مرايا – اختتم في الجامعة الأردنية دورات مشروع تحضير ـ مسار حول ( القيادة والتغيير الديمقراطي ) لعدد من المواطنين السوريين المقيمين في سوريا والأردن .
والمشروع الذي نفذه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة بدعم من الوكالة الاسبانية للتنمية والتعاون الدولي وبعثة الاتحاد الاوروبي في عمان يستهدف اكساب السوريين أدوات فاعلة للتعامل مع المرحلة الإنتقالية, وإعداد القادة للمجتمع المدني في سوريا.
وقالت السفيرة الإسبانية في عمان ” ارنثاثو دابالوس” خلال الحفل الختامي الذي أقيم بهذه المناسبة بحضور نائب رئيس الجامعة الدكتور أحمد مجدوبة إن الأحداث المؤسفة في سوريا مقلقة ومعقدة ومؤلمة, لافتة إلى حاجة السوريين للتدريب والتأهيل للتعامل مع مرحلة ما بعد الصراع الذي يعصف بهذا البلد منذ سنوات.
وأشارت السفيرة إلى أن هناك نحو (1100) من المواطنين السوريين على اختلاف مكوناتهم ونسيجهم الاجتماعي وثقافاتهم ومكان اقامتهم في سوريا استفادوا من المشروع حتى الآن.
وأعربت السفيرة الاسبانية عن املها في أن يتمكن المشاركون في المشروع من خدمة بلدهم, وقدمت شكر وتقدير حكومة بلادها للشركاء في تنفيذ البرنامج خصوصا مركز الدراسات الاستراتيجية وبعثة الاتحاد الاوروبي في الأردن.
وعرض مدير مركز الدراسات الاستراتيجة الدكتور موسى شتيوي محاور البرامج التدريبية للمشروع الذي تضمن إقامة أربعة برامج تدريبية وعقد ثلاث ورش عمل تناولت في مضامينها وفقا لـ “شتيوي” مساقات وتفاصيل أكثر عمقا حول السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، إضافة إلى تعميق الصلة بأهمية الديمقراطية والسلام في بناء الدول والشعوب.
وقال شتيوي إن كل برنامج تدريبي تكون من أطر نظرية ومعرفية ومعلوماتية وحالات دراسية ودروس مستفادة من دول وشعوب مرت بنفس تجارب الحرب والعنف والدمار, ثم انتقلت إلى المراحل الإنتقالية ثم بناء الدول فضلا عن تنظيم زيارات ميدانية إلى دوائر ومؤسسات أردنية لربط التدريب النظري بالتجارب العملية ومنها التجربة الأردنية في الإصلاح الديمقراطي والإدارة المؤسسية .
وبحسب ـ شتيوي ـ استفاد من مشروع (تحضير ـ مسار) خلال العامين الماضيين (110) متدربين يمثلون شرائح مختلفة من مكونات الشعب السوري في الأردن و(45) متدربا من سوريا مشيدا بتعاون وزارتي الداخلية والتخطيط والتعاون الدولي في الإسهام بإنجاح هذا المشروع الإنساني إلى جانب إستضافة مؤسسات أردنية المشاركين كوزارة الشؤون البرلمانية والسياسية والهيئة المستقلة للانتخاب والمركز الوطني لحقوق الأنسان ومؤسسة الضمان الإجتماعي .
وأعرب شتيوي عن أمله في استفادة المشاركين من المشروع وأن يشكلوا قادة عمل فاعلين للفترة الإنتقالية التي تلي الحرب في سبيل بناء دولة جديدة قائمة على السلام والعدالة وحقوق الإنسان .
واعتبر ممثل بعثة الاتحاد الاوروبي في عمان ابراهيم لافيه المشروع أحد المحاور الأساسية للجهود التي يبذلها الاتحاد الأوربي للوصول إلى مجتمع مدني في سوريا مؤكدا أهميته للتعامل مع مختلف الثقافات والمناطق في سوريا.
وأشار إلى أن التدريب يعود بمنفعة كبيرة على المشاركين وعلى المستقبل السوري لا سيما في مساندة القطاعات الاقتصادية والإعلامية وحقوق الإنسان، مثمنا دور مركز الدراسات الاستراتيجية في انجاح هذه الدورات انطلاقا من الفهم العميق للمواقف الأردنية تجاه الشعب السوري الشقيق .
وأثنى المتدرب محمد عياش نيابة عن المشاركين في المشروع على جهود الشركاء في تنفيذ مشروع تحضير ـ مسار الذي يفتح الآفاق أمامهم لخدمة بلدهم سوريا معربا عن أمله بعودة الأمن والاستقرار والحياة لوطنهم سوريا العزيزة.