مرايا – اعتبر صندوق النقد الدولي أن الإجراءات الحمائية التي يقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون لها ايضا تأثير سلبي على الاقتصاد الأميركي.
واضاف في بيان ان “القيود المفروضة على الواردات التي اعلنها الرئيس الأميركي من المحتمل ان تسفر عن اضرار ليس خارج الولايات المتحدة فحسب، بل ايضا للاقتصاد الأميركي نفسه، وخصوصا قطاع التصنيع والبناء، اللذين يستخدمان الالومنيوم والصلب”.
كما يخشى صندوق النقد الدولي ومقره واشنطن، من تزايد استخدام ذريعة الأمن القومي لتبرير القيود المفروضة على الواردات.
وافاد البيان “اننا نشجع الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين على العمل معا بشكل بناء لخفض العوائق التجارية وحل النزاعات التجارية دون اللجوء الى مثل هذه الاجراءات الطارئة”.
وقد أعلن ترامب الخميس عزمه فرض ضرائب بنسبة 25 % على واردات الصلب و10 % على وارادات الالمنيوم ما أثار غضب شركائه التجاريين، وخصوصا كندا والاتحاد الأوروبي.
كما أشاد ترامب بالحرب التجارية ردا على الغضب الدولي الذي أثاره اعلان قراره فرض رسوم جمركية اعتباراً من بداية الأسبوع.
وكتب ترامب في تغريدة “عندما تخسر الولايات المتحدة مليارات الدولارات في التجارة مع كل الدول التي تتعامل معها تقريبا، فإن الحروب التجارية جيدة ومن السهل كسبها”.
وعلى الإثر، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ان الاتحاد الأوروبي “سيرد بقوة وفي شكل متناسب دفاعا عن مصالحه”.
وقال يونكر في بيان “نأسف بشدة” للقرار الأميركي مضيفا ان المفوضية ستعرض “في الايام المقبلة اقتراحا باجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة تنسجم مع قواعد منظمة التجارة العالمية لاعادة التوازن الى الوضع”.
وأيدت ألمانيا موقف يونكر من خلال اعلان برلين “رفضها” قرار ترامب، وفق شتيفن سيبرت المتحدث باسم انغيلا ميركل، الذي قال ان هذه الرسوم الجمركية الباهظة لن تتيح حل فائض قدرات الانتاج في قطاع التعدين على المستوى العالمي.
وفي كندا، الشريك التجاري الأول لواشنطن، حذر وزير التجارة الدولية فرنسوا فيليب شامبانيي من ان فرض اي رسوم جمركية ضد الصادرات الكندية الى الولايات المتحدة “لن يكون مقبولا وستكون له عواقب على جانبي الحدود”.
واشارت وزارة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إلى أن الولايات المتحدة تحقق فائضا من ملياري دولار من خلال تجارة الفولاذ مع كندا.
وقالت موسكو انها “تشاطر العواصم الأوروبية القلق”.
أما الصين وهي المنتج الأول للفولاذ ولكنها لا تصدر سوى كمية صغيرة إلى الولايات المتحدة، فلم تتطرق الى تدابير انتقامية واكتفت بدعوة واشنطن إلى “الامتناع عن اتخاذ تدابير حمائية.
وحذرت تويوتا بدورها من “الزيادة الكبيرة في أسعار السيارات والشاحنات المباعة في أميركا” إذا اضطرت شركة السيارات اليابانية الى استيراد الفولاذ بأسعار مكلفة.
واثار اعلان ترامب المفاجىء قلق البورصات فانخفضت بورصة وول ستريت 1,72% وطوكيو 2,5% عند الاقفال، وشهدت بورصات هونغ كونغ والصين تراجعاـ وبالمثل تراجعت البورصات الأوروبية من باريس إلى لندن، وسجلت بورصة فرانكفورت تراجعا بنسبة 2% اضافية بسبب القلق على الاقتصاد الألماني.
وأعرب رئيس البنك المركزي الأميركي جيروم بأول عن تحفظاته ازاء سلاح العقوبات التجارية قائلا ان “الرسوم الجمركية ليست الطريقة الأمثل” وان المبادلات التجارية لها “تأثير ايجابي”بصورة عامة على الاقتصاد.
وكشفت إدارة ترامب في منتصف شباط (فبراير) عن ثلاثة سيناريوهات لفرض رسوم على واردات الفولاذ والالمنيوم بذريعة حماية الأمن القومي والوظائف، علما ان الولايات المتحدة هي اكبر مستوردي الفولاذ في العالم.
وتثير تصريحات ترامب الخشية من حرب تجارية عالمية لا سيما مع الصين، الشريك التجاري الثاني للولايات المتحدة مع ان الفولاذ الصيني يمثل أقل من 2 % من مجمل واردات الفولاذ الأميركية التي تأتي بصورة رئيسية من كندا (16 %) والبرازيل (13 %) وكوريا الجنوبية (10 %).