريمة شروع في اغتصاب وقتل للمجني عليها اتفاقاً بين المتهمين، وارتدى العاطل ملابس نسائية لإتمام جريمته.
ووقعت الجريمة المروعة في يونيو من العام الماضي، حيث أقر زوج القتيلة بأنه اتفق مع عاطل على اغتصاب زوجته وتصويرها وفضحها، حتى يتمكن من الانفصال عنها والزواج بأخرى دون أن تحصل على مستحقاتها الشرعية والمالية.
واعترف الزوج بأنه سهل للعاطل الدخول لمنزل الزوجية كي ينفذ جريمته، لكن الزوجة دافعت عن شرفها فاضطر العاطل لقتلها حتى لا يفتضح أمره.
وكشف أحمد عادل، شقيق القتيلة إيمان عادل، في تصريحات سابقة لـ”العربية.نت” أن صهره العراقي الجنسية تزوج شقيقته بعد وساطات كثيرة وتدخلات من شخصيات كبيرة في قريتهم ميت عنتر، بمدينة طلخا في محافظة الدقهلية، التي نزحت إليها الأسرة العراقية واستقرت بها، مضيفاً أن شقيقته وافقت على الزواج منه بعد تردد كبير.
وقال عادل إن الخلافات دبت بين الطرفين عقب الزواج مباشرة بسبب اختلاف الطباع، والسلوكيات، لكن شقيقته كانت تتحمل ما تمر به رغبة منها في الحفاظ على حياتها الزوجية، وطفلها الرضيع علي، البالغ من العمر وقتها 9 أشهر، مشيراً إلى أنه خلال الخلاف الأخير وعقب إعلان الزوج رغبته في الزواج من أخرى، طلبت الأسرة من شقيقته أن تترك منزلها وتقيم معهم لحين تهدئة الأوضاع، إلا أنها رفضت وأكدت أنها ستقوم باحتواء الخلافات وتعيد المياه لمجاريها بينها وبين زوجها.
وذكر أنه تلقى اتصالاً يوم الحادث بالعثور على شقيقته مقتولة شنقاً في منزلها، لافتاً إلى أنه عقب الحصول على تصريح النيابة بالدفن، تم تشييع جثمانها في جنازة حاشدة شارك فيها الآلاف من أبناء القرية، وزوجها الذي لم يكن يعلم أحد أنه وراء ارتكاب الجريمة.
وكشفت معاينة أجهزة الأمن للشقة مسرح الجريمة وجود كدمات برقبة ووجه المجني عليها، وقطعة قماش عليها مادة غريبة، إضافة إلى وجود بعض الشعيرات بأظافرها، وآثار عملية مواقعة جنسية، كما كشفت أنه تم شنق القتيلة بواسطة رباط رداء استحمام.
وتبين عقب معاينة الشقة عدم وجود كسر بالباب، ما يعني أن القاتل أحمد رضا دخل إلى الشقة بمفتاح مصطنع، أو أن القتيلة فتحت له، وبسؤال الزوج أنكر وجود نسخة أخرى من مفتاح الشقة مع أي شخص.
وتبين من تفريغ كاميرات مراقبة مثبتة بمحال تجارية مجاورة للمنزل أن سيدة منتقبة كانت آخر من دخل العقار الذي تقع به الشقة، وتأكد لدى رجال الأمن أن القاتل رجل تنكر بارتداء نقاب ليتمكن من دخول الشقة.
وكشف مصدر أمني أنه بمراقبة الاتصالات الأخيرة للزوج تأكد ضلوعه في ارتكاب الجريمة، وبتكثيف التحريات، ظهر أن القاتل كان يعمل بمحل ملابس يمتلكه الزوج، وبتضييق الخناق عليهما اعترفا بارتكابهما الجريمة وأدليا بتفاصيل الواقعة.
وكانت الجريمة قد فجعت المصريين، حيث دشن رواد مواقع التواصل هاشتاغاً تحت عنوان “عاوزين حق إيمان عادل”، فيما أطلق آخرون هاشتاغاً بعنوان “إعدام زوج إيمان عادل”، مطالبين بالقصاص العادل والسريع لها.