رسخت المؤسسية وانهت العمل بـ ” الفزعة”
مرايا – اعلنت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2017 عن الانطلاقة الجديدة لتنشيط الوضع الاقتصادي في المنطقة الخاصة حتى تكون مقصدا سياحيا عالميا وبوابة للتجارة والاستثمار والانموذج الامثل للتنمية المستدامة.
وتعد هذه الاستراتيجية التي حددت اهداف التنمية والتطوير في العقبة من عام 2018 الى عام 2025 الركيزة التي تتطلع منها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتوفير 30 الف فرصة عمل نوعية للاردنيين وجذب استثمارات جديدة بقيمة 10 مليار دولار غير 20 مليار دولار متلزم بها منذ سنوات وتم تنفيذ نحو 10 مليارات دولار حتى الان.
والاستراتيجية التي اعدها مجلس المفوضية برئاسة ناصر الشريدة تنبثق من الرؤية الملكية السامية للوصول بالعقبة الى الهدف دون التأثر بالمتغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها الاقليم او العالم.
وانطلاقة العقبة الجديدة بنت على ما انجزته مجالس مفوضية سابقة. ونقطة صفرها ما انجزه رؤساء المفوضية السابقون. اما هدفها فهو التسريع في انجاز المشاريع السياحية التي تأثرت بالازمة العالمية الاقتصادية نهاية العقد الماضي وادى بطء التنفيذ فيها الى عدم تشغيلها بالكامل في اعوام سابقة نتيجة تداعيات تلك الازمة.
وروعي عند تصميم الاستراتيجية الجديدة واجراءات تنفيذها، الواقع الاقتصادي الذي عاشه الاردن عام 2016 سواء على صعيد تدني عدد السياح الاجانب وتراجع النشاط الاقتصادي الذي تسبب في معظمه الازمات السياسية في دول الجوار.
اما الحراك الاقتصادي في الانطلاقة الجديدة يركز على جذب الزائر الاجنبي من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية الى العقبة والمثلث الذهبي حتى يرى على الواقع عظمة الامن والاستقرار والكنز السياحي الفريدة الذي يمتكله الاردن.
الخطة الاستراتيجية
خلال اداء سلطة منطقة العقبة الخاصة خلال عام 2017 لوحظ انها تعمل على تعويض الوقت الذي ذهب خلال الفترة الماضية لجعل العقبة وجهة استثمارية وسياحية وتجارية على شاطئ البحر الاحمر.
والملفت عند اعداد الاستراتيجية ان قياس نجاحها وعدمه يقاس بناء على قدرة سلطة العقبة على تحقيقها للمؤشرات المستهدفة والمتمثلة باستقطاب 10 مليارات دولار استثمارات جدية في قطاعات الصناعة والسياحة والخدمات مع نهاية العام 2025 تضاف إلى 20 مليار دولار ملتزم بها حاليا نفذ نصفها لتصبح 30 مليار دولار.
وتستهدف الاستراتيجية زيادة عدد السياح من مستواهم الحالي الذي يتراوح حول 600 ألف سنوياً الى 1.5 مليون سائح مع نهاية العام 2025، وزيادة مدة اقامة السياح من 2.6 ليلة الى 6 ليال، بالإضافة الى زيادة عدد الغرف الفندقية من 4650 الى 12000 غرفة.
ولتحقيق هذا الهدف تبنت سلطة العقبة الخاصة طرقا مبتكرة لاستقطاب السياح من خلال طرح عطاءات دعم لجذب السياح بأنماط متنوعة وفقا لتنوع الدول التي يتم جلب السياح منها، وهو دعم للمشغلين من مكاتب السياحة وشركات الطيران، وأن الفائز في هذا الدعم هو من يستوفي شروط العطاء ويحقق الهدف الذي وضعته السلطة لهذه الغاية.
والعطاءات اجرا من اجراءات الشق المتعلق بتنشيط السياحة في هذه الاستراتيجية التي ستربط العقبة بالعديد من مدن ودول العالم لجعلها الوجهة السياحية الأولى لهذه الدول على المستوى الإقليمي والدولي.
العقبة مقصدا سياحيا عالميا
وحتى تكون العقبة مقصدا سياحيا رغم الاقليم غير المستقر سياسيا، تم تحديد استراتيجيات متعددة في هذا الجانب منها تبني عدد من البرامج مع القطاع الخاص للترويج السياحي للعقبة وتسويقها في عدد من دول العربية واجنبية وتطوير روزنامة سياحية على مدار العام وتنفيذ برامج استقطاب للسياحة الداخلية والخارجية واستثمار المثلث الذهبي في تعزيز تنافسية المنطقة الخاصة كواجهة سياحية عالمية.
ومن مرتكزات هذا التوجه تطوير الهوية السياحية لمطار الملك الحسين بانشاء خطوط طيران منتظمة وعارضة بين العقبة وعواصم عربية واوروبية. وتكمن اهمية انشاء شبكة من خطوط الطيران بين العقبة والعالم حتى يتمكن منفذي برامج الترويج السياحي من استقطاب الزوار الاجانب وتسهيل عملية وصولهم من دولهم الى العقبة دون اي معاناة.
وحتى تتمكن العقبة من استقطاب السياح الاجانب اتبعت استراتيجية 2025 للترويج وسائل غير تقليدية جديدة وآليات وادوات تعمل على تعظيم موارد القطاع السياحي بكافة مكوناته ومشغليه.
والتطوير السياحي الذي انتهجته الاستراتيجية انه في حال وصول السائح الى العقبة يجب ان يكون هناك مرافق سياحية جاذبة قادرة على توفير الرفاهية المطلوبة له والتي زادتها سلطة العقبة الخاصة باستكمال انشاء مركز العقبة الترفيهي الذي ينتهي العمل فيه قبل النصف الاول من عام 2018 ليكون على سوية عالية سواء بالسينما المفتوحة واخرى للاطفال وفضاء غير طبيعي يعرف الزائر بكنز الاردن الحضاري، وكذلك تطوير نادي اليخوت الملكي لتقديم خدمات سياحية تضيف الى السوق منتجات سياحية جديدة وتطوير الرياضات المائية ورياضة الغوص وتقديم عروض جوية للصقور الملكية في سماء المدينة وتطوير سياحة المغامرة في وادي رم والبتراء.
وتعظيم تنوع المنتج السياحي في العقبة مطروح على التنفيذ هذا العام مثل تطوير ساحة الثورة العربية الكبرى ومحيطها كموقع ثقافي وحضاري وانشاء متاحف تعرف الزائر بالاردن وثقافته وتقاليده والحضارات التي مرت عليه خاصة في العقبة.
وفي هذا المقام يبرز مشروع تطوير الحفايز الجنوبية التي تشتمل على ميناء لقوارب الصيد ومقاهي ومطاعم ونهر صناعي صغير يمتد لمسافة 750 مترا وفق رؤية سياحية تحاكي روح البندقية في ايطاليا. اما المشروع الاضخم التي شرعت سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة به مشروع المطل الذي يقع على احد جبال العقبة من الناحية الشرقية ويشتمل على تلفريك وبحيرة صناعية ومنتجعات وكورنيش وترس على غرار جبل قاسيون في دمشق وجبال لبنان.
العقبة بوابة للتجارة والاستثمار
اما عن الرؤية التي تعزز المنطقة الاقتصادية الخاصة كبوابة عالمية للتجارة والاستثمار، فقد انجزت سلطة العقبة من تطوير وتفعيل النافذة الاستثمارية وتطوير الخدمات المقدمة للمستثمرين وبنفس السوية لكافة المستثمرين.
والنافذة تعمل حاليا بشكل سريع وفعال. وطرحت السلطة عطاءات لتقييم البنية التحتية لتطوير 6 مناطق صناعية في القويرة منها 3 صناعية و2 خدماتية وواحدة سياحية بيئية.
وقد تم التوقيع مع مدينة العقبة الصناعية الدولية وغرفة استثمار شينز الصينية، وأن أول مشروع من هذه المشاريع سيقام على مساحة 2200 دونم في القويرة (60 كلم شمال شرق العقبة)، وبقيمة استثمار مليار دولار وسينبثق عنه اول مصنع زجاج.
وتلقت سلطة العقبة الخاصة 21 طلبا من مهتم محلي ودولي لاستثمار المدينة الطبية الذي طرح سابقا، كما تلقت 12 طلبا من مهتم للاستثمار في المدينة الاولمبية الرياضية، ومن المقرر ان يتسلم كافة المهتمين قريبا وثائق العطاء التفصيلية لدراستها، وإعادة عروضهم المالية والفنية.
ووضعت سلطة العقبة نصب عينيها للوصول الى هذا الهدف انجاز منظومة الموانيء والخدمات اللوجستية التي تحتاجها والعمل على تطويرها بسرعة قياسية.
ووفق المؤشرات فان العمل بالمرحلة الثالثة من منظومة الموانىء والتي بدء بالتزامن مع المرحلة الثانية والتي سينتهي العمل بها كليا قبل نهاية منتصف هذا العام.
وسلطة العقبة الخاصة سابقت الزمن وتمكنت من البدء بانجاز المرحلة الثالثة من منظومة الموانيء التي كان يفترض انجازها عام 2030.
وتستعد السلطة لتنفيذ ميناء معان البري والذي سيتصل مع العقبة بسكة حديد ومنه تنطلق اليه الشاحنات الى باقي محافظات المملكة وخارجها.
وفي محور التجارة تهدف الخطة التي الى تحفيز النشاط الاقتصادي في العقبة من خلال خلق روح ايجابية للعقبة كاقتصاد ناشئ. وتعمل السلطة على حجم استثمار يقدر بحوالي 20 مليار دولار منها 10 مليارات تم ترجمتها على ارض الواقع، فيما يجري تنفيذ الاخرى والتي جلها في المشاريع السياحية الكبرى.
ووفق الاستراتيجية الجديدة تسعى سلطة العقبة الخاصة الى استقطاب 10 مليارات اخرى حتى نهاية عام 2025 في مختلف القطاعات الصناعية والخدماتية والسياحية.
ووفرت سلطة العقبة الخاصة منذ تأسيسها عام 2002 ما يقارب 70 الف فرصة عمل مشغولة بعمالة محلية ووافدة وتركز حاليا على احلال العمالة المحلية مكان الوافدة بعد تقدم زهاء 6 الاف متقدم للعمل الى مبادرة التشغيل والتدريب التي اطلقتها السلطة عام 2017 .
وتمكنت خلال عام 2017 من تشغيل 1500 باحث عن العمل من خلال مبادرة التدريب والتشغيل التي اطلقتها السلطة من خلال بنك المعلومات الذي استقبل 6 الاف طلب لشاب وشابة يبحثون عن فرص عمل.
ووقعت السلطة مذكرة تفاهم مع وزارة العمل مؤخرا بقيمة (5) مليون دينار لغايات التدريب والتشغيل وإحلال العمالة الوطنية مكان الوافدة انسجاما مع استراتيجية السلطة المستقبلية الرامية الى توفير زهاء 10 آلاف فرصة عمل حتى عام 2020 وأكثر من 20 الف فرصة عمل حتى العام 2025 لمواجهة اهم التحديات الوطنية وهي حل مشكلة البطالة وتمكين الاردنيين وتدريبهم للانخراط بسوق العمل المحلي والخارجي ، كما وقعت اتفاقية نوعية مع مؤسسة نهر الاردن لتشغيل الاردنيين بفكر جديد يرتكز الى ميول الباحثين عن العمل تجاه الوظائف المهنية المتوفرة في المنطقة الخاصة.
اعادة الهيكلية وحتى يكون عمل سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة مؤسسيا ولا يقوم على نظام الفزعات فقد اجرى رئيس سلطة منطقة العقبة الخاصة اعادة الهيكلية على مستوى السلطة ضمن منهجية واضحة ورؤية محددة لتحسين الاداء والابتعاد عن النمطية.
ونجحت الهيكلة في اعادة الروح الايجابية للعديد من الوحدات التنظيمية، وهو الامر ذاته سينسحب على على الشركات التي تتبع للسلطة لتعمل جميعا ضمن منظومة عمل واحدة مؤسيية بعيدة عن الارتجالية او العشوائية والتخبط الاداري الذي يقتل روح الابداع ويعيق الانجاز .
ومنهج السلطة وفق ما اعلنه رئيسها ناصر الشريدة في اكثر من مناسبة التطلع الى المستقبل وعدم الا لتفات الى الماضي بثقة وعزيمة ، والسير في الاتجاه الصحيح.
وثقة الشريدة بمستقبل العقبة من خلال هذه الاستراتيجية دفعه للطلب ” بمحاسبة السلطة على الانجاز استنادا الى ما تضمنته الاستراتيجية واهدافها”.
العقبة نموذج للتنمية المستدامة
المشاريع التي تنفذها سلطة العقبة من اجل جعل المنطقة الخاصة مقصدا سياحيا وبوابة للتجارة والاستثمار عالميا لا بد ان ينعكس على المجتمع ايجابيا .
وهذا الانعكاس يتمثل في استمرار عملية تنمية المجتمع المحلي كتوفير المنح الدراسية التي وجهتها سلطة العقبة الخاصة الى التخصصات المطلوبة في سوق العمل العقباوي ووقفها عن التخصصات غير المطلوبة والتركيز على التعليم التقني لتوفير المهارات التي يطلبها سوق العمل الخدمية والصناعية واللوجستية.
و ومبادرة التشغيل والتدريب التي اطلقتها سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة العام الماضي لتمكين الباحثين عن العمل من القطاع الخاص استقبلت 6 الاف طلب ذكور واناث يحملون شهادات جامعية وثانوية عامة وما دون ذلك وبدأت السلطة بتوجيههم وتأهيلهم بعد الضغط على القطاع الخاصة لاحلالهم مكان العمالة الوافدة.
ووفق بنك المعلومات الخاص بهذه الطلبات فان 1500 شخص تم تشغيلهم منذ العام الماضي وحتى الان وان الجهد مستمر لتمكين كل الباحثين عن عمل من فرض تشغيلية في القطاع الخاص.
ومن المشاريع المدرجة على التنفيذ في هذا الصدد تطوير البلدة القديمة وتعزيز هويتها حتى تكون قيمة مضافة للجذب السياحي وتطوير كافة الخدمات البلدية في المناطق السكنية والتجارية وكذلك خدمات البنية التحتية والبلدية في القويرة. وفي النصف الاول من العام الحالي 2018 من المقرر ان يتم افتتاح فنادق جديدة في سرايا واخر في أيلة من شأنها ان توفر الف فرصة عمل للعمالة المحلية.
ويخضع الراغبين من الاردنيين في بنك معلومات السلطة الى تدريب وتأهيل للحصول على اكبر عدد ممكن من فرض التشغيل في هذه الفنادق. وتولي سلطة العقبة الخاصة البيئة والحفاظ عليها اولوية من خلال دعم استخدام مصادر الطاقة المتجددة وحماية المدينة من مخاطر السيول ومياه الامطار.