مرايا – بدأت الوفود المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري -الذي تقاطعه قوى الثورة السورية- بالوصول إلى مدينة سوتشي الروسية. في وقت لم تتحدد بشكل قاطع الأطراف المشاركة في المؤتمر.
وقال مراسل قناة الجزيرة في سوتشي أحمد العساف إن الدفعة الأولى من وفد النظام -والتي تتضمن ممثلين عن حزب البعث- قد وصلت في انتظار وصول دفعة ثانية، مشيرا إلى أن طبيعة الوفود الحاضرة ستتحدد خلال الساعات القادمة. ويتوقع أن تستمر عملية وصول وفود المشاركين حتى ظهر اليوم.
وبحسب “الجزيرة” فقد اشترطت معارضة الشمال السوري وقف القصف على إدلب خلال اجتماع عقد أمس الأحد في أنقرة، وضم شخصيات سياسية وعسكرية من المعارضة السورية برعاية تركية للبحث في تفاصيل المشاركة بالمؤتمر.
وأعطت تركيا تطمينات للمعارضة السورية بأنها لن تمارس أي ضغوط عليها في المؤتمر، وأبلغت وفد المعارضة بأن روسيا وافقت على مطالبته بتغيير شعار المؤتمر الذي كان يضم علم النظام السوري فقط.
مسودة البيان
وحصلت قناة الجزيرة على نسخة من مسوّدة البيان الختامي للمؤتمر، وتتضمن 12 بندا، مثّلت المبادئ نفسها التي قدمها المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا إلى الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ونصت المسودة على اتفاق لتشكيل لجنة دستورية بمشاركة وفد النظام ووفد آخر يمثل طيفا واسعا من المعارضة من أجل التحضير لتعديل الدستور برعاية الأمم المتحدة، وفقا لقرار مجلس الأمن 2254.
وكانت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة قررت الجمعة الماضية عدم المشاركة في مؤتمر سوتشي، بيد أن مراسل الجزيرة قال إن بعض أعضاء الهيئة سيحضرون بصفة شخصية.
وبالإضافة إلى هيئة المفاوضات برئاسة نصر الحريري، أعلنت عدة قوى سورية معارضة سياسية وعسكرية رفضها المؤتمر ونتائجه، بل إن مؤتمرات محلية للمعارضة عقدت الأحد اتهمت كل من سيحضر المؤتمر من قوى المعارضة بخيانة الثورة.
أطراف تعارض
وأواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن نحو أربعين من الفصائل السورية المسلحة المعارضة رفضها مؤتمر سوتشي، متهمة موسكو بالسعي للالتفاف على مسار جنيف للحل السياسي.
من جهتها، قالت القيادية الكردية فوزة اليوسف لوكالة الصحافة الفرنسية إن الإدارة الذاتية الكردية شمالي سوريا لن تشارك في مؤتمر سوتشي بسبب الهجوم التركي على منطقة عفرين.
وقبيل انطلاق أعمال مؤتمر سوتشي، عُقدت الأحد في عدد من المحافظات السورية مؤتمرات متزامنة رافضة لمؤتمر الحوار الذي دعت له روسيا، حيث أكد المجتمعون مقاطعتهم للمؤتمر، ورفضهم التام لمخرجاته.
كما عبر زهير الناشي نائب رئيس مجلس محافظة درعا عن معارضته لمؤتمر الحوار، وقال إنه لا يمثل الشعب، ولا يمكن الجلوس في مفاوضات مع الروس الذين قتلوا أطفال سوريا.
وأضاف أن الطائرات الروسية لم تتوقف عن قصف المدن والبلدات السورية “ولن تكون موسكو في نظر الشعب السوري إلا احتلالا”.