مرايا – ثمن سياسيون واقتصاديون وأكاديميون مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله وولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي واهتمام القيادة الهاشمية الدائم بتنمية الدور الاقتصادي للمملكة في المحافل الدولية وجذب الاستثمارات واستيعاب الفرص الاستثمارية وتعزيز دور القطاع الخاص.
وقال وزير الزراعة السابق الدكتور عاكف الزعبي لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) ان مشاركة جلالة الملك في مؤتمر دافوس هو تكريس رفيع المستوى للحضور الاقتصادي الاردني في المنتديات الاقتصادية الدولية، كما انه استكمال لرؤية الاردن في اندماجه بالاقتصاد العالمي المتحرك والماضي في الانفتاح بسرعة.
واضاف ان المحافل الاقتصادية الدولية كمؤتمرات منتدى دافوس الاقتصادي تشكل مدخلاً لبلد مثل الاردن الى التعاون الاقتصادي مع دول العالم ومؤسساته الدولية المتخصصة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومؤسسات التمويل الدولية، مما يساعده بتنفيذ مشروعاته الوطنية وتوسيع قدراته الاستثمارية وجذب الاستثمارات التي يحتاجها الاردن دوماً، وفي هذه المرحلة بشكل خاص لدفع عجلة النمو الاقتصادي والخروج من الازمة التي تسببت بها الازمة الاقليمية في دول الجوار.
واشار الزعبي الى ان مؤتمر دافوس الحالي انعقد في ظل ازمة اقتصادية خانقه في اقليم الشرق الاوسط يعاني منها الاردن كغيره من الدول ويزيد عنها فيما خلفته له مسألة اللجوء التي كلفت الاردن تكاليف مالية مباشرة منظورة واخرى غير منظورة ، كما ارهقت الموارد والبنية التحتية وتسببت بآثار اجتماعيه لها تراكماتها المكلفة.
ونوه الزعبي الى انه ونظراً للارتباط الوثيق بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، فإن حضور جلالته يحمل معنى خاصاً يترتب عليه اسناد دور الاردن السياسي النامي والمتصاعد وحضوره دولياً وعلى مستوى الاقليم، الذي يبدو انه يشهد مرحلة سياسية انتقالية للعامل الاقتصادي دور كبير في بلورة نتائجها، ولنتذكر ان الحضور السياسي للاردن كان وراء انعقاد اربعة مؤتمرات لمنتدى دافوس في المملكة.
من جانبه، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الاردنية الدكتور موسى شتيوي ان مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في دافوس يظهر حرصه الكبير على ابراز التحديات التي تواجه المملكة امام الدول ومحاولة لجذب الاستثمارات، مشيرا الى ان الاردن يعاني من ازمة اقتصادية متراكمة وصعبة مرتبطة بالتحولات الاقليمية والصراعات العربية وتراجع السياحة وعجز الميزانية، الامر الذي اثر على مستوى المعيشة.
ولفت شتيوي الى ان استضافة الاردن للاجئين السوريين وانخفاض مساعدات المجتمع الدولي شكلا ضغطا على الموارد والبنى التحتية، اذ اصبح الاردن يغطي كافة الكلف من باب الواجب الانساني والالتزام بالقوانين الدولية تجاه اللاجئين، موضحا اهمية زيادة فرص الاستثمار بالأردن وزيادة الدعم والمساعدات الدولية وتفعيل دور القطاع الخاص وانجاز التشريعات الاقتصادية الجاذبة وتوفير البنية التحتية للاستثمار وتذليل العقبات التي تواجه الاستثمار للنهوض بالاقتصاد.
واشار الى ان حضور جلالته بهذا التوقيت في المنتدى ونشاطه الملفت ولقاءاته مع رؤساء الدول ورجال الاعمال والمستثمرين دليل على حرص جلالته على تعزيز الحياة الاقتصادية لمواجهة التحديات التي نمر بها، الأمر الذي يتطلب متابعة هذه الجهود والبناء عليها.
وقال وزير الزراعة الاسبق المهندس سعيد المصري: ان الجهود المباركة لجلالة الملك عبر السنوات الماضية وهذا العام ايضا سواء في منتدى دافوس او من خلال الجولات الماراثونية التي قادها جلالته في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان وغيرها من دول العالم الصديقة، إنما تهدف الى إيصال رسالة واضحة الى ان المملكة مستعدة لإستيعاب المشاريع الكبرى سواء في البنية التحتية ام غيرها بطريقة البناء والتشغيل والتنازل وهذا نمط من الاستثمارات لا يرتب أي اعباء إضافية على المديونية ويفي بغرض تطوير البنى التحتية وتشغيل الايدي العاملة الماهرة المحلية وتنشط الاقتصاد المحلي، ويبقى ان يتنبه المسؤولون الى أهمية تلقي الرسائل الملكية بأن جذب الاستثمارات يحقق ايرادات إضافية قد تخفف من اللجوء الى رفع الضرائب او استحداث ضرائب جديدة، وما قرار جلالته لإلغاء رفع الرسوم على الأدوية الا تأكيد على ما اسلفت.
وأكد عميد كلية المال والاعمال بجامعة العلوم الاسلامية الدكتور بسام غانم على ان مشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس السويسرية يعطي الاردن أهمية استراتيجية ودعامة قوية من حيث التواجد بمثل هذه الملتقيات العملاقة وعقد اللقاءات المثمرة مع كبار الشخصيات الاقتصادية العالمية التي من شانها ان تعزز فرص الاستثمار في المملكة وجذب العديد من الشركات العالمية للعمل فيها واقامة المشاريع المربحة خاصة في مجالي الطاقة المتجددة والنقل.
ودعا الدكتور غانم الى ضرورة تحفيز القطاع الخاص لتصبح البيئة الاستثمارية في الأردن أكثر جاذبية، وبما يتوافق مع اقرار تشريعات وقوانين ناظمة للعمل الاقتصادي، وتتيح تقديم تسهيلات من شأنها استقطاب فرص استثمارية ولا سيما الأجنبية الى المملكة، كون الاستثمار ركيزة اساسية في تحقيق النمو المستدام وبناء المجتمع المتطور اضافة الى سن العديد من التشريعات والقوانين الناظمة لجذب الاستثمار.
ولفت الى ان الجهود التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في مختلف المحافل الدولية للترويج للبيئة الاستثمارية الأردنية تسهم في تشجيع فرص الاستثمار، وتسويق المشاريع الاستثمارية الموجودة على اراضي المملكة، وخاصة تلك النماذج الاقتصادية التي نجحت واصبح ذات سمعة عالمية.
وقال العين الدكتور رضا الخوالدة ان جلالة الملك يحظى باحترام كبير على المستوى الدولي لمواقفه المعتدلة امام مختلف القضايا العالمية العادلة بشكل عام، وجاءت مشاركة جلالته في دافوس لتعطي زخما أكبر لأهمية المؤتمر والموضوعات التي طرحت من خلال لقاءاته مع القادة والعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية، حيث بحث جلالته معهم القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية وتحديدا قضية القدس.
ولفت الى ان لقاءات جلالته مع رجال الاعمال والمستثمرين شكلت فرصة قوية وثمينة لطرح فرص وآفاق الاستثمار الاردنية المختلفة، لما يتمتع به الاردن كموقع وكبيئة استثمارية مشجعة مما يدفع لانشاء وايجاد مشاريع اردنية مشتركة.
واضاف الخوالدة انه تم أيضا تسليط الأضواء على المعاناة الكبيرة للاردن جراء اعداد اللجوء الانساني والاعباء التي تحملها الاردن نيابة عن المجتمع الدولي، حيث يعد من اوائل الدول التي تحملت اللجوء الانساني على مستوى العالم، خصوصا أن الاردن يعاني من ارتفاع في عدد السكان وقلة الموارد وشحها وضعف الموارد المختلفة.
وأشار نائب رئيس الجمعية الاردنية للتنمية والتوعية السياسية الدكتور عثمان المحادين الى ما يمتلكه جلالة الملك عبدالله الثاني من رؤى عالمية وقدرته على توظيفها لصالح الاردن كما في مؤتمر دافوس والمحافل الدولية الأخرى لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص جديدة تشجع على التشاركية مع اقتصاديات أخرى متقدمة تعود بالنفع على الجميع محلياً واقليمياً ، إضافة إلى ما يسهم به من تمهيد السبل للقطاع الخاص لاستثمار توجهاته كل في مجاله بما يسهم في تقدم الوطن ونموه ورفعته ليواكب التطورات العالمية خاصة في ظل النظرة العالمية للأدوار الإنسانية التي يقوم بها الاردن على صعيد اللاجئين، حيث كان حاضنة قل نظيرها على مستوى العالم، منوها الى أهمية المشاركة الفاعلة لجلالة الملك في المؤتمر العالمي “دافوس”، خاصة وأن جلالته نجح في عقد اجتماع كل سنتين في الاردن لهذه المؤسسة الدولية المهمة عالمياً.
بدورها، بينت العين فداء الحمود ان مجرد وجود جلالة الملك وبمعيته جلالة الملكة رانيا وسمو ولي العهد، لهو تأكيد لحضور الاردن على اعلى المستويات في واحد من اهم المحافل الاقتصادية في العالم، والذي شكل فرصة كبيرة للاجتماع بزعماء مهمين في العالم لتبادل الاّراء حول آخر المستجدات العالمية وتأثيرها على الشرق الاوسط عموماً وعلى الاْردن خصوصاً، وتحديداً على ضوء قرار الرئيس الأمريكي ترمب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل.
وأضافت انه كان لجلالته مداخلات عميقة خصوصاً خلال لقائه المهم مع الإعلامي العالمي فريد زكريا والذي عبر خلاله عن موقف الاْردن حيال جملة من الموضوعات والقضايا المهمة في المنطقة، سواء ما يتعلق بالوضع الإقليمي وتدخلات القوى من خارج الإطار العربي فيه، الى الرؤية لكيفية حل القضية الفلسطينية في ضوء تعميق الصعوبة بحل الدولتين بعد قرار ترمب، مع التأكيد على ضرورة جلوس جميع الأطراف على طاولة المفاوضات مجدداً ضمن معطيات مشجعة ومحفزة للجانب الفلسطيني تحديداً والذي شعر بالاحباط والاقصاء بعد قرارات ترمب ونتنياهو الأخيرة”.
وتطرقت الحمود الى أهمية دافوس باعتباره منتدى يركز على الاوضاع الاقتصادية، وكون الشان الاقتصادي هو الشغل الشاغل لجلالة الملك فقد حرص جلالته ليس فقط على حضور المنتدى بل المشاركة الحقيقية والحرص على تقديم الاردن كبيئة اقتصادية جاذبة للاستثمار في هذا الوسط الملتهب، حيث نجد ان جلالته التقى العديد من رؤساء الدول ورجال الاعمال ورؤساء الشركات الكبرى، وذلك لعرض ما يقوم به الاردن من دور محوري في المنطقة وما تتحمله المملكة من تبعات اقتصادية وضغط على الموارد والبنى التحتية مما يقتضي وقوف المجتمع الدولي بجانبها ودعمها.
ولفتت الى ان ما يعزز من نظرة جلالة الملك الثاقبة ان لقاءاته كانت تركز على الدول التي تملك علاقات اقتصادية جيدة مع الاردن وآلية تعزيز تلك العلاقات ودعمها كما هو الحال بلقاء ممثلي دولة العراق والبحث عن فرص استثمارية جديدة، كما الحال بالنسبة للقاء جلالته مع ممثلي دول افريقيا اضافة الى تقوية العلاقات مع المنظمات الاقتصادية العالمية.
واختتمت الحمود:” انه من المهم الاشارة الى ان جلالة الملك اصدر توجيهاته للحكومة والسلطة التشريعية لاتخاذ الاجراءات التي تمكن الاردن من ان يكون بيئة جاذبة للاستثمار في سبيل تعزيز سياسة الاعتماد على الذات التي اكد عليها جلالته، فكان اقرار حزمة التشريعات الخاصة بتطوير عملية التقاضي وانشاء غرفة الاقتصادية في محكمة بداية عمان واقرار العديد من القوانين التي من شانها دعم بيئة الاعمال مما يعزز التدفق المالي ويرفع نسبة النمو وينعكس ذلك على المواطن”.
وقال الاستشاري الاجتماعي والباحث في قضايا المواطنة الدكتور فيصل غرايبة :”ان الاردنيين تابعوا باهتمام لقاءات جلالة الملك في دافوس مع القادة والرؤساء والزعماء، وما يبعث على السرور لدى الاردنيين، هو ذاك التألق الملكي، وتلك المثابرة والدأب من لدن جلالة الملك لتوضيح الصورة، والكشف عن الامكانات المتواضعة لمملكتنا الحبيبة، مقابل الارادة القوية والعزم الأكيد على مواجهة التحديات الكبيرة، ومن ضمنها فتح باب الاستثمار العالمي والدولي، بما يعود بالنفع على الجميع، وفي ظل الظروف الراهنة، التي تتوسط فيها هذه الواحة الوادعة المنطلقة والجاذبة، وسط محيط ملتهب ومنطقة ساخنة، يفتقد فيها الأمن ويتعطل فيها الانتاج، وتهمل فيها قيمة الانسان”.