مرايا – قال مدير جمعية الصديق الطيب لرعاية وتأهيل مدمني المخدرات في القدس، ماجد علوش، إن كل المنطقة العربية مستهدفة بالمخدرات ومنها فلسطين.
وبين أن مدينة القدس بالذات تم استهدافها مبكرا منذ بدايات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة للسيطرة على الشباب المقدسي وتوجيه اهتماماته بعيدا عن قضيته الوطنية الناتجة عن الاحتلال في إطار سياسة مرسومة ومشروع متكامل ينفذه الاحتلال بشكل ممنهج.
وأضاف في حديث لبرنامج “عين على القدس” الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الاثنين، أن هذه السياسة الممنهجة التي يعمل عليها الاحتلال، أدت الى حدوث كوارث اجتماعية ومشاكل كثيرة من تفكك أسري وارتفاع نسبة الطلاق بين الأزواج الشابة نتيجة تعاطي المخدرات.
وقال إن التعامل مع مدمني المخدرات يتم على أساس أنهم مرضى لهم حق العلاج وفق برنامج يشرف عليه مختصون، لإعادة تأهيلهم وعودتهم الى سويتهم الطبيعية، ثم يبدأ بعد ذلك التحدث معهم في الجانب الآخر المتعلق بالأخلاق الدينية وأخلاقيات المجتمع الفلسطيني وعلى رأسها الانتماء الوطني، وشرح مدى خطورة أفعالهم التي تلامس الخيانة الوطنية.
وأشار الى الاستجابة الكبيرة ونسب النجاح العالية، خصوصا في الخمس سنوات الأخيرة، صارت ردود أفعال الشباب في القدس إيجابية وعودتهم سريعة لحقيقتهم المقدسية العربية الإسلامية، لكن بالمقابل هناك احتلال يفكر بخبث ويعمل بلؤم ويستغل كل أدواته في الاتجاه المعاكس، من خلال توفير المخدرات في الشارع وأماكن عامة بأسعار رخيصة يتم عرضها من مروجين تحت أعين الشرطة والمخابرات الإسرائيلية بشرط أن لا يبيعوها للإسرائيليين.
وأعرب عن أسفه لعدم وجود مساندة دولية وعربية لجهودهم على الأرض، لكن من الناحية التقنية فهذا موجود من خلال التعاون مع الأقطار العربية عبر شبكات كثيرة، وبالذات مع عمقنا الأردني الذي له الدور الأكبر بحمايتنا من هذه الآفة، وخاصة من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأردنية التي تعمل جاهدة لكي لا يتم تهريب المخدرات الى فلسطين.
وأشار الى التنسيق والتشبيك مع وزارة التربية والتعليم من خلال برامج توعية تستهدف مدارس التربية والتعليم ومدارس الأونروا والمدارس الخاصة.
وأكد أن هذه البرامج أثبتت نجاعتها على مدى عقدين تقريبا من العمل في المدارس الفلسطينية، وأصبح هؤلاء الشباب يعملون أيضا في التثقيف البيني مع أقرانهم في مدارسهم وأنديتهم، مع التركيز على حثهم على الاختيار السليم لأصدقائهم، والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين هم أولى الأسباب في تجربة تعاطي المخدرات.
من جانبه قال مدير المركز المقدسي للإرشاد عصام جويحان، إن مدينة القدس تشن عليها حربا غير تقليدية تستخدم فيها أسلحة غير تقليدية من ضمنها سلاح المخدرات، والهدف الواضح من هذه الحرب المتمثل في محاولة تفريغ القدس من سكانها الأصليين والاستيلاء عليها.
وأشار الى أن المخدرات بالنسبة للاحتلال تعد إحدى الأسلحة الفعّالة لتحقيق تلك الأهداف، لأنها تستهدف قطاع الشباب الهدف الأضعف في قابليته الفضولية للتقليد والتجريب، وبناء عليه تقوم الجهات اِلأمنية الإسرائيلية بتوفير المناخ الملائم بطريقة غير مباشرة للإيقاع بالشباب في فخ تعاطي المخدرات عبر تجار ومروجين يحظون بالحماية من الأمن الإسرائيلي، نراهم في القدس وضواحيها في الأماكن التي لا تستطيع الشرطة الفلسطينية العمل فيها.
ولفت الى أن تجار المخدرات يحاولون استغلال أي بؤرة ضعف لترويج سمومهم، ويرصدون ويدرسون حياة العائلات المقدسية التي تواجه ضائقة مالية، ويضع الاحتلال عينه على المناطق الفقيرة والمزدحمة والمهمشة، لاستهداف شبابها والإيقاع بهم عبر استدراجهم الى التعاطي ومن ثم الإدمان من أجل استغلالهم والسيطرة عليهم، لأن المدمن لا يدرك ما يفعل وينساق وراء حاجته للجرعة التي أدمنها.
ووجه مدير إدارة مكافحة المخدرات في مديرية الأمن العام، العميد أيمن الطراونة، نصائح وإرشادات لشباب القدس عبر تقرير “القدس في عيون الأردنيين”، يوجههم الى الانتباه من هذا الخطر والآفة التي تعصف بالبشرية، والاهتمام بحماية النفس والمجتمع من خطر المخدرات، بداية من خلال تحصين الشباب الذين هم الفئة الأكثر استهدافا من هذه الآفة، وأن يعمل الجميع لوقايتهم منها ودرء خطرها عنهم.
ولفت الى أن حديث بعض الشباب عن أن المخدرات تجلب السعادة محض أوهام كاذبة.
وحذر من أن المخدرات تجلب التعاسة والشقاء للشخص نفسه ولذويه، وتدمر الشخص المعاطي وعائلته، وتلحق أفدح الضرر بالمجتمع، لأن المخدرات تستهدف العقل قبل المال، وتعطل العمل والإنتاج ونمو السوية العقلية للمتعاطين الذين يتحولون لمعاول هدم.
وأشار الى الحديث بين الحين والآخر لوجود مواد مستحدثة معربا عن أسفه لأن هذه المواد قد غزت الشرق الأوسط بالفترة الماضية، بما يعرف بالمخدرات الكيميائية والصناعية والحشيش الصناعي.
ولفت الى أن هذه المواد خطيرة جدا وسامة وتؤدي الى الإدمان وفقدان الوعي والعقل، وقد تؤدي الى الوفاة إذا تعاطى الشخص جرعة زائدة، كما أن هذه المواد الكيميائية التي يتم تعاطيها من قبل بعض الشباب، تسبب آلاما حادة بالنسبة للشخص خلال تعاطيها وتسبب ضيق التنفس وهبوط في القلب على طريق فقدان الشخص لحياته عاجلا أم آجلا .
وأضاف، نعرف أن المخدرات تؤثر على السلوك نفسه، وبالتالي الشخص المتعاطي للمخدرات يصبح عبئا على الأسرة وناقم عليها، لأن همه الوحيد الحصول على المال من أجل الحصول على الجرعة التي يتعاطاها، وبالتالي هذا الشخص يمكن أن يرتكب أي جرم في سبيل الحصول على المادة المخدرة.
وتوجه الطراونة للشباب جميعا، أن يكونوا منتجين وأن ينتبهوا لمسلكهم ويحذروا من كل شخص يمكن أن يغرر بهم، لأن كل شخص يعرض عليهم هذه المواد المخدرة يستهدف في البداية عقولهم قبل أموالهم، لأن ذلك يجعلهم مستغلين ومسيّرين من قبل من يجرهم الى التعاطي.
وأشار الى وجوب أن يراقب الأهل أبناءهم وينتبهوا لأي تغيرات غير طبيعية قد تطرأ على سلوكهم وتصرفاتهم، وعلى الجميع واجب العمل لحماية الفرد والأسرة والمجتمع من خطر هذه الآفة.
وفي المحور المتعلق بمحاولة الاحتلال تغيير المشهد النمطي لمدينة القدس وتهويد التاريخ والتراث العربي الإسلامي، أوضح خبير التراث والسياحة في القدس روبين أبو شمسية، أن الكثير من المشاهد الأثرية والتاريخية كان الهدف من تغييرها هو تغيير الواقع العربي المثبت للمدينة، بما شوّه صورة الكثير من الأماكن التاريخية، خاصة في البلدة القديمة في مناطق باب الواد وحائط البراق وجزء من باب الخليل، وأخيرا في باب العامود.
وأضاف، أن التغيير يستهدف مفهوم العمارة العربية الإسلامية الواضحة في المكان من حيث تغيير نمط المدخل والمبنى او الشارع الذي صمّم تغييره بحيث يتناسب مع الرواية اليهودية التي يراد تعميمها داخل البلدة القديمة بإضافة الأنماط التي توحي أن هذه المكان له علاقة وصلة بالرواية اليهودية، وأيضا التغيير في بعض الأماكن من حيث الإزالة والإضافة لإعطاء الشكل المستحدث الذي يريدون فعله.
ولفت أبو شمسية الى القراءة الأولى التي جرت في الكنيست أمس الاثنين، التي أتت من المفهوم التدريجي لسن قانون شرعنة السياحة داخل البلدة القديمة وفلسطين بشكل عام، في محاولة لتقييد الأدلاء السياحيين كونهم يؤثرون على الرواية الإسرائيلية وتأكيد الرواية العربية الإسلامية.
وأضاف أن هذه القراءة الأولى أكدت بانتظار القرائتين الثانية والثالثة بمفهوم شرعنة القرار بثلاث قراءات متتالية، بنص قانوني يدعو الى معاقبة الأدلاء السياحيين الذين لا يجددون رخصهم او لا يملكونها بالأصل، مع وجوب أن تدرس الدلالة السياحية في معاهد اسرائيلية حتى الحصول على الرخصة المرتفعة التكلفة جدا، ووضع قيود على المرشد والدليل السياحي العربي تحد من قدرته على الحصول على هذه البطاقة التي تخوله يكون مرشدا سياحيا مؤهلا ومرخصا من قبل وزارة السياحة الإسرائيلية، من أجل احتكار السياحة عبر شركات سياحة إسرائيلية وأدلاء يعملون لديها، يقومون بإعطاء المعلومات الخاطئة والمغلوطة عن مدينة القدس لتعزيز الرواية الإسرائيلية الكاذبة والمزورة.
بدوره قال مخطط مدن القدس الدكتور رامي نصر الله، إن ما أعلنه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، يشكل رمزا للمقاومة الفلسطينية وسيتم إجراء تغيير جذري على باب العمود، كون أنه كان في حينه عشرات أعمال المقاومة التي سماها أعمالا إرهابية، وأنه سيتم وضع أسس جديدة لأبراج مراقبة، ولن يتم تسوية المدرج بشكل هندسيعين على القدس: الاحتلال يستهدف الشباب المقدسي بآفة المخدرات
، ولكن سيتم التعامل معه بالرقابة والكاميرات.
ولفت الى قول أردان الواضح بأن هذا سيكون درسا لإثبات السيادة الإسرائيلية، والتي يريد أن يثبت أن هذا المكان خاضع للسيادة الإسرائيلية ويريد أن يستبدل الرواية العربية الإسلامية بشكل قمعي وواضح أن الاحتلال قائم.
وأشار نصر الله الى أن شرطة الاحتلال بررت هذا التخريب المتعمد في المشهد التاريخي التراثي لأهم أبواب المدينة المقدسة بحجج وذرائع أمنية، لتحول باب العامود الى مسرح مكشوف لعيون متربصة بكل إنسان، بعد أن قامت بقطع الأشجار المباركة وتركيب عشرات الكاميرات، وعمل إضافة هنا وإزالة هناك لن يغير من حقيقة المدينة المقدسة.