مرايا – بدأت تداعيات تقليص وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الاونروا” لعمال النظافة بالظهور في مخيمي جرش وسوف في محافظة جرش، جراء ما نجم عن هذا التقليص من تراكم أطنان من النفايات في الطرقات والأسواق وبين البيوت والأزقة، ما أدى إلى انتشار الحشرات والقوارض والذباب المنزلي وانبعاث روائح كريهة جدا.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عودة أبو صوصين أن عدد العمال الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في المخيم من قبل الوكالة بسبب العجز في موازنتها والذي بلغ 77 مليون دولار بلغ 11 عاملا، فيما عدد العمال المتبقي هو 14 عاملا، 8 منهم فقط يعملون فعليا بشكل يومي في المخيم، الذي لا يقل عدد سكانه عن 15 ألف نسمة، مرجعا ذلك إلى أن الآخرين يحصلون على إجازات متنوعة.
وأضاف أن الخيار الوحيد أمام أبناء المخيم هو جمع النفايات بأنفسهم بشكل فردي وجماعي، على الرغم من عدم توفر وسائل السلامة العامة التي تمنع إنتشار العدوى بينهم، سيما وأن موضوع النظافة لا يمكن التهاون فيه ولا يستطيع أبناء المخيم أن يعيشوا في المخيم بهذا الشكل.
وأوضح أن لجنة خدمات المخيم تقوم حاليا بمخاطبة كافة الجهات المعنية، بهدف تصويب الوضع في المخيم لتجنيبه الوصول إلى كارثة بيئية محتمة، لا يمكن علاجها فيما بعد.
وكانت “الاونروا” قامت بتقليص عدد عمال الوطن في مخيم جرش من 25 عاملا إلى 14 عاملا فقط، بعد توقف دول عن دعمها، في الوقت الذي تقدم فيه خدمات بيئية وصحية وتعليمية للاجئين.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم سوف عبدالمحسن بنات أن وضع النظافة بدأ بالتراجع بشكل ملحوظ في مخيم سوف مما أجبر المواطنين على القيام بتنظيف الشوارع وجمع النفايات باستخدام سياراتهم، سيما وأن عدد العمال لا يزيد عن 10 بعد ان تم الإستغناء عن 6 عمال.
وحذر بنات مجددا من حدوث كارثة بيئية خلال فصل الصيف المقبل، مع ارتفاع درجات الحرارة، خاصة وأن النفايات بدأت تتراكم بالأطنان على الشوارع والطرقات وفي الأسواق ومنطقة الحسبة، وتتعفن وتتكاثر عليها الحشرات والبعوض والقوارض.
وناشد بنات وكالة الغوث بضرورة إعادة عدد العمال لما كان عليه سابقا، وتجنب حدوث مشاكل صحية وبيئية داخل المخيمات.
ولجأ أبناء مخيمي جرش وسوف إلى دعوة بعضهم عبر وسائل التواصل الإجتماعي لحشد أبناء المخيم وحثهم على جمع النفايات المتراكمة في المخيم منذ أسابيع، والتي تسببت في إنبعاث روائح كريهة جدا بعد تعفن النفايات، وفق ناشط على “الفيس بوك” من سكان المخيم وهو الستيني محمد جعفر، والذي قرر اطلاق مبادرة في هذا الشأن لحشد جهود ابناء المخيم من اجل تخليص مخيمهم من هذه النفايات.
وقال جعفر أن “الاونروا” قلصت عدد عمال النظافة في مخيم جرش، رغم انه من أكبر المخيمات على مستوى المملكة حيث يصل عدد سكانه نحو 15 ألف نسمة، مما تسبب في تراكم النفايات بين الأحياء السكنية وازقتها، وانبعاث روائح كريهة جدا منها.
وأوضح أن الحل الوحيد أمام أبناء المخيم هو حشد انفسهم للمشاركة في جمع النفايات وتنظيف المخيم، لمنع حدوث كارثة بيئية فيه، خاصة وان النفايات تعد بيئة خصبة لتكاثر الحشرات والكوارث والامراض والأوبئة.
إلى ذلك تقوم سيدات من مخيم جرش يوميا بجمع النفايات من الشوارع القريبة من بيوتهن وكنس الطرقات وجمع النفايات المبعثرة، للحد من المشاكل البيئة والصحية الناجمة عن تراكم النفايات في طرقات المخيم وفق فاطمة أبو جودة.
وتمنت أبو جودة من جميع سيدات المخيم المشاركة في جمع النفايات يوميا، وتنظيف المنطقة التي تحيط ببيتها، حتى يتم السيطرة على وضع النظافة في المخيم، سيما مع عدم توفر أي خيار آخر لسكان المخيم وإصرار الوكالة على تخفيض عدد عمال الوطن والذين يقدمون أفضل خدمة بيئية للمجتمع.
وقالت أبو جودة أن الحفاظ على النظافة من أهم الخدمات الصحية والبيئية التي تقدم لأبناء المخيم، سيما وان درجات الحرارة توالي ارتفاعها في هذه الأيام، وهو ما تسبب في تعفن النفايات المتراكمة منذ أسابيع وانبعاث روائح كريهة منها، مطالبة الوكالة بإيجاد حل جذري لهذه المشكلة واعادة عدد العمال لما كان عليه سابقا، وتقليص الخدمات في القطاعات الأخرى الاقل تأثيرا على الصحة.
وكان عمال الصحة والبيئة في مخيم جرش نفذوا مؤخرا وقفة احتجاجية أمام مديرية وكالة الغوث في المخيم ، احتجاجا على تقليص الخدمات التي تقدمها الوكالة للموظفين وأبناء المخيم.