مرايا – بالثبات خلف خيارات الدولة والإصلاح والاستقرار والبناء والانجاز ومواجهة التحديات، يحتفل الاردنيون بعيد ميلاد جلاله الملك عبدالله الثاني، متمسكين بقياده هاشمية حكيمة، تراكم العمل والجهد لتجنب تداعيات الازمات الاقليمية، وتواصل المبادرة لبناء انموذج اردني، يحتذى في المنطقة والعالم.
الاردن، يوجه رسالة في عيد ميلاد جلالته السادس والخمسين، مفادها ان ازمات المنطقة لن تثني المملكة بقيادتها الهاشمية عن ارادتها وخياراتها الراسخة بوطن قوي، وبرنامج اصلاح شامل، يرتقي به الى اعلى المنصات الدولية، وارفع مكانة على خريطة السياسة الدولية، بصوت مسموع وصدقية عالية يجسدها جلالة الملك.
ولم تشغل ازمات الاقليم الملتهب، سعي جلالته لاعلان شان شعبه، اذ بقي جلالته ثابتا في مهمته لاعلاء كرامة ومكانة المواطن، الذي اثبت دوما ان لديه ارادة لا تنضب، بتعزيز الانجاز وبث ثقافة الامل والحرص على وطنه ومنجزاته.
استاذ العلاقات الدولية بالجامعة الاردنية محمد مصالحة، وصف الدوبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك بـ”النشطة”، عبر دوره المحوري والفعال الذي دأب في ابرازه بالمحافل الدولية وعواصم مختلف دول العالم.
كما وتحتفي عمان بين يوم وآخر باستقبال رؤساء دول وكبار مسؤولين من دول صديقة، للوقوف على وجهة النظر الاردنية، والاستماع لحكمة ومشورة جلالة الملك، بما يتصل باوضاع المنطقة وازماتها المتدحرجة نحو المجهول.
وأضاف المصالحة “لان الاردن يعتبر قطب الرحى في منظومة دول المنطقة، بما يخص صلته المباشره بالملف الفلسطيني وعناصره المختلفة، فان دول العالم المؤثرة في السياسة الدولية او ذات الاهتمام بشؤونها، ترحب دائما بلقاءات جلالته والمسؤولين، للوقوف على مجريات الوضع، بخاصة ما يتعلق بالقدس وتسوية القضية الفلسطينية، على اساس حل الدولتين، والملفات المتبقية في اطار الحل النهائي، وعلى رأسها مدينة القدس كعاصمة لدولة فلسطين”.
وفي هذا الاطار؛ اشار المصالحة الى زيارة الرئيس الالماني ونائب الرئيس الاميركي لعمان مؤخرا، وهما أكبر قوتين غربيتين، ومشاركة جلالته في منتدى دافوس الاقتصادي في الايام القليلة الماضية، كنماذج على حركية السياسة الاردنية، لمواجهة تداعيات الازمات المعقدة في الاقليم، ولجذب الاستثمار وتعميق العلاقات بين الاردن ومختلف الدول.
ورأى ان كفاءة الدوبلوماسية الاردنية الملكية، بخاصة في ظل الازمة الاقتصادية الضاغطة، تعتبر من العوامل الهامة التي استعاض الاردن بها عن نقص موارد وتوافر الثروة النفطية التي تملكها معظم دول المنطقة، وتجاهد بها المملكة ببسالة وشجاعة، لحماية المصالح الوطنية في وجه ضغوط متزايدة عليها للتخلص من ثوابتها مقابل الدعم الاقتصادي. وذكر المصالحة في هذا الصدد، بان صفقة القرن التي يتحدثون عنها، عبر تسريبات اعلامية متواصلة، انما تبني افتراضاتها على تطويع دول المنطقة، وحملها باستخدام سياسة العصا والجزرة، للرضوخ لها، وهذا لا يتواءم مع السياسة الاردنية في طبيعتها المعلنة، واذا لم تعدل بنود الصفقة لضمان حقوق الشعب الفلسطيني، فستدخل المنطقة نفقا مظلما جديدا، لا احد يتكهن بمدى كيفية الخروج منه.
ولفت وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف الى ان جلالة الملك نجح بتعزيز حضور الاردن في المحافل الدولية، عبر زياراته الى عواصم صنع القرار ولقاءاته مع زعماء العالم شرقا وغربا، مبينا ان هذا الحراك الدبلوماسي الفاعل، اسهم بتجنيب الاردن تبعات كثير من التقلبات والتحولات التي شهدتها المنطقة والعالم.
وأضاف الشريف “برغم البرود الذي طال العلاقة الاردنية الأميركية، بسبب قرار ترامب المتسرع بشأن القدس، فان علاقات الاردن القوية مع الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين وغيرها، ابقت الاردن في موقع الاهتمام العالمي، ما دفع حتى بالإدارة الأميركية لاعادة فتح حوار معمق مع الاردن، عبر زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بنس للبلاد ولقائه جلالة الملك، فقد نجح جلالته بجعل الاردن رقما صعبا لا تقوى اي جهة على تجاهله”.
وأكد الشريف ان جلالته خصص جزءا كبيرا من وقته، للدفاع عن عروبة القدس في وجه الهجمة الإسرائيلية الأميركية الشرسة، ويمكن القول انه لولا الجهود الملكية المتواصلة، لتعرضت القدس الى تهديد مباشر اكثر فداحة واشد خطورة.
محليا؛ رأى الشريف ان الهم المحلي كان حاضرا حتى في التحرك الملكي الدولي، فقد حرص جلالته في كل زياراته الخارجية على حث رجال الأعمال والمستثمرين على الاستثمار في الاردن، وشرح المزايا التفضيلية التي يتمتع بها، ما ادى لجعل الاردن بلدا يحظى بثقة مستثمرين، فقد اعلن مؤخرا عن تحقيق الاردن تقدما ملموسا على جميع المؤشرات المعنية، ببيئة الاعمال، ولا شك ان هذا يعكس حرصا ملكيا على الدفع بعجلة الاقتصاد وتجنيب المواطن الاردني تبعات الظروف الاقتصادية الضاغطة.
وشدد الوزير الاسبق مجحم الخريشا، على اهمية الوقوف مع جلالته وعزمه على مواصلة مسيرة تكريس دولة المؤسسات، ذات المصداقية والحاكمية، المنسجمة مع طموح المواطن، مشيراً الى ان المتتبع للانشطة الملكية الاعوام الماضية، يستشف حرصا ملكيا متواصلا على خدمة الوطن والمواطن، والسهر على احتياجاتهم وهمومهم. وبين الخريشا، ان جلالته يدرك ان تعزيز منعة الوطن في مواجهة التحديات بثقة وصلابة، ينعكس ايجاباً على تحقيق النمو والازدهار، مبينا ان الاردن بقياده جلالته يوجه رسالة مفادها ان ازمات المنطقة، لن تثني المملكة بقيادتها الهاشمية عن ارادتها وخياراتها الراسخة بوطن قوي، وبرنامج اصلاح شامل، يرتقي بالاردن الى اعلى المنصات الدولية، وارفع مكانة على خريطة السياسة الدولية، بصوت مسموع وصدقية عالية لجلالة الملك.
وأشار الى انه برغم حجم التحديات وانعكاسها على الوطن والمواطن، في ظل ظروف اقليمية وسياسية واقتصادية صعبة يمر بها، تعامل جلالته مع تلك الملفات بحكمة وخطوات ثابتة ومدروسة، جنبت الاردن تداعيات ما يشهده الاقليم من أحداث متسارعة ومضطربة.