تضامنا مع ما يجري في غزة أقام منتدى الرواد الكبار أول امس أمسية شعرية شارك فيه كل الشاعرين : محمد سمحان وعلي الفاعوري، وادارتها المستشارة الثقافية للمنتدى سحر ملص.
وفي مستهل الامسية وقف الحضور دقيقة صمت، وقرأوا الفاتحة على ارواح شهداء غزة، ثم رحبت مديرة المنتدى السيدة هيفاء البشير بالشاعرين قائلة: في هذه الأمسية التي نقف فيها مع أهلنا والمجاهدين في غزة لنقول كلمة الحق في وجه العدو الغاصب للأرض، والمنتهك لحرمات النفس، لافتة الى انه في هذه الامسية نستمع فيها إلى ما تلهج به القلوب، وماتنزف به الأرواح من ألم أمام بشاعة مايجري، من قتل ومحاولة تهجير للشعب الفلسطيني في غزة.
واشارت البشير إلى أن القصائد تلهب حماس الأمه وتعبر عن الآمها وتؤرخ لأحداثها عبر الزمن، وقد تعددت سبل المقاومة من الفعل والقول، والإحتجاج وبذل المال والأنفس ، لذلك على هامش حملة التبرع التي يقيمها المنتدى تضامنا مع أحداث غزة نقف الآن وقفة الشعر.
الشاعر علي الفاعوري قرأ مجموعة من القصائده منها قصيدة بعنوان “فِلَسطيني”، يقول فيها “فِلَسطيني/ وهذا المَجدُ يَكْفيني/ فِلَسطيني/ولي لُغَتي/ولي أرضي/ولي ديني/ولي كوفَيَّةٌ تَعْلو/على رَأسِ المَلايينِ/ ولي بارودةٌ/ظَلّتْ/لأَخْذِ الثّأر تَدْعوني/ولي وَطَنٌ بِطورِ سينينَ/والزَّيتونِ والتّينِ/ولي قُدْسٌ/ثَراها الحُرُّ/قَبْرٌ للمَلاعينِ/ولي أقْصى/بِعَونِ اللّهِ/لَنْ يَدْنوهُ صُهْيوني/أنا المَزروعُ/رُغمَ القَحْطِ/ مَجْدًا في الميادينِ/ فِلَسطيني/ وهذي الأرضُ/ أحْميها وتَحْميني/ دَمي مَطَرٌ/ سَيَسقيها/ ويَرْوي حِرَّةَ الطّينِ/فِلَسطيني/وبسْمِ اللهِ/لا بِسْمِ الشّياطينِ/فِلَسطيني/وِمن كنعانَ/حتّى الآنَ/تحكيني/رِسالاتٌ/بطولاتٌ/تُغنّي مَجدَ حِطّينِ/وروحٌ حُرَّةٌ/ تَكفي/ لِتَكتُبَ سِفرَ تَكويني/أنا شَرقيَّ ماءِ النّهْرِ/ نارُ الغَرْبِ/ تَكويني/أصيحُ/ لِتَسمَعَ الدُّنيا/ فِلَسطيني .. فِلَسطيني/فيا أحْلامَنا اتّحِدي/ ويا أرواحنا/ هُوني.”
كما قرأ نص بعنوان “وطن الأحرار”، واخر بعنوان “مكتوب إلى صلاح الدين الأيوبي”.
وفيما قرأ الشاعر محمد سمحان مجموعة نصوص منها نص بعنوان “غزة وحدَها”: “غزةُ الآنَ تنقشُ سِفرَ الخلاصِ على صخرةِ التضحياتْ وحدها بالصواريخِ ترسم خارطةَ الدربِ صوبَ/ النجاةْ وحدَها غزةُ الانِ تكتب بالدَّمِ والدَّمعِ واليُتمِ والثَّكلِ نهجِ الحياةْ وحدَها باليقين المطرّزِ/ بالصبرِ والعزمِ والحزمِ تسقي جذورَ الثباتْ وحدَها غزةُ الانَ توقظُ أّمّتها من جحيمِ السُّباتْ/ وحدَها غزةُ الان تاخذُ وجبَتها من صواريخِ صهيونَ تهوي من الجوِّ والبرِ والبحرِ وقتَ/ السّحورِ ووقتَ الفطورِ ووقتَ الصلاةْ وحدهُ دمُ أطفالِ غزةَ يفضحُ عارَ السكوتِ المريبِ وعارَ/ الجلوسِ إلى الثرثراتْ فما عادتْ الشامُ شاماً ولا مصرُ مصرا ولا نجدُ نجداً وقد اسلمتْ أمرَها/ للطغاةْ وهاهم ملوكُ الطوائفِ عادوا وقد أسلموا الأرضَ والعرضَ طوْعا وكُرْها لأعتى الزناةْ/ وحدهُ اللهُ ألْهَمَ غزةَ صبرَ الجِمالِ على أمةٍ فقدتْ حِسّها واحتفتْ بالغزاةْ وحدَها غزةُ الانَ تجمعُ/ كلَّ القلوبِ وكلَّ العقولِ التي كفرتْ بالشتاتِ وبالتسوياتْ وحدَها غزةُ الانَ تُسقِطُ أوراقَ توتِ/ الجيوشِ وكلِّ الذين أضاعوا القضيةَ كي ينعموا بفتاتِ الفُتاتِ من الأعطياتْ وحدها غزةُ الان/ توقفُ زحفَ المغولِ.. التتارِ.. الفرنجةِ علَّ العروبةَ تصحو من النومِ فيلتئمُ الشَّملُ والنيلُ يسقى/ الفراتْ وحدَها غزةُ الانَ تحملُ مفتاحَ حلِّ القضيةِ بالدّمِ لا الأمنياتِ وتفتحُ بوابةَ المعجزاتْ”.
وقد قرأ قصيدة بعنوان “المَجْدُ للصاروخِ والنّفَقِ”، “فاعْزِفْ عن الأقلامِ والوَرَقِ/أبطال غزَّة طوَّروا لغَةً/ مَنْقُوشةً في الأرضِ والأفقِ/ واسْتَحْدَثوا لِجِهادِهِم طُرُقاً/ ما مِثلها في الحرْبِ من طـُرُقِ/ كمْ أذْهَـلوا الدُّنيْا بما فَعَلوا/ بالفِكرِ والإيمانِ والعرَقِ/ وَسواهُمو ناموا على سُرُر/ٍ مَسكونَةً بالغِيدِ والشبَقِ/وقُصورُهمْ أبْرَاجها ارْتفَعَتْ/ وتَسامَقَتْ طَبَقاً على طَبقِ/ وَصُدورُهُمْ ضاقَتْ بأوْسمَةٍ/ مِن كَرْشِ مَن وُسِمُوا إلى العُنُقِ/ يا أهلَ غزَّةَ ذِي مَنازلكمْ/ قدْ أصْبـَحَتْ فِي الرُّوحِ والحدَقِ/ يا أنْجُـماً في ليلنا ائْتَلَقَتْ/وتَراكَمَتْ ألَقَاً على أَلِـقِ”.