مرايا – تسببت الحفر الامتصاصية في منطقتي السطح وطريق اذرح وحي نادي المعلمين بمشاكل بيئية نتيجة تدفق المياه العادمة وجريانها وسط الشوارع والأحياء السكنية بكارثة بيئية وصحية جراء انبعاث الروائح الكريهة منها وانتشار الحشرات والقوارض .
وقال المواطن غسان الامامي ال خطاب احد سكان حي نادي المعلمين ان مشكلة عدم وصول مياه الصرف الصحي لعدد من منازل المنطقة باتت تشكل تهديدا على صحتنا وصحة اطفالنا بسبب انتشار الروائح نظرا لتكرار فيضان هذه الحفر الامتصاصية ومشكلة شفطها بعد امتلائها بالمياه العادمة .
وأضاف ان المواطنين في المنطقة ملوا من مراجعة المسؤولين الذين لم ينجحوا حتى الان في ايجاد حل جذري للمشكلة بإيصال خط الصرف الصحي الذي لا يبعد عن منازلنا اكثر من 400 الى 500 متر وهذه المنطقة كما تعلمون من اجمل المناطق ويوجد فيها عدد من المؤسسات الرسمية كمحافظة معان ودائرة المخابرات والمركز الامني ونادي المعلمين ومدرسة التميز بالإضافة الى مبنى قصر العدل الجديد .
لافتا الامامي الى اننا نعاني معاناة شديدة لعدم ايصال خدمات الصرف الصحي الى منازلنا رغم العرائض التي قدمناها للمسؤولين في وزارة المياه والري والتي اكد الامناء العامون فيها منذ زمن المهندس توفيق الحباشنة والمهندس مالك الرواشدة الذين وعدونا بإيصال هذه المنطقة ولكن ما زلنا ننتظر تنفيذ هذه الوعود رغم ان هذه القضية لا تكلف المبالغ المالية الطائلة ولا تحتاج الى موازنات بل تحتاج الى قرارات صادقة من المسؤولين للقضاء على هذه السلبيات .
بدوره قال المواطن احمد الحميدي احد سكان منطقة السطح هذه المنطقة التي سميت بمعان الجديدة والتي تشهد مدا عمرانيا كثيفا ومتميزا وتعتمد على الحفر الامتصاصية الطريقة البدائية لتصريف المياه العادمة حيث وصل عدد الحفر الامتصاصية في المنطقتين الى اكثر من 5 آلاف حفرة امتصاصية وهذه كارثة بيئية خطيرة على تلك المنطقة والمياه الجوفية فيها .
وطالب سكان المنطقتين وزارة المياه والري بضرورة شمول مناطقهم الغير مخدومة بخدمات الصرف الصحي ووضعهم على خطط ومشاريع الوزارة التي غابت عن مناطقهم ومدينتهم لفترة طويلة من الزمن لوضع حد لهذه البؤر البيئة الساخنة الناتجة عن الحفر الامتصاصية التي تشكل خطرا واضح على سلامة المواطنيين مؤكدين استعدادهم بدفع كافة الرسوم المالية المطلوبة نتيجة شمولهم بهذه الخدمات .
وأوضحوا ان احياء ومناطق كثيرة تم عمل الدراسات لها منذ سنوات مضت لشمولها بخدمات الصرف الصحي إلا ان هذه الدراسات والمخططات بقيت حبيسة الادراج وقابعة بأجهزة الحاسوب و مكاتب المسؤولين في الوزارة.
من جهته قال رئيس بلدية معان الكبرى الدكتور اكرم كريشان ان البلدية تعي جيدا المشاكل البيئية الناتجة عن عدم وصول خدمات الصرف الصحي الى عدد من الاحياء في مدينة معان وخاصة منطقة حي نادي المعلمين التي وصلتها شبكات الصرف الصحي باستثناء 15 الى 20 منزل لم تصلهم الخدمات وهم على نهاية هذا الخط وهذه المنطقة يجب ان يتم ايصال الخدمات لها لأنها تعتبر مكمله لمشروع الصرف الصحي لهذه المنطقة .
وأضاف كريشان إن المشكلة قائمة منذ وقت طويل وبحاجة الى معالجة جذرية من خلال وزارة المياه والري لتنفيذ مشاريع الصرف الصحي لهذه المناطق للقضاء على البؤر البيئية الساخنة التي تعاني منها وخاصة في فصل الصيف حيث تعتبر هذه المشكلة من المنغصات للمواطنين في هذه الاحياء نتيجة انتشار البعوض والقوارض والروائح الكريهة وتشكل عبئا يستنزف طاقات البلدية وإمكانياتها .
مؤكدا كريشان على ضرورة تخصيص حزمة من مشاريع الصرف الصحي في وزارة المياه والري لهذه الاماكن لما لها من اهمية في القضاء على كل البؤر الساخنة الناتجة عن عدم شمول هذه المناطق بهذه الخدمات الضرورية .
وأشار كريشان الى ان اعادة تأهيل وتوسعة محطة التنقية في معان والتي تم الانتهاء العمل بها قبل عدة اعوام كانت اجراءات استباقية لرفع الطاقة الاستعابية للمحطة والتي تم تطوير العمل بها من طبيعي الى ميكانيكي وبدعم من برنامج المنح الخارجية الفرنسي بكلفة 8,4 مليون دينار لتوسعة شبكات الصرف الصحي في مدينة معان .
وتجدر الاشارة ان مياه الصرف الصحي الخارجة من محطة تنقية معان تشكل مشكلة بيئية مزدوجة نتيجة المياه الخارجة منها الى الأودية في تلك المنطقة دون الاستفادة منها في الاستخدامات الزراعية والتي يعتمدها بعض أصحاب المواشي عليها في سقاية مواشيهم والخطورة التي يمكن ان تسببها للمواطنين في حالة اختلال معايير المعالجة المياه في المحطة.