مرايا – مش المهم متى إنولدت ، ناس حكت 1936 وناس حكت 1938 ، بس التاريخ الحقيقي كان 31/12/1935 بعكا ، عيلتنا كانت أغلبها ذكور ، كبرت شوي وصرت أشتغل مع أبوي كان عنده عرباية بنقل ثلج عليها ومن جر العرباية صار جسمي ضخم والقوة البدنية عندي كبيرة ، شاركت ببطولة ملاكمة وحصلت ع بطولة فلسطين للملاكمة ، بعدين لما كبرت إشتغلت بالصيد ، كانوا اليهود يجوا ع عكا يتزانخوا بس كنا نضربهم ونقتلهم ويشردوا ، لحد ما إجتاحوا كل فلسطين وهون أنا كنت كبير وواعي ، فكرت كثير كيف ممكن يكون طريق التحرير وكان الجواب إنه أعيش معهم وأشوف فكرهم وعاداتهم وكيف بخططوا ولازم أنخرط فيهم ، وبالفعل تزوجت يهودية ولجأت لأصدقاء مقربين مني وقررنا نشكل مجموعة ونوجه ضربات للكيان وبالفعل أسسنا مجموعة إسمها عكا 1/778 مكونة من 11 شخص منهم :
– محمد غريفات مجند في الجيش الصهيوني .
– عبد السلام حزبور وكان معاه تصريح خفر السواحل الصهيوني .
وكان معهم كمان 8 أشخاص وأنا القائد ،
وإتفقنا مع العاصفة بنابلس إنه يزودونا بأسلحة ومتفجرات عن طريق البحر ، بالفعل تدربنا على الأسلحة وعلى زراعة قنابل وعبوات ناسفة بتشتغل بالتوقيت وكنا نغطس بالبحر ونطول الأسلحة والمتفجرات ، الكيان حاول يستغل زواجي من اليهودية لحتى تحصل على معلومات مني عن المقاومين وأنا أوهمتهم بمعلومات غلط وإستغليت هذا الإشي زي ستار وغطاء إلي ولمجموعة عكا ، أهل عكا وكثير ناس حكوا عني جاسوس ومخبر وإتهموني بالخيانة وصرت منبوذ وتحملت حكي كثير وكلام ، بس كان هالإشي عادي عندي المهم أوجهلهم أنا والفرقة إللي معي ضربات ونهز كيانهم ، بلش محمد غريفات يسربلنا معلومات عن الكيان وبلشت عملياتنا وكانت مؤلمة ومزعجة للكيان ،
من هالعمليات كان في عملية رد على موشيه ديان حكى : ليس هناك قوة عربية قادرة على الوصول مصافي النفط في حيفا وضربها ، وقدرنا مجموعة عكا نوصل هاي الصافي ونضربها ونفجرها وألحقناهم خسائر مادية مخيفة ، وقدرنا نخطف من الصهاينة متفجرات ونفجر أنابيب نفط في مستوطنة كريات حاييم ومن هالعمليات كمان :
– ضرب وتفجير القطار الحديدي فوق نهر اسكندر .
– ضرب عدة أهداف بسلسلة ليلية واحدة .
– تدمير منتجعات صهيونية لا تعد ولا تحصى .
– نسف وتدمير أضخم خمس عمارات في حيفا كرد على هدم مناظل الفدائيين وكان الرد بخمس عبوات متفجرة وزن 35 كيلو غرام لطل عبوة .
– تفجير خطوط بترول رئيسية .
كثر هالعمليات شكتل عندهم رعب وأضرار مادية وقلق خلاهم يكرسوا كل عملهم بالقاء القبض علينا ، قدر الكيان يمسكنا بسنة 1969 ووجهولنا التهم وتم حكمنا عدة مؤبدات وكان الحكم الأعلى بالتاريخ إللي كوني قائد هالمجموعة كان الحكم 21 مؤبد بالإضافة ل 15 سنة يعني تقريبا 710 سنوات ، زوجتي اليهودية ما استحملت فكرت إنه زوجها “إرهابي” بنظر المجتمع الصهيوني حملت الولد والبنت وسافرت على كندا بمونتريال وكبروا الاولاد بمدارس يهودية ،
بالأسر ما كان في أمل أطلع لإنه مستحيل أعيش 710 سنوات ، نظمت صفوف الأسرى ودافعت عنهم وعن حقوقهم وصغت دستور الحياة الإعتقالية ، وضليت لحد 1983 لما صار صفقت تبادل أسرى بجنود صهاينة وطلعت بمعجزة واستقريت بتونس وتزوجت الأسيرة فاطمة برناوي بعد سنتين من التحرير وبعدها رجعت استقريت بغزة وسمعت إنه بنتي صارت يهودية وابني رجع وتزوج بنت عمه ، ما قدرت أطلع من غزة ولا أفوت عكا ، صابني مرض رعاش وضمور عضلات وفقدان بالذاكرة وعدم توازن وتقرحات رنيت ع أخوي وكان آخر اتصال بيني وبينه حكيتله :
خيا خذني إلى عكا ..!
سنة 2013 توفيت من مرض الرعاش ، كنت حزين إنه أنا فوزي النمر ما إستشهدت وما ختمت حياتي وتوجتها بالشهادة ، وكنت حزين ع فلسطين ما فيها حد مثلي وما رجع حد مثلي يتحمل كلام إنه عميل وخاين ويقدر يلحق اضرار مادية بصمت للكيان ، حزين ع فلسطين إلي ما فيها حماية للمقاومين وبدال الحماية تسليم للكيان ، حزين ع فلسطين إللي مليانة عملاء ومسامير بحذاء الإحتلال ، حزين ع فلسطين إللي فيها إحتلالين ، حزين ع فلسطين ما فيها عميل مثلي .
|محمد فخري التلاوي|