مرايا – أعلنت جلالة الملكة رانيا العبدالله، الأربعاء الماضي، خلال فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا عن إطلاق منصة إدراك الإلكترونية المجانية للتعلُّم المدرسي التي تستهدف الطلبة من رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، وكذلك ومعلميهم في العالم العربي.
وتُقدّم منصة إدراك للتعلُّم المدرسي موارد تعليمية رقمية مفتوحة باللغة العربية تم تصميمها بشكلٍ يتوافق مع المناهج الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويمكن الاستفادة من هذه الموارد باستخدامها داخل الصفوف الدراسية وخارجها، ما يُعزز الدور الجوهري الذي يلعبه المعلمون في رحلة طلابهم التعليمية.
وتأتي هذه المنصة كثمرة للتعاون بين مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ومؤسسة جوجل دوت أورغ – الذراع المانح الخيري لشركة جوجل والذي أُعلن عنه في أيار 2017 بتقديم منحة قدرها 3 ملايين دولار، بالإضافة إلى مشاركة موظفي جوجل في تقديم الخبرة بتصميم المنتجات.
وتم إطلاق المنصة ابتداءً بمواد الرياضيات للصفين السابع والتاسع، والتي تتضمن أكثر من 1200 دقيقة تعليمية على شكل فيديوهات قصيرة.
واعلنت ادراك عن نيّتها نشر المناهج الإلكترونية وموارد التعلّم لمادة الرياضيات لبقية الصفوف على مرحلتين بحلول نهاية العام الحالي، حيث سيتم كذلك تغطية مواضيع رئيسة أخرى تدريجياً بحلول عام 2020، كما ستوفر المنصة أيضاً أدوات ومصادر تعليمية للآباء والمعلمين لتمكينهم من توجيه الرحلة التعليمية لأطفالهم.
وتُوفر المنصة الجديدة ايضا المواد التعليمية بشكلٍ متسلسل بحسب الصف، بما يمكن الطلاب البحث عن مفاهيم معينة دون الحاجة الى التسجيل في برنامج مُعدّ مُسبقاً.
ويتكون محتوى المنصة من موارد تعليمية مفتوحة مجاناً باللغة العربية، تشمل محاضرات فيديو، وأسئلة وتمارين تفاعلية وتعليما استدراكيا، حيث يتم تطوير المواد التعليمية باستخدام منهجيات بيداغوجية تعتمد على ترسيخ المفاهيم لتمكين المعلمين من الاستفادة من المحتوى بطريقة مدمجة.
وخلال حديثها في نشاط استضافته شركة جوجل، بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس التنفيذي للشركة ساندر بيتشاي، تقدمت جلالتها بالشكر لمؤسسة جوجل دوت أورغ على التزامها بهذا المشروع.
وتساءلت جلالتها ‘كيف يمكن جلب الأمل وتحقيق الاستقرار وتوفير الفرصة للشرق الأوسط عبر التعليم، مشيرة الى وجود أكثر من 15 مليون طفل عربي خارج المدرسة بسبب النزاعات والنزوح.
واكدت ان حرمان طفل من التعليم مأساة تؤثر عليه وعلينا جميعاً، ولا يمكن للعالم أن يتحمل الانتظار الى أن يكبر ملايين الاطفال في الظلمة ويقعون ضحايا لليأس والتطرف، لكن يمكن تحويل التعليم في العالم العربي وبالتالي توجيه الميزان نحو مستقبل اكثر أملا للجميع.
وتعزز مِنَصة إِدْراك للتعلم المدرسي الاستخدام المدروس للتكنولوجيا وتسخّر إمكانات الموارد التعليمية المفتوحة، وذلك بتقديمها أداةً تعليمية مَرِنة للمتعلمين في سنّ المدرسة والأشخاص المعنيين بالتمكين التعليمي ليتمكن الجيل القادم من امتلاك المعرفة اللازمة لدعم وبناء عصر جديد من التنمية الاقتصادية، والاجتماعية.
وستبني المنصة على الجهود المشتركة من مؤسسة الملكة رانيا وجوجل دوت أورغ بهدف توفير مواردها ودعمها بدون الإنترنت، ما يضمن إنصاف الأطفال الأكثر ضعفاً في المنطقة ليتمكنوا من الوصول الى المحتوى التعليمي بسهولة.
وقالت المديرة التنفيذية لإدْراك شيرين يعقوب ان المنصة الجديدة تبني على النجاح الذي حققته منصة إدراك للتعلم المستمر في توفير مساقات تعليمية مجانية عبر الانترنت باللغة العربية والتي وصلت لأكثر من 5ر1 مليون متعلم في المنطقة منذ إطلاقها عام 2014.
وأضافت ان ادراك ستسخر الخبرة التي اكتسبناها عبر السنوات الماضية في تطوير المحتوى التعليمي المخصص للمتعلمين العرب لتحقيق الهدف الشامل للمنصة المتمثل بتطوير التعليم في المنطقة.
من جانبها، قالت مسؤولة البرامج التعليمية في مؤسسة جوجل دوت أورغ بريدجيت هوير جوسلينك، ان المؤسسة تتطلع لرؤية التقدم الذي أحرزته إدراك في بناء منصة توفر المصادر التعليمية المفتوحة التي سيستفيد منها الطلاب العرب في كل مكان بشكلٍ يسهم في تمكين جميع الطلبة من الاستفادة من التكنولوجيا خلال رحلتهم التعليمية.
يُذكر ان جلالة الملكة رانيا العبدالله، اطلقت إدراك عام 2014، لِتصبح المنصة الرائدة في مجال التعليم الإلكتروني المفتوح باللغة العربية، بِهَدَف إحداث نقلة نوعية في آلية إيصال والوصول للتعليم في العالم العربي، كما توفر فرصاً تعليمية عالية الجودة للمتعلمين البالغين بالإضافة إلى أولئك في سنّ المدرسة.
وتدعم جوجل دوت أورغ، الذراع الخيرية لشركة جوجل، المنظمات غير الربحية التي تبتكر حلولاً وطرُقاً لمعالجة القضايا الإنسانية، ومنذ إطلاقها في عام 2005، سعت جوجل دوت أورغ إلى التواصل مع المبتكرين من المؤسسات غير الربحية لتطبيق ابتكارات جذرية قائمة على البيانات والمعلومات لتخطي أكبر التحديات في العالم.
وتهدف المُنظمة إلى المساهمة في خلق عالم يخدم ويساعد الجميع، مُستخدمة التكنولوجيا والابتكار لنقل الحلول والتطبيقات في المجالات الرئيسة كالتعليم والتنمية الاقتصادية والتناغم الاجتماعي.