مرايا – شؤون عالمية – اعلنت وسائل اعلام رسمية سورية مساء امس الجمعة «خروج عدد من المسلحين» من الغوطة الشرقية عبر ممر مخيم الوافدين.
وكان «جيش الاسلام»، أحد أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، أعلن في وقت سابق في بيان ان «الدفعة الاولى من المسلحين» المعتقلين لديه سيتم اجلاؤها من المنطقة التي تتعرض لهجوم من قوات النظام السوري، من دون أن يحدد عددهم.
وأوضح البيان أنه سيتم اجلاء هؤلاء من «هيئة تحرير الشام» التي يهيمن عليها الفرع السوري السابق لتنظيم القاعدة ومستبعدة من وقف اطلاق النار الذي فرضته الامم المتحدة الى محافظة ادلب.
وافاد البيان انه «بناءً على المشاورات بين قادة جيش الإسلام والأمم المتحدة وأطراف دولية بمشاركة ممثلي المجتمع المدني في الغوطة الشرقية (…) تم الاتفاق على اجلاء الدفعة الاولى من عناصر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) الموجودين في سجون جيش الاسلام».
وأضاف أن هؤلاء العناصر «تم اعتقالهم خلال العملية الامنية التي اطلقها جيش الاسلام في 28 نيسان 2017 لاجتثاث هذا التنظيم وتم الاتفاق على ان تكون وجهتهم إلى ادلب بناءً على رغبتهم».
وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لمقاتلين في حافلة واحدة، دون تحديد عددهم او انتمائهم، في الممر الذي حددته الحكومة لعمليات الإجلاء.
وقال مراسل التلفزيون أن الحافلة كانت تقل 13 مسلحا، فيما أفادت الشبكة في شريط عند أسفل الشاشة أن المسلحين كانوا برفقة عائلاتهم.
وكتبت سانا من جانبها «خروج عدد من المسلحين من الغوطة الشرقية عبر ممر مخيم الوافدين».
ويشن الجيش السوري منذ 18 شباط هجوماً عنيفاً على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة ومنظمات متطرفة في الغوطة الشرقية، تسبب بمقتل العشرات وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبموازاة القصف الذي تشارك فيه طائرات روسية وفق المرصد، كثفت قوات الجيش السوري هجومها البري وتمكنت من السيطرة على أكثر من نصف مساحة المنطقة المحاصرة، التي توشك على فصلها الى جزئين، شمالي يضم دوما والقرى التابعة لها وجنوبي تعد حمورية ابرز بلداته.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قرارا في نهاية شباط يطالب بوقف للاعمال الحربية «من دون تأخير» لمدة 30 يوماً، لافساح المجال أمام «ايصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة».
ويستثني القرار تنظيمي «داعش» والقاعدة وجبهة النصرة في اشارة الى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها.
وتسري في الغوطة الشرقية هدنة انسانية أعلنتها روسيا، تنص على وقف الاعمال القتالية لمدة خمس ساعات.
وبعد صدور قرار مجلس الأمن، بعثت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، جيش الاسلام وفيلق الرحمن وحركة أحرار الشام، برسالة أبدت فيها التزامها «باخراج مسلحي تنظيم هيئة تحرير الشام وجبهة النصرة والقاعدة وكل من ينتمي لهم وذويهم» من الغوطة الشرقية لمدينة دمشق خلال 15 يوما من بدء دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي. من جهتة، قال منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا علي الزعتري إن قافلة إغاثة عبرت خط الجبهة ودخلت منطقة الغوطة الشرقية امس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا إن قافلة المساعدات أفرغت كل حمولتها في مدينة دوما وعادت إلى الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وكانت القافلة تتكون من 13 شاحنة تحمل إمدادات غذاء لم يتسن إيصالها يوم الاثنين عندما أوقفت قافلة سابقة تفريغ المساعدات وغادرت بسبب استمرار القتال.
وبث التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر عدة شاحنات تابعة للهلال الأحمر العربي السوري كانت ضمن القافلة وهي تمر من خلال معبر الوافدين.
وخلال أقل من أسبوعين استعاد الجيش السوري السيطرة على جميع الأراضي الزراعية تقريبا في الغوطة تحت غطاء من ضربات جوية وقصف لم يتوقفا تقريبا، وباتت المعارضة والحركات المتطرفة لا تسيطر الآن سوى على مجموعة بلدات كثيفة السكان تشكل نحو نصف الجيب.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة يعيش 400 ألف شخص في المناطق الخاضعة للمعارضة في الغوطة الشرقية. وفتحت الحكومة السورية وروسيا ما أطلقتا عليه «ممرات آمنة» للخروج من الجيب، لكن لم يغادر أحد حتى الآن.
وذكر التلفزيون السوري امس أن الجيش سيطر على قرية بيت سوى التي قال مسؤولون في المعارضة إن المقاتلين استعادوا بعض المواقع فيها.
وقال التلفزيون الرسمي إن قوات الحكومة ستتقدم الآن على جبهات أخرى.